سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى اليوم العالمى للرقص.. قنوات الرذيلة فى زمن الإخوان.. البنات: رقص "اليومين دول قلة أدب ومسخرة".. "واللى بترقص فى الأفراح عايزة عريس".. والنقاد: العنوسة هى السبب.. ورجال الدين: من يشاهدها آثم شرعًا
الرقص نوع من أنواع التعبير الذى يعد واحدًا من أقدم الفنون التى عرفها الإنسان، ويطلق على كل أنواع الأداء المتصل بالحركة مع الإيقاع، فهناك رقص الباليه، والرقص الحديث، أو ال"مودرن دانس" وهناك كذلك الرقص الشرقى، والأخير هو ما يطلق على رقص الغوازى والعوالم، وله طبيعة خاصة وملابس خاصة، ويعتمد على أداء الراقصة وحركاتها مع اهتزاز الأرداف والخصور، وهو ما يعرف بهز البطن، ومن رواده فى مصر تحية كاريوكا، وسامية جمال، وهناك ما يسمى بالرقص الشعبى الذى لا يرتبط بمكان فيختلف من بلد إلى بلد طبقا لعاداتهم وتقاليدهم ومن رواده نيفين رامز وفريدة فهمى ومحمود رضا، ويرصد "اليوم السابع" الآراء، فى احتفال مجلس الرقص العالمى الذى يعد منظمة تعمل تحت مظلة اليونسكو، باليوم العالمى للرقص، وذلك لمعرفة مدى تقبل المجتمع للرقص وما نتج عنه من ظواهر. بنات: نحن مع الرقص الإبداعى أما رقص هز البطن مرفوض قالت ياسمين محمد طالبة بكلية الإعلام "أنا مع الرقص عندما يكون فنا مثل فن الباليه لكن أرفض وبشدة الرقص الشرقى، لأنه غير مقبول أخلاقيا أو دينيا، لكن من الممكن أن أقبله عندما أكون مع نفسى وليس أمام الآخرين، كما أننى أرى الرجل الذى يرقص رقصًا أنثويا ليس برجل" مضيفة أن لا يوجد رقص مثل الذى كنا نراه فى أفلام الستينيات لكننا نرى رقصا مليئًا بالإيحاءات والتعبيرات الجسدية التى لا يصح أن نطلق على من يقوم بها "فنان" والغريب أن كل راقصة تطلق على نفسها فنانة استعراضية ". ومن جانبه قال أحمد على مدرس: "كلنا شاهدنا راقصات فى أفراحنا لكن أن تكون هناك قنوات لتعليم الرقص طوال اليوم فهذا أمر مرفوض لأن هناك أطفال وصبية يشاهدونها وهذا سيؤثر على أخلاقهم. وقال "حسن أحمد محاسب"، إن مثل هذه القنوات تبث الرذيلة والفجور والدولة تسمح لها بهذا على مدار اليوم، ناهيك عن هذه القنوات تقوم بعمل إعلانات جنسية تبيع الوهم للمواطن وتؤثر على الاقتصاد وتؤدى إلى الانحراف الأخلاقى، وما يثير اندهاشى هو أن هذا يحدث فى ظل حكم التيار الإسلامى، وخاصة بعد ما وافقت حكومة الإخوان على مد فترة تصاريح الخمور من عامين إلى ثلاثة". وتقول عبير محمد طالبة جامعية، "أنا أومن بأن الرقص فن، ولكن بشروط وضوابط لكن ما نراه فى الأفلام وقنوات الرقص ما هو إلا انحلال وانحراف، لأننا أمام بؤر إعلامية فاسدة تبث رقصًا فاضحًا وتنشر رسائل تعارف للرجال والنساء وهذا من الممكن أن يؤدى إلى انتشار الدعارة والطلاق فى مجتمعنا". ويرى إبراهيم السيد، باحث إعلامى، أن هذه القنوات ما هى إلا دعارة إعلامية تقوم بنشر الرذيلة