مازلنا نعيش توابع شهر رمضان الكريم.. عبر نفحات دينية.. تذكرنا بالإسلام الذي أراده الله.. حيث ترشدنا الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وما تضمنته من معان سامية.. إلي أنه: دين الوسطية لا يعرف التطرف ولا المغالاة ولا التشدد. دين يهتم بالجوهر.. ولا يختصر نفسه في الظاهر.. والظاهر هنا هو الظاهر من العبادات التي هي علاقة بين الرب وعبده.. وينسحب الظاهر الي المظهر (مظهر الرجل من حيث اللحية والزي جلبابا كان أم سروالا.. ومظهر المرأة من حيث الحجاب والنقاب. فمن الظلم للدين الإسلامي أن يختصر في هذه الأمور الظاهرية). وجوهر الدين.. هو العمل والمعاملة. دين يدعو.. لإعمال العقل والفكر.. وإطلاق العنان لتفكر والتدبر والعلم والخيال الإيماني بلا حدود.. والأخذ بالأسباب حيث لا تناقض بين ذلك وبين الدين الإسلامي. بل العكس هو الصحيح. دين يحترم حرية الفكر والعقيدة والرأي الآخر. دين يتسع لوجود بعض القضايا الخلافية في بعض الأمور الفرعية.. ويترك للمؤمنين به القرار في تحديد موقفهم، وفقا لقناعاتهم. دين الفطرة والبساطة.. حيث لا يستعصي فهمه واستيعابه والايمان به.. وهو ليس حكرا علي الصفوة من العلماء والفقهاء. فلنعمل جميعا كل قدر طاقته علي تدارك الأضرار الجسيمة التي لحقت بصورة الإسلام امام الاخرين بفعل المحسوبين علي الاسلام والإسلام منهم براء.. من المتطرفين والمتشددين والمغالين والظلامين والسوداويين في أفكارهم ونهجهم، والمكفرين لمن يخالفهم في القضايا الهامشية التي يشغلون بها الأمة عن القضايا المهمة ويشقون بها الصف، والذين يتألهون علي الله بالحكم علي العباد بانهاء آجالهم.. ومن المسيسين للدين »والدين أسمي من أن يسيس« الذين يتخذون منه ستارا لأهدافهم وأطماعهم ومطيه للوصول إلي أهدافهم. عبدالوهاب السمان