أنا البلطية من الاسكندرية وبعرف أرقص كل الرقصات وفي حاجة لرجل صادق يحتويني "...." أنا خلود 28 سنة جميلة أوي وعاوزة صديق حنون وطيب "...." رنا سعودية أعيش في فيلا بالسادس من أكتوبر ومعي خادمة فلبينية وأبحث عن رجل حنون لا يهم المال فمعي منه الكثير "...." أنا مقاول من بنها أبحث عن ملقة تحتويني وأحتويها وتكون بتعرف ترقص.. الكلمات السابقة هي عينة صغيرة جدا جدا من الإعلانات التي يبثها المشاهدون لسلسلة القنوات الجديدة التي تبث الرقص والأغاني الهابطة وتوضح نوعية الجمل أن تلك القنوات أصبحت تشكل ساحة لتعارف الباحثين عن ممارسة الرذيلة غير المشروعة ناهيك عن الأغاني والرقصات التي تعرضها تلك القنوات ما يؤكد أن قمر النايل سات تحول للأسف الشديد من ساحة لعرض القنوات الإخبارية وقنوات المتعة الراقية إلي ساحة لعرض اللحم الرخيص لدرجة أن البعض قال أن ما يعرضه القمر المصري فاق بمراحل بعيدة القنوات الإباحية المباشرة التي تبثها الأقمار الأوروبية.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف وافقت إدارة القمر علي بث تلك؟ وإذا كانت الإدارة لا تملك قانونا التصرف حيال تلك القنوات فما العمل لتحصين مجتمعاتنا من تلك الأمراض الشرسة التي تبثها تلك القنوات؟ أسئلة طرحناها علي خبراء الإعلام والنفس وعلماء الدين في محاولة لرصد وسيلة العلاج والتفاصيل في السطور التالية: بداية فقد حاولنا الإتصال بوزارة الإعلام في محاولة لمعرفة القانون الذي يحكم بث أي فضائية علي قمر النايل سات وكيفية وقف تلك القنوات شبه الإباحية ففوجئنا بأحد المسئولين والذي رفض ذكر اسمه يتمسك بأن القمر المصري النايل سات غير مسئول قنوات الرقص وأنها لا يتم بثها عن طريق النايل سات وعندما أكدنا للمسئول أن باقة قنوات الرقص والأغاني شبه الإباحية هي ضمن باقة القنوات التي يتم تحميلها عن طريق النايل سات قال لنا أن هناك قمراً صناعياً فرنسياً يقع مداره بالقرب من مدار النايل سات وأن أصحاب فضائيات الرقص عندما يرفض المسئولون في النايل سات بثهم عن طريقهم يتوجهون للقمر الفرنسي ولان القمرين يقعان في منطقه متقاربه وهي 7 درجات فإن تلك القنوات الفضائيه التي تقدم رقصا تظهر علي النايل سات . وحول إمكانية تشفير تلك الفضائيات أكد المصدر أن مصر ترفض تماما إسلوب التشفير باعتباره إسلوب الضعفاء والأفضل أن يترك الموضوع مفتوحا علي أن نربي نحن أبناءنا علي الفضيلة لأننا لو شفرنا تلك القنوات فسيبحث عنها الأبناء باعتبار أن الممنوع مرغوب . وتعقيبا علي ذلك تقول الدكتورة ماجي الحلواني العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة والخبيرة الإعلامية قائلة : أولا من العيب كل العيب أن تترك وزارة الإعلام المصرية مثل تلك القنوات تبث سمومها في المجتمع المصري وكذلك المجتمعات العربية والإسلامية والتحجج بأن حجب القنوات أمر ليس له ما يبرره وللأسف الشديد فالقنوات الفضائية الهابطة انتشرت بشكل مبالغ فيه للأسف الشديد وهي تعمل ضد منظومة القيم والثقافة والأخلاقيات لدرجة أنها حتي لا تحقق الحد الأدني من القيم المعرفية أو الخلقية أو التربوية. لكنها مع ذلك باتت قوة مؤثرة في سلوك الشباب ونمط تفكيرهم وتوجهاتهم والملاحظ ان الإنتشار الفضائي السريع حيث تظهر قناة جديدة كل فترة بسيطة وقد أدي إلي قيام القائمين علي الفضائيات علي استخدام أساليب جديدة ومتطورة فنية كانت أم تجارية بغض النظر عن ملاءمتها لقيمنا الدينية والثقافية بهدف استمالة شريحة الأطفال والشباب واليافعين دون أن يضعوا في حسبانهم أن هذا التوسع في تجارة التسلية الموجهة للشباب يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات. وعن الحل من وجهة نظرها تقول الدكتورة الحلواني : نحن نحتاج الي تقنين الممارسات الإعلامية والعمل علي ايجاد قانون موحد لأخلاقيات العمل الإعلامي فالفضائية بشكل عام هي وسيلة إعلامية