الرقص نوع من أنواع التعبير، الذى يعد واحدًا من أقدم الفنون التى عرفها الإنسان، ويطلق على كل أنواع الأداء المتصل بالحركة مع الإيقاع، فهناك رقص الباليه، والرقص الحديث، أو ال"مودرن دانس" وهناك كذلك الرقص الشرقى، والأخير هو ما يطلق على رقص الغوازى والعوالم، وله طبيعة خاصة وملابس خاصة، ويعتمد على أداء الراقصة وحركاتها مع اهتزاز الأرداف والخصور، وهو ما يعرف بهز البطن، ومن رواده فى مصر تحية كاريوكا، وسامية جمال، وهناك ما يسمى بالرقص الشعبى الذى لا يرتبط بمكان فيختلف من بلد إلى بلد طبقا لعاداتهم وتقاليدهم ومن رواده نيفين رامز وفريدة فهمى ومحمود رضا، ولهذا يعتبر الرقص فنا من فنون الإبداع، أما ما نجده الآن من رقص يثير الغرائز، ويعتمد اعتمادا كليا على هز البطن، وتحريك أجزاء حساسة من الجسم من أجل وإثارة ومخاطبة الشهوات فقط لا غير وخير مثال على ذلك ما تقدمه راقصات مصر الآن أمثال دينا وصافيناز الذى سطع نجمها خلال الأيام الماضية ولقبت بصاروخ الرقص الشرقى، باللإضافة إلى انتشار ظاهرة قنوات الرقص على الفضائيات، والتى لها تأثيرها السلبى على عقول الشباب العربى وأفكارهم وأخلاقهم وسلوكهم الاجتماعى فبدلا من مشاهدة قنوات تتحدث عن واقعهم العربى والاهتمام بما يحيطهم والتركيز على ما يهمهم من مشاكل العصر يذهبون لمشاهدة قنوات تبث أجسادا عارية، ومن هنا وجب تأهيل المجتمع ثقافيا إذ تعد الثقافة أحد أهم خطوات الدفاع الأولى، ويجب على الدولة أن تقف بالمرصاد أمام هذا الانفلات الأخلاقى والفوضى الإعلامية التى يعتبر وجودها وانتشارها فى أى مجتمع يكون مدمرًا لأفراد وطاقات تلك المجتمع، ولذلك المسئولية مسئولية إدارة دولة، ومن هنا وجب على الدولة أن تضع ضوابط صارمة لبث مثل تلك القنوات والأفلام التى تقدم راقصات الرذيلة، أما أنها تقف عاجزة فهذا سيؤثر على تربية النشء وتدمير عقول وطاقات الشباب، وتظهر ظواهر اجتماعية سلبية بين أفراد المجتمع، وهذا بالضرورة سيؤدى إلى انهيار القيم الأخلاقية للمجتمع، وتصبح عقولنا وأجسادنا فريسة لأى غزوٍ قادم، ومن الطبيعى أن يكون هناك فن وإبداع لنشر السعادة ومحاربة النكد بين أفراد المجتمع، ولكنه فن متوافق مع قيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا، أى تطور إيجابى للفن، وليس تطورًا سلبيًا يخاطب الغرائز فقط. وما تبثه قنوات هز البطن دليل على أن هناك هبوطا فى المستوى الفنى، الذى يعانى منه الوطن العربى فتلك القنوات هدفها إهدار القيم والتقاليد والأخلاق العربية واغتيال الفن الراقى، ولأنها ليست صاحبة رسالة، ولكنها صاحبة دعوة للرذيلة الجسدية،فكيف ترضى تلك الفتيات بهذا العرى؟، وكيف يسمح إنسان مسلم تربى على الأخلاق والتعاليم الإسلامية أن يرى تلك المنكرات؟، فمن يشاهد تلك القنوات التى تبث العرى والإباحية فهو آثم شرعا والله سبحانه وتعالى حرم مشاهدة العورات، وما تفعله تلك القنوات ما هو إلا إباحة للعورات بكل حرية، وبالتالى فإنها تساهم فى نشر الرذيلة كالفعل الفاضح فى الطريق، وأن الكثير من الناس اليوم لا يبالى بالدخول على محارم المسلمين فى ليالى الأفراح والزفاف، وأنه غير مبال بما قد يحصل جراء هذا الفعل المشين من مفاسد وأضرار جسيمة وخطيرة، وهذا دليل على ضعف الإيمان لديهم، وعدم التمسك والتحلى بالأخلاق وشيم الرجال، لأن هذا الأمر ما أنزل الله به من سلطان، ولأنهم بهذا التصرف، يعطون الفرصة للشيطان أن ينفذ مهمته، وينسون تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم "إياكم والدخول على النساء"وأن المنكر يزداد منكرًا أعظم، بدخول النساء على الرجال أثناء الفرح، ليرحب بهم زوجاتهم ويتراقصون معهم، وهذا ليس من عادات العرب وتقاليدهم ومروءتهم، وأن من يردد أن هذا سوف يقوى العلاقات الأسرية ومتناسيا تزيين الشيطان وخطواته، فكم من المآسى، والقطيعة، والخصومات، والمشاكل الأسرية التى تحدث جراء هذا المنكر، لكن الغريب أن معظم الناس يعرفون حرمة الرقص مع الرجال أو العكس، ولكن يكون مقبولا فى الأفراح والمناسبات، فعلينا التمسك بروح الإسلام ومنها الغيرة التى هى أعظم قوة تحمى الشرف والعرض وهى مظهر من مظاهر الرجولة".