أصبحت ظاهرة الرقص أو كما يقال ¢هز الوسط ¢ لغة للحوار بين الشباب والفتيات في الشوارع وعلي النواصي . وفي الأفراح والمناسبات المختلفة . ويتنافس الشباب فيما بينهم علي الأفضل في هز الوسط والأرداف! وامتدت هذه الظاهرة إلي السيدات حتي الكبيرات في السن.. وهناك من يحاول عمل برنامج خاص عن الرقص بإحدي القنوات الفضائية في تحدي صارخ لكل القيم والأخلاق التي تحث عليها الأديان السماوية وعادات وتقاليد المجتمع. لتصبح مصر هوليود الشرق ب¢العري والرقص¢ وليس بالإبداع الفني الذي يأخذ بالقلوب والألباب ويبهر العالم . حتي أصبحنا نتعرض اليوم لنوع جديد من التطرف وهو التطرف الاخلاقي . وهناك من يحاول فرض ثقافة جديدة علي المجتمع بأن الرقص في الشوارع والطرقات أمر عادي وهو من قيم التحضر المدني .. وهذه هي الثقافة والرسالة التي يحاول البعض توصيلها للشباب والفتيات للتمرد علي جميع القيم الدينية والأخلاقية داخل المجتمع. حول هذه الظاهرة وكيفية التصدي لها ومواجهتها .. التقت ¢ عقيدتي ¢ بعدد من الأئمة والدعاة الذين طالبوا الدولة بسن تشريع لمواجهة اي إسفاف فني أو تجاوز أخلاقي يقدم لإثارة غرائز الشباب أو فتنتهم بعادات وتقاليد غريبة عن المجتمع. في البداية يؤكد الدكتور سيف قزامل- عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا-أن الفن المصري ينبغي أن يعكس قيم المجتمع. ويحافظ علي الأعراض والأموال والحرمات. ولكن الخروج عن الإطار بهذه الصورة يدل علي بعدنا تماما عن الفطرة السليمة والقيم الإسلامية التي يتحلي بها المجتمع.. لذلك فنحن نطالب بأن يكون الفن قدوة لآلاف الشباب لأن الوطن أهم من أي شيء آخر . ولابد وان تكون هناك عقوبات رادعة لأي عمل فني يخرج علي قيم المجمع. ويقول الدكتور تامر خضر- الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر-: الفن المصري في حاجة لإعادة نظر . فيما يقدم من أعمال فنية . وذلك لتأثيره الشديد علي المجتمع المصري والعربي والاسلامي .. لان الفن لو انضبط بقيم وعادات وتقاليد وأخلاق المجتمع فسيكون لذلك أثر مباشر علي أفراد المجتمع ككل . لذلك فنحن نقول لكبار الفنانين: مصر في حاجة إليكم وتحتاج منكم لأعمال تقوّم الكثير من السلبيات لأن العري والرقص لن يكون عنوانا للفن الراقي الذي ننشده جميعا . دعوات غير أخلاقية أوضح الدكتور خالد عمران- أمين الفتوي بدار الإفتاء- أن الفن ليس كله متهما . لان الفن في حد ذاته شيء راقي يؤدي رسالته للارتقاء بالمجتمع ككل. ولا يستطيع أحد إنكار هذا. ولكن نحن ننكر ما يقدم من إسفاف أو دعوات غير أخلاقية . وهذا لا يقرّه عاقل يحافظ علي وطنه. ويؤكد أن القيم المصرية والأزهر والكنيسة ترفض قضية التعري والإسفاف والخروج علي الرموز. ولابد وان نواجه مثل هذه الأعمال بشيء من الحزم. وأشار الدكتور حسني أبو حبيب- مدير عام أوقاف بورسعيد- إلي أن الاسلام هو دين الوسطية والإنسان المسلم مطالب بذلك في الأفراح والأحزان . وبغض النظر عن الدين أو العقيدة فالإنسان مطالب بأن يحافظ علي آدميته من منطلق أن الله اصطفاه ليكون خليفته في الأرض .. لذلك فنحن نطالب المرأة. وهي كل المجتمع ومصنع الرجال. أن تحمل لواء محاربة ظاهرة الرقص التي انتشرت بالمجتمع خلال السنوات الماضية لأنها غريبة علي المجتمع المصري الذي يتحلي بالمبادئ والقيم والأخلاق التي دعت إليها جميع الأديان . ونناشد نجوم الفن وأغلبهم يعشقون تراب هذا الوطن أن يتعاونوا جميعا للتصدي للأعمال التي تعتمد علي العري والمخدرات والبلطجة والعنف والرقص والتي تؤثر علي المجتمع بشكل مباشر. ضبط التحرش ويطالب الشيخ محمد مصطفي- إمام مسجد المجمع الاسلامي ببورسعيد- بأن يكون هناك تشريع أو قانون يمنع الخروج علي قيم المجتمع قانون يضبط سلوكيات المجتمع . لأننا لا يمكن أن نلوم الشباب علي التحرش بالفتيات بالشوارع والطرقات وهناك من الأعمال الفنية من يشعل فيهم كل الغرائز ويحثهم علي التحرش .. لذلك فنحن نرفض اي عمل فني يخدش الحياء العام ويثير الغرائز وينتهك قيم الأسرة المصرية . لان الحياء سنة كونية وخلق من أخلاق الدين الاسلامي الحنيف . وألمح الشيخ إسلام عكاشة إلي أن اي عمل يتم لابد وان يكون له هدف ولا يكون له أضرار علي المجتمع .. والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة الآن: ما هي الفائدة التي يقدمها الرقص للمجتمع المصري في ظل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد. والتي تحتاج منا إلي العمل أكثر من اللهو؟! وما هي الرسالة التي نوجهها للشباب الذي لا يجد عملا ولا يستطيع الزواج من خلال هذه الظاهرة التي تثير غرائز الشباب وتؤجج الفتن؟!