ولابد من ان يتم وضع استراتيجية تلتزم بها كل الفضائيات بحيث يقدم أصحاب أي فضائية وثيقة تمثل رؤيتهم لعمل قناتهم ويلتزمون خلالها بقيم وأخلاقيات الدين الإسلامي ويقرون بحق المجتمع ممثلا في وزارة الإعلام في سحب حق البث فور خرق تلك المحاظير ومن واجبنا في الفترة المقبلة أن نجد تشريعا موحدا في الوطن العربي ينظم أخلاقيات الإعلام. ملاهي ليلية فضائية ويقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس : المتابع للفضائيات العربية في الفترة الأخيرة يكتشف بسهولة أن المواطن المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام يتعرض لهجمة شرسة فإما أن يشاهد برامج الخرافات والشعوذة أو البرامج المثيرة للغرائز التي تستنزف طاقاته البشرية خاصة طاقة الشباب ولو تم التسليم بمنطق أصحاب تلك القنوات بأن كثافة المشاهدين هي معيار النجاح فإنه يمكن التأكيد علي أن أي قناة تقدم أفلاماً إباحية تستطيع أن تجذب أكبر نسبة مشاهدة خاصة بين الشباب والسؤال الطبيعي المطروح في هذه الحالة هو لماذا انتشرت هذه النوعية من القنوات بهذا الشكل السرطاني؟ وتكمن الإجابة في معرفة الإتجاهات الفكرية لمالكي الفضائيات العربية . فمعظم من دخلوا مجال النشاط الفضائي التليفزيوني مغامرون ورجال أعمال رأوا أن الإقبال الجماهيري علي مواد السحر والدجل والشعوذة والإثارة خاصة ما يرفع فيها من شعارات دينية . هذا الإقبال يحقق لهذه القنوات أرباحاً خيالية . ومن الطبيعي حين ذاك أن تكون مثل هذه البرامج هي التي تحتل المساحة الأكبر في هذه القنوات . وهذه هي الصورة البائسة بالنسبة لأكبر حيز من الفضائيات التليفزيونية التي لا تنتمي قطعاً إلي النشاط الإعلامي. لكنها تنتمي إلي نوعية النشاط التي تستخدم موجات الأثير لنقله فبعضها ملاهي ليلية فضائية وأخري أوكار دجل لكنها بالقطع لا تنتمي إلي الإعلام الهادف بأي صلة. حملة فكرية شهوانية وتقول الدكتورة عفاف النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية بالازهر : للأسف الشديد فإن المتابع لما تبثه القنوات الفضائية مؤخرا يدرك إننا أمام حملة فكرية شهوانية مدمرة تحتاج منا إلي وعي وعمل جاد للوقوف أمام هذا السيل الجارف من الإفساد في الأرض وللأسف فإن المدافعين عن ذلك النوع من المجون يحاول أن يطلق عليه أنه نوع من أنواع الترفيه أو اللهو وكلا الأمرين بريء تماما من تلك الفضائيات التي لا تفعل شيئا سوي هدم القيم والأخلاقيات التي تميزت بها مجتمعاتنا طول تاريخها ولابد أن ندرك أن هناك علاقة واضحة بين غياب الوازع الديني و هذا الطوفان من الإنحدار الأخلاقي الذي طال كل المستويات وطال الأساس الأخلاقي لمجتمعاتنا فأصبح هناك استسهال للمحرمات وأنا أري أن موجة التطرف الذي تعاني منه مجتمعاتنا في العصر الحالي جاءت كرد فعل علي التسيب العام والانحلال الذي ساد حياتنا فهناك اتجاه متحرر من عاداتنا وتقاليدنا وديننا وذاتنا ونحن مع الأسف عندنا اليوم فضائيات إباحية تزرع المزيد من الانحلال ولا يجابهها أحد وكأن أهل الفضائيات غرباء عن مجتمعاتهم لا يعنيهم أمرها . هدم البيوت وتقول الدكتورة أمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر : للأسف الشديد فقد تحولت الفضائيات في الفترة الأخيرة إلي آلات تهدم البيوت وتضل النفوس.. وتنحدر بالأخلاق حيث تقدم العري والاسفاف والجنس. وقد استطاعت الفضائيات بما فيها من مواد إباحية. اقتحام منازلنا. ولم تحترم مبادئنا وقيمنا. فباشرت دورها السلبي في خدش ما تبقي لنا من قيم وأخلاق وهذا يعد هدما للأخلاق الانسانية ومسحا للكيان الأسري والاجتماعي. فما يبث إما ان يكون مضلا بشبهة أو محركا لشهوة. وعرض الأجساد العارية. وتبادل عبارات الغرام وقصص الحب الخيالية والكثير من طرق الغواية والأرقام المخيفة التي توضحها الدراسات المختلفة توضح اننا نعيش واقعا مريرا. وتشير إلي ان الاباحية