فى البيوت المصرية، بل أن الأمر يزداد خطورة عندما تقدم هذه القنوات أرقاما لفتيات ليل تعمل بالقناة وبالتالى تقوم بعمل شبكة دعارة كبيرة تربح أموالا هائلة من ورائها. ويضيف د. حسام محمد طبيب، "من المؤسف أن فن الرقص الراقى غير موجود الآن ولكن ما نراه أو نشاهده فى الأفلام أو قنوات الرقص ليس رقصًا شرقيًا، لأن هدف المنتجين وأصحاب القنوات الربح، وبالتالى يتعمدون الإيحاءات الجنسية والعرى الكامل، وما يهمنى أنا كطبيب أن تلك القنوات تروج لمنتجات جنسية وتضع أرقاما لهواتف الشركة المنتجة، ومعظم هذه المنتجات لا تخضع للرقابة، وهذا يمثل خطورة على صحة واقتصاد المواطن". وتوضح إيمان محمد موظفة قائلة: "رقص اليومين دول قلة أدب ومسخرة دا أنا كل ما أشاهد التليفزيون أخجل وأقفله بسبب أولادى وبناتى وأكثر ما يحزننى أن قنوات الرقص زادت بعد حكم المشايخ وأصحاب الدقون". منافسة الرجال فى هز الوسط يقول محمد على يعمل فى السياحة، "إن من العجائب أن نجد رجالا تنافس الراقصات، ففى مدينة الغردقة والإسكندرية وأسوان وشرم الشيخ فرقًا لعدد من الشباب الرجال لتقديم الرقص الأنثوى فى الفنادق والكافيهات والأفراح، فهناك من يسمى نفسه الراقصة توتو والراقصة مارو وسمسم، وأن أصحاب الفنادق ومتعهدى الحفلات يطلبونهم يوميًا من أجل الرقص الأنثوى، ومن الغريب أن هناك العديد من المصريين والعرب يقبلون ويرحبون ترحيبًا كبيرًا. ويضيف محمد البرنس صاحب كافيه، أن من الممكن أن يتفوق الرجال على النساء فى الرقص، ونأتى براقصين من الرجال بناءً على طلب الزبون ولأن أسعارهم منخفضة عن الفتيات، ولأن الزبون أيضًا يعتبر أن ذلك شيئًا غريبًا، فيكون لديه متعة خاصة، مضيفا أن النساء والفتيات من زبائن الكافيه هم الأكثر طلبا لراقصات الرجال. ويبدأ محمد أحمد كلامه قائلا: "الشاب الذى يرقص مثل المرأة يصبح امرأة ولا يستحق أن يطلق عليه رجل، لأنه إنسان شاذ، ومعدوم الإحساس ومسلوب الكرامة ومخنث وأنا أعجب لماذا تتجاهل الحكومة هذه القنوات وهذه الظواهر التى تعمل على إحداث ضرر بالغ وتعمل على تشويه المجتمع". وتقول دينا جمال، أنها لا ترى غضاضة فى ذلك فمعظم مدربى الرقص رجال وأشهر كوافير حريم من الرجال، لأنها مهنة مثل باقى المهن ولكننا فى مجتمعنا الشرقى نرفض ذلك، أما فى الغرب فالأمر مختلف". ويقول الشيخ مسعد، إمام مسجد "إن رقص الرجال فى الأعياد لا بأس به ولكن لا يجوز للرجل أن يتخذه مهنة للرزق، لهذا فإن العلماء يردون شهادة من يتخذ الرقص مهنة، أى لا تقبل شهادتهم لأنهم يودعون المروءة ولأن امتهان الرقص أو الإفراط فيه حرام، ويؤكد ذلك حديث السيدة عائشة رضى الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". وأضاف الشيخ أن رقص الرجال "إن لم يكن فيه تكسير كفعل المخنثين أو مشابهة لأعمال النساء، فلا بأس به لأنها تعتبر مجرد حركات استقامة أو اعوجاج، وورد