[email protected] التكنولوجيا في خدمة المجتمع لعل هذا هو الشعار الأمثل الذي حرصت جميع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي شاركت مؤخرا في فاعليات مؤتمر ومعرض كايرو اي سي تي علي التأكيد عليه بقوة حيث اتجهت الكثير من الشركات الي تركيز جهودها علي تطوير الخدمات التي يحتاج إليها الإنسان بشكل كبير كالصحة والتعليم والثقافة والمعرفة. ونتصور أن شركات المعلومات والاتصالات تحاول الخروج من النظرة المحدودة للثورة التكنولوجية علي أساس أنها تعمل فقط علي تلبية متطلبات التنمية بمؤسسات الأعمال والصناعات إلي مفهوم أوسع وأرحب يعتمد علي تغلل تكنولوجيا الاتصالات في كافة نواحي الحياة لبناء مجتمع جديد تلعب فيه تكنولوجيا الاتصالات دورا ملموسا في تشكيله بداية من أسلوب التعليم والاستفادة من شبكات الاتصالات والانترنت لإطلاق خدمات التعليم عن بعد وفتح الباب أمام تطوير هذه الخدمات وتخفيض التكاليف بشكل غير مسبوق. وتشير الدراسات المتخصصة في هذا المجال إلي أنه من المتوقع بحلول عام 2011 أن يقوم نحو نصف مستخدمي الهواتف المحمولة بتصفح الإنترنت عبر أجهزة التليفون المحمول ويؤكد المحللون أن شركات الاتصالات تسعي للبحث عن موارد دخل جديدة خصوصا مع انخفاض أسعار المكالمات كما أكد الخبراء أن عالم البحث هو عالم جديد بالنسبة لشركات الاتصالات ولا يمكن الاعتماد علي الدخل المكتسب منه. ولعل هذا ما يفسر عن قيام تحالف جديد بين شركات الاتصالات الكبري في أوروبا والتي تخطط لبناء محرك بحث محمول تنافس به أقوي الشركات المتخصصة مثل Yahoo وGoogle حيث يضم هذا التحالف شركات France Telecom وDeutsche Telekom وHutchison Whampoa وTelefonica وVodafone وكذلك Telecom Italia بجانب انضمام الشركة الأمريكية Cingular إذ يهدف التحالف الجديد إلي استنباط تقنيات جديدة للبحث المحمول لشركات الاتصالات الصغيرة كما ترغب في الحصول علي حصة من سوق الدعاية المحمولة. هذا بالإضافة إلي التطور الذي تقدمه ثورة نقل البيانات الاتصالات المحمولة في مجال تحسين الرعاية الصحية والقدرة علي متابعة صحة المرضي أثناء تواجدهم بمكاتبهم أو منازلهم عبر أجهزة لاسلكية يتم وضعه في معصم اليد لتقوم بإرسال تقارير كاملة أون لاين عن حالة المريض الصحية للطبيب المعالج أو المستشفي بصرف النظر عن مكان تواجده بما يساعد المرضي علي تلقي خدمات علاجية أفضل لاسيما من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة. كذلك عملت الشركات المشاركة بالمعرض علي تأكيد الاندماج الكامل بين شبكات نقل الصوت والصورة والبيانات وهو ما يفتح الباب علي مصراعيه أمام ترشيد النفقات للمؤسسات التي تتطلب طبيعة عملها وجود هذه الخدمات مجتمعة معا في آن واحد كما يلاحظ اجتهاد الشركات المقدمة لخدمات الاتصالات في القضاء علي التخوفات من الهاجس الامني لشبكات نقل الصوت والبيانات وذلك من خلال التركيز علي استعراض الحلول التكنولوجية المتعلقة بعنصر تأمين البيانات والمعلومات والحفاظ علي سرية بيانات عملائها خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعاملات المالية كالبنوك - مؤسسات الوساطة لأوراق المالية.... وخدمات الحكومة الالكترونية. ونتصور أن الرسالة المهمة أن يجب التعامل معها بجدية أن تكنولوجيا الاتصالات أصبحت مؤهلة الأن أكثر من اي وقت مضي لتحسين وتطوير كافة الخدمات العامة والخاصة والمساهمة في تغيير النمط اليومي للإنسان.