لم تعد قاصرة علي ما يأتينا من غير العرب ولكن أيضا تضم ما ينتجه المستثمرون العرب في الخارج من مواد هدّامة ليبثوها لنا. إلي جانب ما يبثه المنتجون العرب في الداخل من مشاهد تقارب الجنسية الكاملة. وأخري تحوي ألفاظا وايحاءات وغمزات وهمسات تلعب فقط علي إثارة الغريزة الجنسية. ولهذا فإن وزارة الإعلام المصرية بما أنها هي المسئولة عن بث القنوات علي القمر الصناعي المصري نايل سات عليها أن ترعي الله في شبابنا ورجالنا ونسائنا ولابد أن تتدخل وبحسم شديد من أجل وضع القيود لردع القنوات المحلية عن نشر هذا العري وتلك الاباحية التي اشتكي ويشتكي من مساوئها الجميع .كما انصحهم بالتدخل لمنع القنوات الاباحية الاجنبية من الوصول الينا بالاساليب المتعارف عليها وهي كثيرة مثل التشفير أو منع بيع اجهزة استقبال القنوات الماجنة فوزارة الاعلام هي الراعية وهي المسئولة عن الاعلام في البلاد وعلي القائمين عليها أن يؤدوا الامانة التي ائتمنهم اياها الله عز وجل وان يحافظوا علي شباب هذا البلد وعلي شباب الامة عموما . وتقول الدكتورة نصير: وهناك دور لابد أن يلعبه الأهالي إن يصونوا الامانة وأن يرعوا رعيتهم حق رعايتها وذلك كما امرنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم إذ يقول: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته لذا علي اولياء الامور أن يمنعوا ابناءهم من مشاهدة اي من محتويات القنوات المتخصصة في الاباحية او حتي البرامج التي تستخدم التعري في الفضائيات المحلية والعربية وكل وسيلة تدعو للاباحية او تساعد علي ممارستها. العابثون أما الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر ورئيس الجامعة الأسبق فيطالب يجب ألا نترك العابثين بمقدرات اخلاقنا ومثلنا العليا يفعلون ما يشاؤون تحت ستار الحرية والديمقراطية. ويصبح من الاهمية بمكان العمل علي مواجهة هذا الفيروس المدمر لعقولنا. وهؤلاء الذين يعبثون بالاعراف والتقاليد. ويتحدثون عن الجنس بفجاجة بدعوي الابداع والخلق والابتكار والترفيه بعد ان قاموا بتغليب القيم المتدنية علي القانون والاعراف والاخلاق والجمال .ومن هذا المنطلق لابد من وجود أليات قابلة للتطبيق للحد من انتشار الفضائيات السلبية بعد أن أصبحت القنوات الفضائية فخاً لاصطياد الشباب والتأثير سلبا عليهم ولهذا من حماية الشباب من خطر هذه الفضائيات والحماية هنا مسئولية جماعية مشتركة ما بين المجتمع والأسرة والحكومات عبر وضع ضوابط صارمة وتوعية أولياء الأمور بأهمية التوجيه والإشراف علي النشء وتثقيفهم بشأن القنوات الهابطة والوسائط المتعددة المستخدمة فيها وتدريب الشباب علي آليات الحماية وتفعيل مشاركة المجتمع المدني في التصدي لظاهرة هذه القنوات بجعل الإعلام الهادف وبرامجه رافداً من روافد التنمية المستدامة. حد الحرابة ويعتبر الدكتور أسامة القوصي الداعية السلفي المعروف أن انتشار الفساد في المجتمعات يعد ثمرة لفساد قلوب الناس وعقائدهم وسوء اعمالهم وهنا يصبح واجبا علي الامة افرادا وجماعات ومؤسسات رسمية او اهلية ان تعمل علي محاربة الفساد ومقاومته لان انتشاره يشير إلي تقصير القيادات الرسمية والشعبية في حق الامة كلها لاسيما اننا نواجه الآن هجمة شرسة تهدد ثوابت الامة واخلاقياتها. وتسهم في ذلك بعض وسائل الإعلام بما تعرضه من مشاهد وافكار تخاطب الغرائز وتسهم في تسطيح العقول وتشتيت الشباب من خلال ما تقدمه من برامج وافكار اباحية بدعوي التحرر والانطلاق. ويظهر ذلك واضحا في عدد من القنوات الفضائية والصحف الصفراء التي تسعي لتخدير العقول وتسطيح الافكار وتشويه المجتمع وتدمير اخلاقياته والقضاء علي الفضيلة. وبث الرذيلة. ويطالب القوصي بتوجيه النصيحة لأصحاب تلك الفضائيات فإذا لم يمتثلوا فإن للمجتمع أن يقيم حد الردة عليهم بعدما تأكدنا أن بث تلك المواد شبه الإباحية هو نوع من الإفساد في الأرض.