عبدالوهاب السمانتصريحات وتصرفات بعض ممن ينتمون إلي الجماعات الدينية من السلفية وغيرها «داخل مصر وخارجها».. والتي تنم عن فكر خاطئ يسيئ للإسلام.. يتسم بالتطرف والمغالاة والغلو والظلامية والسوداوية.. يستلزم مواجهة هذا الفكر الخاطئ.. بتوضيح المفهوم الصحيح للإسلام.. أي الإسلام كما أراده الله.. حيث ترشدنا الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وما تضمنته من معان سامية.. إلي أن الإسلام.. دين الوسطية لا يعرف التطرف ولا المغالاة ولا التشدد.. «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»، «يسروا ولا تعسروا». دين يهتم بالجوهر.. ولا يختصر نفسه في الظاهر، والظاهر هنا.. هو الظاهر من العبادات التي هي علاقة بين الرب وعبده.. وينسحب الظاهر إلي المظهر «مظهر الرجل من حيث اللحية والزي جلبابا كان أم سروالا.. ومظهر المرأة من حيث الحجاب والنقاب.. فمن الظلم للدين الإسلامي أن يختصر في هذه الأمور الظاهرية» وجوهر الدين.. هو العمل والمعاملة. «وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، «ليس الإيمان بالتمني.. ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل»، «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». دين يدعو.. لإعمال العقل والفكر.. وإطلاق العنان للتفكير والتدبر والعلم والخيال الإيماني بلا حدود.. والأخذ بالأسباب حيث لا تناقض بين ذلك وبين الدين الإسلامي.. بل العكس هو الصحيح. «إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب.. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض»، «لو أنزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون». «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان»، «اعقلها وتوكل». دين يحترم حرية الفكر والعقيدة والرأي الآخر.. «لكم دينكم ولي دين»، «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم». دين يتسع لوجود بعض القضايا الخلافية في بعض الأمور الفرعية.. ويترك للمؤمنين به القرار في تحديد موقفهم، وفقا لقناعاتهم.. «استفتي قلبك.. وإن أفتوك وأفتوك وأفتوك». دين الفطرة والبساطة.. حيث لا يستعصي فهمه واستيعابه والإيمان به.. وهو ليس حكرا علي الصفوة من العلماء والفقهاء.. «فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها». دين يجل أولياء الله الصالحين، ويكرمهم.. ولكن لا يقدسهم ولا يؤلههم.. «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. الذين آمنوا لهم البشري في الحياة الدنيا والآخر.. لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم». فلنعمل جميعا كل قدر طاقته علي تدارك الأضرار الجسيمة التي لحقت بصورة الإسلام أمام الآخرين، بفعل المحسوبين علي الإسلام والإسلام منهم براء.. من المتطرفين والمتشددين والمغالين والظلاميين والسوداويين في أفكارهم ونهجهم، والمفكرين لمن يخالفهم في القضايا الهامشية التي يشغلون بها الأمة عن القضايا المهمة ويشقون بها الصف، والذين يتألهون علي الله بالحكم علي العباد بإنهاء آجالهم.. ومن المسيسين للدين «والدين أسمي من أن يسيس» الذين يتخذون منه ستارا لأهدافهم وأطماعهم ومطية للوصول إلي السلطة أو مظلة للقفز عليها والتشبث بها.