أصبح البحث عن المعلومات سواء في فضاء الانترنت الواسع أو علي مستوي البيانات الخاصة بمؤسسات الإعمال وتحاول شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية المنافسة في هذا المجال بهدف تطوير خدمات البحث عن المعلومات والتي تعد أحد أهم الخدمات التي يعتمد عليها مئات الملايين من مستخدمي شبكات الانترنت والانترانت حتي باتت بعض الخدمات التقليدية يمكن الحصول عليها بصورة الكترونية كشراء تذاكر السينما والمسرح أو حجز طاولة في أحد المطاعم أمرا ممكنا وسهلا. وشهدت فاعليات الدورة الحالية لمعرض ومؤتمر سيبت 2006 CeBIT2006 والمقامة بمدينة هانوفر الألمانية بمشاركة 16 شركة مصرية ضمن 6000 شركة متخصصة في تقديم حلول تكنولوجيا الخاصة بالمؤسسات وشبكات المعلومات والاتصالات والتقنيات اللاسلكية بوادر منافسة حادة للسيطرة علي أسواق البحث عن البيانات وذلك من خلال إطلاق الشركات العالمية العاملة في هذا المجال مجموعة من الخدمات علي القيمة المضافة لزيادة قدراتها التنافسية في هذا السوق المتنامي بصورة كبيرة جدا لاسيما مع انتشار استخدام الأجهزة المحمولة الكمبيوتر المحمول _المساعد الشخصي _ التليفونات الذكية والتوسع في شبكات الانترنت اللاسلكية مما يتيح سرعة الوصول للمعلومات. ولاشك أن تقنية البحث المحلي يمكن أن تقوم بتشجيع الكثير من الشركات التي تقدم خدماتها علي نطاق محلي ضيق علي الإعلان عن خدماتها ليس للمستخدمين الأفراد فقط وإنما لمؤسسات الأعمال فالنسبة للأفراد يمكن لمحركات البحث لتلبية خدمات الاستعلام المتخصصة مثل البحث عن أماكن تقديم الوجبات الغذائية السريعة كالمطاعم والفنادق والمكتبات ودور السينما والصيدليات والأخبار الاقتصادية و الطقس علي مدار الساعة حيث توفر وقت المستخدم وجهده عند البحث عن خدمات قريبة منه أما بالنسبة لمؤسسات الأعمال فإن التوسع الكبير في حجم البيانات الخاصة بها يجعل تسهيل عملية البحث والوصول للمعلومات مطالبا أساسيا لتطوير خدمات هذه المؤسسات. وخلال المعرض أكدت شركة مايكروسوفت العالمية أنها تخطط حالياً لدمج محرك البحث بتطبيقات MSN Hotmail وMSN Messenger حيث لن يكتفي محرك البحث بإظهار عناوين كنتائج للبحث بل سيعرض معلومات حول ما يبحث عنه المستخدم مشيرة إلي أن هذا المحرك يتم إطلاقه خلال الأشهر الستة القادمة. كما طرحت مايكروسوفت مؤخرا نسخة تجريبية من خدمة البحث المحلي local search علي محركها البحثي علي الإنترنت MSN وستقوم الشركة بتزويد خدمة البحث المحلي لديها بتقنيات عدة قامت بتطويرها ومنها تقنية ماب بوينت للخرائط التي تتيح للمستخدم تحديد مكان الجهة التي يبحث عنها علي خريطة المدينة علي شبكة الإنترنت كذلك تتيح قاعدة بيانات تيراسرفر وهي إحدي المشروعات البحثية طويلة الأمد بمايكروسوفت الحصول علي صور بالأقمار الصناعية للجهة المقصودة علاوة علي إمكانية الاستفادة من محرك البحث من العديد من الفهارس المحلية مثل يلو بيدجز، كما أن تقنية نير مي Near Me التي أطلقتها مايكروسوفت في فبراير 2004 علي موقع MSN وتحدد مكان المستخدم تلقائيا. كذلك أطلقت شركة جوجل العالمية صاحبة محرك البحث الشهير جوجل خدمة Google earth للبحث في قاعدة تضم ملايين من الصور التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية والتي توضح التفاصيل الرئيسية للكثير من المناطق حول العالم والتي نسمع عنها فقط ولم يستطع البعض منا رؤيتها كالأماكن السياحية والعسكرية والأثرية بالإضافة إلي الشوارع والاحياء الاقتصادية المشهورة ويمكن الاشتراك المجاني في هذه الخدمة من خلال التسجيل بالموقع. وكانت الشركة أعلنت عن بدء تشغيل محركات بحث محلية جديدة، والتي تتضمن خريطة جوجل موضحة أن هذه الخدمة تعمل كمرشد محلي للمستخدمين الراغبين في البحث عن عنوان معين أو أي اتجاه داخل البلد بالإضافة إلي أنه أصبح بإمكان مستخدم هذه الخدمة مطالعة آخر الأخبار الاقتصادية وأخبار الطقس والمناخ كل ساعة، كما يمكن الدخول عليها من خلال تقنية الواي فاي ومن جانبها لم تترك شركة أوراكل العالمية المتخصصة في مجال برامج قواعد البيانات للمؤسسات أسواق محركات البحث بصورة كاملة بل أكدت برنامج (Oracle Secure Enterprise Search 10g) والذي تم تطويره مؤخرا وسيتم طرحه مطلع مايو القادم يعد بمثابة محرك البحث الآمن للمؤسسات حيث يتيح البرنامج إمكانية البحث في مجموعة كبيرة من موارد بيانات المؤسسة بما في ذلك قواعد البيانات وأنظمة الملفات وتطبيقات المؤسسات، كما أنه لا يسمح للمستخدم إلا بالبحث في المناطق المسموح له بالوصول إليها فقط أما المناطق غير المسموح له بالوصول إليها فلا يمكنه البحث فيها علي الاطلاق. ولعل أهم ما يتميز به محرك البحث الجديد SES من أوراكل هو إمكانية البحث في بيانات المؤسسة بغض النظر عن مصادرها وأماكن وجودها، بما يشمل أنظمة البريد الإلكتروني وملحقات الرسائل، وقواعد البيانات، وأنظمة الملفات باختلاف أنواعها، وأنظمة إدارة المحتوي، والتطبيقات والإنترانت والإكسترانت، وغيرها كما يدعم البحث في نصوص مكتوبة باللغة العربية بالإضافة إلي 127 لغة أخري علاوة علي سهولة الاستخدام لأنه يعتمد علي واجهة ويب واحدة بسيطة التصميم يمكن دمجها بسهولة في التطبيقات الرئيسية.