لو لم تنفجر ثورة 25 يناير الشعبية.. لانفجرت مصر طائفياً العنف وصل إلي استباحة المقدسات ونشر الفتاوي الغريبة قال الدكتور محمد منير مجاهد المنسق العام لمجموعة «مصريون ضد التمييز الديني»، أن التمييز الديني كان قبل حكم جماعة الإخوان، بدأ في عهد الرئيس السادات، وتجلي في عدة نقاط منها؛ التمييز القانوني والدستوري، وهما ركيزتان بالمادة الثانية من الدستور. وأضاف مجاهد أن التحرش الديني بغير المسلمين، اثار توترات طائفية وحرمان من الحقوق الأساسية، حظر الدعوة الدينية لغير المسلمين مما أدي إلي تديين التعليم. وأشار مجاهد أن التمييز لم يقتصر علي التعليم فحسب وانما امتد التمييز إلي الإعلام، حيث لم يتمتع للاقليات بحق الرد عندما تناقش معتقداتهم بالصحف، ايضا التعتيم الذي حدث في كل الاعتداءات علي الاقباط، ولم يتناولها كأنها فتنة، فكان الإعلام له عامل اساسي في فتنة (العوا والانبا بيشوي) مثلاً، والتي كانت إحدي ركائز جريمة القديسين التي راح ضحيتها العشرات. أرقام مخيفة قال الكاتب الصحفي سليمان شفيق، خلال المؤتمر، إن عهد مبارك شهد مقتل 157 قبطيا، و811 جريحا، واستحلال أموال وممتلكات 1384 قبطيا، ووقعت 324 حادثة طائفية، وتم الاعتداء وحرق وهدم 103 كنائس في الفترة من 1981 حتي 2011، ووقوع 10 مذابح جماعية تمت في عهده. كشف “شفيق” ان عهد مبارك شهد فترة التمكين الاجتماعي والسياسي لتنظيم الإخوان، وكانت قضايا غسيل الاموال المتهم فيها قيادات الاخوان بمليار ونصف المليار، الاخوان يتملكون 21.5% من تجارة التجرئة، 55% من تجارة العملة، 12% جمعيات أهلية للإخوان المسلمين، 88 نائبا في برلمان 2005. مشاهد مستحدثة قال سليمان شفيق، إنه منذ احداث كنيسة اطفيح مارس 2011، وحتي الآن تعرضت 23 كنيسة للاعتداء، وقتل 51 مواطنا. لفت شفيق ان هناك مشهدين ظهرا في وقائع الاعتداء علي الكنائس، أولا “استباحة المقدسات” المسيحية مثل حرق الإنجيل. ايضا منذ هذا التاريخ حتي الان ظهرت 14 فتوي لازدراء المسيحية كان اخرها (السواقين لو وصلوا واحد رايح يسكر احسن ما يوصلوا قسيس للكنيسة) وكان مفاجأة صاحب الفتوي د. ياسر برهامي عضويته في الجمعية التأسيسية لوضع دستور مصر!! مشيرا إلي أن فتنة الخانكة التي وقعت عام 1972 كانت بسبب دعاة الإخوان الذين ادعوا توزيع الكنيسة منشورا يحض علي زيادة النسل المسيحي والتوسع في شراء الأراضي، وأن فترة الرئيس السادات شهد توجيه 68% من عنف الجماعات المتطرفة ضد الأقباط. وأوضح شفيق، أن السبب الرئيسي للهجرة بنسبة 80% تحسين مستوي المعيشة، لا بسبب الخوف من الحكم الديني، ولا ننكر أن قطاعات كبيرة من المسيحيين يخشون من التعصب والحكم الديني، والمسلمون خائفون أيضا. المواطنة والتعليم قال الدكتور كمال مغيث الباحث التربوي، أن المسيحيين يعملون علي مشروعين هما الدستور والمواطنة، وهو ما يشغل فكرهم. واستنكر “مغيث” الحكم علي صانعي الفيلم المسيء للرسول، ووصفه بال”فيلم البيتي” وأن هذا هو النموذج القضائي بمصر. وسرد مغيث جزءا تاريخياً عن الاقباط وتفاعلهم مع المناصب بالدولة، قائلا أن أول برلمان مصري كان بة أكبر عدد من الاقباط وتولي نوبار باشا أول رئيس وزارة بمصر، وبدأت عناصر تمييزية منذ قتل بطرس غالي، قاضي مذبحة دنشواي علي يد «إبراهيم الورداني»، وخرج وقتها المتشددون يهتفون “تسلم ايد الورداني اللي قتل بطرس النصراني”. إلا أن هتافات ثورة 19 كانت موحدة لكل الفصائل الدينية. طائفية قديمة أكد الدكتور عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للشئون الخارجية، أن التمييزضد الأقباط موجود قبل وصول الإخوان للحكم، فبعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، جاء الرئيس السادات، وحاول يرتدي عباءة التدين واستخدام المفردات الدينية حتي يكون له كاريزما اثناء خلافه مع اليسار مما دعا لتديين المال العام، وقيامه بتعديل المادة الثانية من الدستور لتعديل كلمة “مدد” بدلا من “مدة”. وزرعت شجرة الطائفية في عهد السادات وكان أعوام 79/8/1981، اكثر سنوات احتقانات طائفية. وجاء نظام “مبارك” وظل يرعي هذه الشجرة التي حصدنا ثمارها، وعلي راسها احداث الكشح الاولي والثانية، وكان للإعلام دور فعال في ذلك من تجاهل للمسيحيين المصريين. وكان 2010 أكثر السنوات “دموية”. لفت “جاد” الي إنه لو لم تنفجر ثورة 25 يناير كثورة شعبية، لانفجرت مصر طائفياً، بسبب حالة الاحتقان الطائفي الشديد، وكانت الدولة سعيدة بذلك ولعبت دورا لاشغال الناس عنها. كشف جاد ان هناك جزءا يسمي بمكافحة التنصير داخل جهاز أمن الدولة سابقاً مما يدل علي التمييز.