فى الصحيحين أن النبى وقف لعائشة يسترها وهى تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون ويرفسون أى يرقصون حتى لا تراهم". رقص جماعى فى الأفراح تقول هبة للأسف الشديد، إن هناك عادات سمحت للرجال، أن يرقصوا مع النساء فى الأفراح، وأيضا رقص المرأة أمام أقاربها وهى فى كاملة زينتها، مضيفة أن البنات تقمن بالرقص أمام الشباب للتفاخر ومن أجل أن تتزوجن، ليظهرن قدراتهن ومهاراتهن، ولعل وعسى تجد عريسًا أو يجد هو عروسة. ويضيف أحمد وليد 30 سنة، أن هناك من الرجال من يرغمون زوجاتهم على الرقص أمام الرجال، وأنا لست ضد الرقص المحتشم، ولكن لا يجوز رقص النساء أمام الرجال أو العكس، لأن ذلك يعتبر من المفاسد لما فيه من كشف للعورات والنظر إلى الرجل أو إلى المرأة فى جو يشجع على الفتنة وإثارة الغرائز بين الزوجين، والكثير من الزوجات أو الأزواج أو الفتيات يعتبرون هذا استثناء "وأننا فى فرح وبلاش تعقيد، وخلينا نفرح". خبراء: الثقافة هى الحل لأنها أهم خطوات الدفاع الأولى وغياب الدولة السبب ونحن مع الرقص فى إطاره السليم أكد الدكتور على سليمان أستاذ علم النفس الإرشادى بجامعة القاهرة، أن هذه القنوات لها تأثيرها السلبى على عقول الشباب العربى وأفكارهم وأخلاقهم وسلوكهم الاجتماعى فبدلا من مشاهدة قنوات تتحدث عن واقعهم العربى والاهتمام بما يحيطهم والتركيز على ما يهمهم من مشاكل العصر يذهبون لمشاهدة قنوات تبث أجسادا عارية، ومن هنا وجب تأهيل المجتمع ثقافيا إذ تعد الثقافة أحد أهم خطوات الدفاع الأولى، ويجب على الدولة أن تقف بالمرصاد أمام هذا الانفلات الأخلاقى والفوضى الإعلامية التى وجودها وانتشارها فى أى مجتمع يكون مدمرًا لأفراد وطاقات تلك المجتمع ولذلك المسئولية مسئولية إدارة دولة، ومن هنا وجب على الدولة أن تضع ضوابط صارمة لبث مثل تلك القنوات، أما أنها تقف عاجزة فهذا سيؤثر على تربية النشء وتدمير عقول وطاقات الشباب وتظهر ظواهر اجتماعية سلبية بين أفراد المجتمع، وهذا بالضرورة سيؤدى إلى انهيار القيم الأخلاقية للمجتمع، وتصبح عقولنا وأجسادنا فريسة لأى غزوٍ قادم، ومن الطبيعى أن يكون هناك فن وإبداع لنشر السعادة ومحاربة النكد بين أفراد المجتمع، ولكنه فن متوافق مع قيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا، أى تطور إيجابى للفن، وليس تطورًا سلبيًا يخاطب الغرائز فقط، مضيفا، أين مسارح الدولة التى تقدم فنًا راقيًا يرتقى بالذوق وينشد الجمال، ويكون أداة للوعى والإدراك؟ لكن ما يحدث الآن هو نتيجة لغياب الدولة عن القيام بواجبها. الناقد والروائى مصطفى بيومى يرى أن الرقص فن وإبداع حقيقى ولكن عندما يكون فى إطاره السليم، وأن الرقص موجود من قديم الأزل فى مجتمعنا المصرى منذ الحضارة الفرعونية وهذا تجلى فى رسوماتهم ورموزهم بالمعابد والتماثيل، وكان لدينا فى عصرنا الحديث رموز فنية قادرة على الإبداع لهذا الفن أمثال نعيمة عاكف، لكن ما تبثه قنوات هز البطن دليل على أن هناك هبوطا فى المستوى الفنى الذى يعانى منه الوطن العربى فتلك القنوات هدفها إهدار القيم والتقاليد والأخلاق العربية واغتيال الفن الراقى ولأنها ليست صاحبة رسالة ولكنها صاحبة دعوة للرذيلة الجسدية، وأضاف "بيومى" أن رقص الرجال مع النساء فى مناسبات الفرح والسرور عادة متأصلة منذ القدم وتوارثتها الأجيال لتعزيز الروابط الأسرية ولإدخال الفرحة على العروسين، وهذا يرجع إلى العرف الاجتماعى السائد فى المجتمع، أو لوجود بعض الظواهر السلبية مثل شبح العنوسة، فنجد الأسرة تدفع الفتاة للرقص أو للحضور من أجل إبراز جمالها أو مهاراتها حتى تهرب من العنوسة ويفعل كذلك الشاب، ورقص الرجال ليس بعيب فلدينا رجال ترقص بالنبوت مثلا، المهم أن يكون فى وضعه الصحيح، وأضاف أن امتهان الرجل لمهنة الرقص الأنثوى هو من التقاليع المصرية، والإقبال على ذلك يكون من باب الطرفة أو من باب "خالف تعرف"، ومثل هذه الظواهر تأتى من أجل مناهضة فكر تيار متطرف، لكنها فى النهاية ظواهر وقتية، وتندثر عند الملل منها، مثل كثير من الظواهر الذى اندثرت فى مجتمعاتنا العربية. ويختتم الدكتور محمد شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية، متسائلا: كيف ترضى تلك الفتيات بهذا العرى؟، وكيف يسمح إنسان مسلم تربى على الأخلاق والتعاليم الإسلامية أن يرى تلك المنكرات؟، فمن يشاهد تلك القنوات التى تبث العرى والإباحية فهو آثم شرعا والله سبحانه وتعالى حرم مشاهدة العورات، وما تفعله تلك القنوات ما هو إلا إباحة للعورات بكل حرية، وبالتالى فإنها تساهم فى نشر الرذيلة كالفعل الفاضح فى الطريق، مضيفا أن الكثير من الناس اليوم لا يبالى بالدخول على محارم المسلمين فى ليالى الأفراح والزفاف، وأنه غير مبال بما قد يحصل جراء هذا الفعل المشين من مفاسد وأضرار جسيمة وخطيرة، وهذا دليل على ضعف الإيمان لديهم، وعدم التمسك والتحلى بالأخلاق وشيم الرجال، لأن هذا الأمر ما أنزل الله به من سلطان، ولأنهم بهذا التصرف، يعطون الفرصة للشيطان أن ينفذ مهمته، وينسون تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم "إياكم والدخول على النساء"، ووصف الشيخ بأن المنكر يزداد منكرًا أعظم، بدخول النساء على الرجال أثناء الفرح، ليرحب بهم زوجاتهم ويتراقصون معهم، مشيرا إلى أن هذا ليس من عادات العرب وتقاليدهم ومروءتهم، مستنكرا من يردد أن هذا سوف يقوى العلاقات الأسرية ومتناسيا تزيين الشيطان وخطواته، فكم من المآسى، والقطيعة، والخصومات، والمشاكل الأسرية التى تحدث جراء هذا المنكر، لكن الغريب أن معظم الناس يعرفون حرمة الرقص مع الرجال أو العكس، ولكن يكون مقبولا فى الأفراح والمناسبات، مختتما: "علينا التمسك بروح الإسلام ومنها الغيرة التى هى أعظم قوة تحمى الشرف والعرض وهى مظهر من مظاهر الرجولة".