د/ باسلة زعيتر هل جرّبْتَ يومًا أن تكون كونيًّا؟ أن تتجرّدَ من هُويّتك وجنسيّتك، وجنسك وذاتك وانتمائك؟ أن تفرّغَ كلّ ما في داخلك من مشاعر وأفكار، وهواجس وأحلام؟ أن تفرّغ كلّ شيء تمامًا حدَّ أن تصبح ممتلئًا بكلّ شيءٍ؟ هل جرّبتَ أن تُنزل العالم عن كاهلك دفعةً واحدة، فتصير العالم بكلّيته؟ أن تترك التفاصيل الصغيرة كلها على تفاهتها وأهميتها في آن، فتجدها تملأك في كل ذرّة فيك؟ يا صديقي، حين تتجاوز نفسك أوّلًا ستتجاوز شرور العالم، ستقفل باب القلق القاتل، ستحلّق عاليًا، وتصير عصفورًا وشمسًا وصبحًا، ستفرح بعشوائيّتك، فما أحوجنا إلى طفولة تعيدنا دائمًا إلى اللامنطق واللاحدود، هكذا نصير الكون كاملًا، نصير نحن بحقيقتنا وأوهامنا… د. باسلة زعيتر