ثلاثة آلاف شهيد حتي الآن .. والنظام لا يريد أن يتراجع ! ماجدة عبدالبديعلم تمض سوي بضع ساعات علي مغادرة د. نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية ، سوريا ، إلا وأعلن ناشطون سوريون مقتل 24 شخصا في عمليات للجيش والأمن في محافظات عدة ، بينها حمص ، وأدلب ودرعا " مساء السبت " الماضي ، أي أن الاتفاق الذي وقعه د. العربي مع الرئيس السوري " بشار الأسد " والذي يؤكد وقف العنف ، وإطلاق سراح المسجونين السياسيين ، مجرد " حبرعلي ورق " ، وإن النظام السوري ، لا يريد أن يقدم أي تنازلات ، أو حتي محاولات لتقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة السورية التي امتدت لتشمل معظم محافظات سوريا ، فقد إنطلقت مظاهرات مساء السبت في كل من مدينتي الكسوة وحرستا بريف دمشق ، وضاحية عتمان بمحافظة درعا ، نادت برحيل الأسد ، فقام الجيش بحملة دهم واعتقالات واسعة بمناطق عدة ، منها " البوكمال " بمحافظة دير الزور ، وقري أخري في ريف دمشق ، كما قتل الناشط السياسي " غيات مطر " داخل المعتقل ، مما زاد الوضع تعقيدا والتهابا ، فحاصرت قوات الأمن حي الشاميات في داريا بريف دمشق ، حيث منزل أهله .. وأشارت لجان التنسيق الثورية إلي اختطاف المحللة النفسية " رفاة ناشد " من مطار دمشق الدولي فجر السبت ، وأكدت أعتقال أكثر من 50 شابا في حملة مداهمات واعتقالات لحي غرب المشتل والمشاع في حماة. كما ذكر ناجي طيارة، نجل الناشط المعارض نجاتي طيارة ، أن قوات الأمن السورية أعادت اعتقال والده ، وذلك بعد أيام من الإفراج عنه . ارتفاع عدد الشهداء في هذه الاثناء ذكرت تقارير للأمم المتحدة أن حصيلة القتلي في سوريا ، منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي بلغت نحو 2200 شهيد علي الأقل ، ولكن المعارض السوري " رضوان زيادة " قال مساء السبت في تونس إن العدد يصل إلي 3000 آلاف ، معظمهم من المدنيين ، وأوضح أن القتلي يتوزعون علي 112 مدينة وبلدة في سوريا ، وأن 123 منهم تحت سن 18 سنة . مما دعا الثوار في آخر جمعة في سوريا ، إلي المطالبة بحماية دولية ، لوقف قتل المدنيين ، وتعذيبهم في السجون السورية . ويحذر بعض المحللين ومنهم د. خطار أبو دياب ، من أنه إذا استمر الصراع في سوريا علي هذا الحال بين النظام السوري والمعارضة ، قد تنزلق سوريا إلي حرب أهلية ، وخاصة في ظل إصرار النظام علي استخدام العنف ، والحلول الأمنية ، ورفض كل التدخلات حتي ولو كانت عربية . وعلي الجانب الأخر ، تعتزم الولاياتالمتحدة ، تسريع العمل لاستصدار ادانة دولية للنظام السوري ، وبينما ترفض روسيا التدخل الخارجي منعا لتكرار السيناريو الليبي ، دعت المعارضة السورية " موسكو " إلي لعب دور أكثر إيجابية في الأزمة السورية . وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية " فيكتوريا نولاند " أن واشنطن تريد " تسريع العمل الأسبوع الحالي في الأممالمتحدة ، حيث تحاول الدول الغربية ، استصدار إدانة أكثر قوة للنظام السوري ". لكن روسيا - العضو الدائم في مجلس الأمن - ترفض منذ أشهر ، مثل هذه الخطوة ، إعمالا لمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، كما ترفض موسكو ، تنحي الرئيس بشار الأسد ، وتقدمت بمشروع قرار للأمم المتحدة ، مضاد