[email protected] "التكنولوجيا الرقمية" ... ونظم المعلومات الجغرافية " GPS " .. مفاهيم تبدو للوهلة الأولي للقارئ العادي انها تتعلق بالأرقام وبالتالي فان الأمر لا يتعلق به وانما يرتبط بشكل كبير بمؤسسات الأعمال بهدف تطوير وتحسين آليات العمل وزيادة قدراتها التنافسية ولكن ما أن نبدأ في التعرف اكثر علي ملامح هذا المفهوم فان الأمر يتغير بدرجة كبيرة ونكتشف أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت ترتبط بشكل كبير بنمط حياتنا اليومية بداية من التليفون الذي نحمله في أيدينا مرورا بجميع الأجهزة الإلكترونية في بيوتنا حتي السيارات التي نستخدمها في تنقلاتنا حتي نصل لصناعة الأقمار الصناعية وما شابهها من الصناعات ذات التقنيات العالية . وأصبحت تقنيات نظم المعلومات الجغرافية " GPS" أحدي أهم التقنيات المستخدمة في كسب ثقة الأفراد في قدرة التكنولوجيا علي تلبية احتياجاته بصورة أفضل وطريقة أسرع وفي اي وقت وأي مكان حيث يلاحظ أن استخدام تقنيات " GPS " في الدول النامية لم يعد يشكل أي هاجس أمني لدي أحد بل علي العكس إذ استطاعت الجهات الأمنية المختصة ومن خلال التحاور مع الشركات المعنية بتقديم خدماتها المعتمدة علي نظم المعلومات الجغرافية الوصول إلي نموذج عمل يرضي الطرفين ودون أن يخل بالبعد الأمني وبما يسمح للمواطن بتعظيم القيمة المضافة من مختلف الأجهزة الالكترونية المحمولة " الكمبيوتر الكفي - المساعد الشخصي - أجهزة التليفون الذكية بجانب أجهزة العرض الخاصة بالسيارات ". فكم مرة عاني كل منا في البحث عن أحد العناوين داخل شوارع محافظته التي ولد وتربي فيها فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالبحث عن عنوان في محافظة أخري ! وخلال زيارتي الأخيرة لعدد من الدول الأوروبية " ألمانيا - فرنسا " والعربية أيضا " السعودية - الإمارات " اتضح أن نظم " GPS " باتت تشكل العصب الرئيسي للسير في شوارع ومدن تلك الدول فكل ما علي السائق أن يقوم بكتابة اسم العنوان الذي يرغب في الوصول إليه فتظهر علي الشاشة مجموعة من البيانات المتكاملة متضمنة المسافة بالكيلو متر وتوقيت الوصول وأفضل الطرق التي يجب السير فيها لتجنب الازدحام وكذلك درجة الحرارة في تلك المنطقة وخريطة متكاملة تقوم بإرشاد السائق بصورة دائمة عن الطريق الصحيح .نتصور أن الحديث عن الريادة المصرية للمنطقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يحتم علي جميع الوزارات والجهات الأمنية المعنية بضرورة بحث سبل التوسع في تطبيق تقنيات " GPS " وليس اتخاذ قرار بالمنع فقط والذي ينم عن تجمد فكري لا مثيل له يذكرني دائما بعبارة " ممنوع الاقتراب أو التصوير " والتي مازالت موجودة علي العديد من المواقع الأمنية علي أن الجميع يعلم أن هناك مئات الأقمار الصناعية التي ترصد تفاصيل أكثر دقة عن هذه الأماكن ويتم عرضها علي العديد من المواقع الالكترونية علي شبكة الانترنت. نطالب الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بضرورة عقد اجتماع أو ندوة موسعة لمناقشة الأبعاد الأمنية لتقنيات نظم المعلومات الجغرافية ودعوة جميع الجهات الأمنية للوقف علي احتياجات هذه الجهات لاستفادة من " GPS " بدلا من سياسة الحذر والمنع والتي باتت لا تتناغم مع حديث الحكومة عن بناء مجتمع المعلومات والرغبة في تطوير خدماتها بصورة جذرية وذلك اعتمادا علي توافر تكنولوجيا المعلومات من تقنيات حديثة . للحديث بقية ....