كيف سنبنى هذا الوطن بتلك العقليات الرجعية؟ وكيف ننهض بوطن تغيب كثيرا عن النهوض بسبب بحث البعض عن عثرات تعيق تقدمه ورقيه؟ كانت تلك كلمات صديقى المنفعل جدا وهو يصف لى حال ما يحدث الآن فى مصر. فما أعرفه عن صديقى هذا أنه يتمتع بحب شديد للغالية مصر. بل يدعى أنه أكثر شخص يحب مصر وكنت دائما أقول له ( كلنا هذا الرجل ). بالتأكيد حاولت بشتى الطرق أن أهدى من غضب صديقى العارم وأحاول أن أستفهم منه سبب ذلك الغضب فقال لى: لقد عبرت قناة السويس اليوم متجها لسيناء لقضاء بعض أعمالى . وأنت تعلم أننى رجل أقدس العمل والوقت، قلت له. وما الجديد فى ذلك فالجميع يعلم عنك ذلك. فقال: ولكنى يا أخى العزيز أضعت نصف يوم فى عملية العبور من وإلى سيناء فلقد مكثت ساعتين فى رحلة الذهاب ومثلهما فى رحلة العودة، وتساءل صديقى أليس فيما حدث معى إهدار للطاقات؟ ناهيك عما شاهدت من ارتال السيارات التى تصطف انتظارا للعبور مثلى وهى محملة بمنتجات من وإلى سيناء وما أحزننى أكثر تلك المواد الخام القادمة من سيناء التى تقوم عليها العديد من الصناعات فى باقى محافظات مصر وتساءل صديقى ثانيا أليست تلك المواد الخام مهمة لخطوط الإنتاج؟ ألا تسعى الدولة لتحجيم مشكلة البطالة؟ أليس كل ما سبق يعتبر طاقات معطلة؟ فقلت لصديقى لا تغضب فنحن نمر هذه الأيام بمرحلة فارقة من تاريخ مصر وبالتأكيد هناك الكثير من التهديد لأهم مرفق فى مصر الآن وهو مرفق قناة السويس وأنت تعلم مدى أهمية الملاحة فى تلك القناة بالنسبة لمصر بل وللعالم أيضا، فالإرهاب الأسود لا يريد لهذا الوطن أن ينهض، وبالتأكيد سوف يضطر القائمين على حماية المجرى الملاحى من رفع حالة التأهب دائما وسوف يساير ذلك زيادة دقة التفتيش بالإضافة لزيادة وتيرة الأعمار فى سيناء مما استوجب للكثير التنقل المستمر بين الوادى وسيناء فكل ما سبق أدى بالضرورة للتكدس وتأخير العابرين من والى سيناء. فقال لى: يا أخى العزيز بالتأكيد تبريراتك تؤخذ على محمل الجد ومقبولة ولكن لابد أن يشاهد المواطن تحسن ولو تدريجى لأننا نبحث عن نهوض الوطن واستغلال كامل طاقاته. ألم تستمع لكلمة المشير عبد الفتاح السيسى منذ أيام التى يحض فيها الجميع على بذل كل الجهد بل وطالب الجميع بالاستيقاظ مع الخامسة صباحا ليكون على استعداد للمساعدة فى بناء هذا الوطن الغالى بدلا من إهدار طاقاته هنا وهناك. واستطرد صديقى متسائلا. ألا تعلم يا صديقى أن ( ألمانيا ) خرجت من الحرب العالمية الثانية شبه محطمة وهى الآن من كبريات دول العالم انتاجا واقتصادا على الأقل أتدرى لماذا ؟ فقلت له بأمانة لا. فقال بعد هذه الهزيمة واتحاد العالم على ألمانيا تكاتف الشعب الألمانى وصار كل فرد فى ألمانيا عليه أن يعمل ساعتين إضافى بعد انتهاء توقيت عمله وبالتبعية يتم احتساب ما تم إنتاجه فى الساعتين ليباع لصالح ألمانيا، وبتلك الطريقة صار كل مواطن فى ألمانيا مشاركا فى بناء وطنه وأقل شىء فيمن يبنى أن يحافظ ويحمى مكتسباته لأنه بعرقه شارك فى البناء فيصعب عليه الهدم ما أحوجنا لتلك النماذج لنقتدى بها لبناء هذا الوطن العظيم فلسنا أقل وطنية من الشعب الألمانى فمازلنا نفتخر أننا سبقنا العالم فى كل شىء فهل نعيد تاريخ أجدادنا ونبتعد عن إهدار الطاقات لنتفرغ لبناء الأمجاد .