لمشروع القرار الأمريكي الأوروبي . وكان وفد من المعارضة السورية ، بقيادة رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان " عمار القربي " قد زار موسكو مؤخرا ، وإلتقي رئيس لجنة الشئون الدولية بالمجلس الفيدرالي الروسي " ميخائيل مارغيلوف " الذي قال بعد الاجتماع ، إن الشعب السوري لديه الحق والوسائل لحل المشكلات التي تواجه البلد ، بنفسه فحسب ، دون تدخل خارجي من أي نوع ، مشددا علي أن روسيا تفهم تماما أن تكرار السيناريو الليبي في سوريا ، سيكون غير مقبول علي الإطلاق ، وستعمل ما بوسعها لمنع حدوث ذلك. وقال " مارغيلوف "إن روسيا تريد التباحث مع الطرفين كي تدرك ما يجري حقا في سوريا مضيفا أن المجلس الفيدرالي " المجلس الأعلي في البرلمان الروسي " سيقوم في المستقبل القريب بتشكيل وفد من أعضائه ، وإرساله إلي سوريا ، بهدف توضيح الوقائع ، وكي يشاهد عن كثب ما يجري حقا في هذا البلد . ولكنه أوضح أنه ينتظر موافقة السلطات السورية علي إرسال الوفد ، ومن المتوقع أن يبدأ جولة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا الأسبوع المقبل ، تتضمن محادثات ، بشأن سوريا . ومن جانبه ، أكد رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الانسان " القربي" أنه لا يمكن النظر إلي الإصلاحات الجاري تطبيقها في سوريا ، أو نداءات السلطات لبدء حوار وطني بجدية ، موضحا أن المعارضة السورية ، مستعدة للجلوس إلي طاولة المفاوضات وبدء الحوار الوطني ، شريطة وقف إراقة الدماء وسحب جميع القوات من المدن السورية ، وكذلك محاكمة كل المسئولين عن أعمال القمع والتنكيل بحق المدنيين . تصعيد الموقف الفرنسي واعتبر وزير الخارجية الفرنسي " آلان جوبيه " أن نظام الرئيس السوري " بشار الأسد " فقد شرعيته ، وأن أوان إمكانية إجراء إصلاحات قد فات ، واصفا فشل الأممالمتحدة في إتخاذ موقف واضح من الأزمة في سوريا ، بأنه فضيحة وكانت فرنسا وبريطانيا ، والولاياتالمتحدة ، وألمانيا والبرتغال قد وزعت مشروع قرار يدعو إلي فرض عقوبات علي الأسد وبعض اقاربه ومساعديه ولكنه واجه مقاومة قوية من جانب روسيا والصين.. وفي آخر جمعة في سوريا ، طالب الثوار بحماية دولية لوقف قتل المدنيين الذين تجاوز عددهم وفق الأممالمتحدة إلي 2200 شهيد ، منذ اندلاع الاحتجاجات ، منتصف مارس الماضي . المبادرة العربية ووسط شكوك بنجاح مهمة د. نبيل العربي ، أمين عام جامعة الدول العربية ، وفي ظل استمرار الحملات الأمنية علي المحتجين ، وتباعد المواقف بين النظام والمعارضة السورية ، زار العربي دمشق حاملا " مبادرة عربية " لتسوية الأزمة السورية .. وكانت أبرز بنود المبادرة ، الوقف الفوري للعنف ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية مقبولة من جميع الأطراف ، واجراء انتخابات رئاسية تعددية عام 2014 ، وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه الولاية الحالية لبشار الأسد. ولكن بعض قادة المعارضة السورية رأوا أن المبادرة تضفي شرعية علي نظام الأسد ، وتسمح له بالبقاء في الحكم حتي 2014 ، كما استبعد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا " محمد رياض الشقفة " أي اتفاق لتقاسم السلطة مع الأسد ، الذي قال إنه يدير نظاما " إجراميا يقتل شعبه " .