شهدت العلاقة بين الأزهر الشريف والتيار السلفي في مصر تغيرات عديدة ومحطات مختلفة علي مدي التاريخ الحديث فقبل الثورة كانت من بين مهام الأزهر مواجهة هذا التيار المنتشر بشكل كبير في المجتمع المصري وكم من مرة هاجم الأزهر التيار السلفي. ووجهت اتهامات مباشرة من رموز داخل المؤسسة الدينية الرسمية للتيار السلفي وقنواته الدينية وكيف ان تلك القنوات صنعت نجوما للدعاة من لاشئ. والأزهر لم يعترف بهم. وما بعد الثورة بدا المشهد مختلقا اذ تصدر السلفيون الي جانب الاخوان الحكم والعمل السياسي اصبحوا هم من يتقبلون الازهر تصفية للحسابات وبدت الحاله اشبه بالتربص بالمؤسسة الدينية ورغم تخلل ذلك للقاءات سياسية الا ان صدامات عديدة حدثت منها ما يتعلق بهدم الأضرحة والفتاوي الشاذة لبعض رموز التيار السلفي ومواجهة الأزهر الدائمة للتشدد باصداره وثائق سياسية عديدة رضخت لها التيارات السلفية والاسلامية الي ان جاءت مسألة الدستور الجدلية وتدخل الأزهر للوصول لحل وسط الي ان تفجر المشهد برمته حين سرب بعض المغرضين فيديو الشيخ ياسر برهامي حول عزل شيخ الأزهر وهو ما طرح السؤال الصعب لماذا يكره السلفيون الازهر ؟ ولأن دعاة التيار السلفي هم من تصدروا المشهد فيما يتعلق بتطورات الأزمة بين حين وآخر كانت البداية مع بعض رموز التيار السلفي الدعوية إذ يؤكد الدكتور سعيد عبدالعظيم - نائب رئيس الدعوة السلفية وعضو مجلس شوري العلماء - أن مؤسسة الأزهر الدينية العريقة. تمثل قيمة تاريخية ضاربة في أعماق الزمان تخرج منها علماء أجلاء دافعوا عن الإسلام في كل مكان وأي جامعة عالمية لا يمكن لها الحصول علي صك المرور إلي الاعتراف بها إلا بعد موافقة الأزهر. فإذا تكلم أحد علماء الأزهر. كانت كلماته قوية ومؤثرة. وخريج الأزهر. بمثابة جامعة كاملة والذين يريدون الوقيعة بين الأزهر والسلفيين. سهامهم مردودة إلي صدورهم. فالجماعة السلفية جزء من البناء الأزهري الذي يدعو إلي الفكر الوسطي. فلم يحمل السلفيون سيفا. ولم يريقوا دما. وأن ما يحدث من تعليقات علي بعض الآراء الخاصة بعلماء مؤسسة الأزهر. لا يعني العداء بين السلفيين وبين أبناء تلك المؤسسة التي تحمل أختام القبول للإسلام في العالم. بحيث إذا أطلق لفظ إمام المسلمين لم ينطبق سوي علي شيخ الأزهر... مشيرا الي ان الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر الآن تفرض ضرورة تكاتف القوي الإسلامية وتوحدها من أجل مواجهة كل القوي المعادية لشيوع المنهج الإسلامي والتعامل مع الفتن التي تثيرها النخبة العلمانية بالحكمة والتعقل. وأن يقارب التيار السلفي ويسدد داخل البيت الإسلامي ببذل الجهد من أجل لا مساس بالأزهر توطيد العلاقات مع الأزهر الشريف بعد التحرر من قيود النظام البائد. و رفض الدكتور سعيد عبدالعظيم المساس بالأزهر. باعتباره قيمة وقامة علمية كبيرة. وتاريخا رائدا في النهوض بالدعوة. ودعا الي ضرورة التصدي لمحاولات الوقيعة بين السلفيين وبين مؤسسة الأزهر الشريف. وضرورة فتح صفحة جديدة مع الأزهر الشريف تقوم علي التعاون من أجل إرساء دولة تقر بالشريعة الإسلامية وتستبعد كل الرؤي المعادية للإسلام.. مبينا أن من أهم ما يمكن التعاون فيه بين السلفيين والأزهر مساعدة الجماهير في تنقية عقيدتهم من الشوائب التي لحقت بها خلال الفترات الماضية.ويذكر للأزهر الشريف. أنه حارب كتب ابن عربي وهو من ملاحدة الصوفية. الذي كان يسعي إلي أن يبعد الأمة عن دينها. ومن بين وسائل تهدئة الأجواء بين الأزهر والسلفيين الدعوة لوقف الهجمات الإعلامية المضادة بين الطرفين.والتعامل بعيدا عن أسلوب قفص الاتهام الذي تضع الدوائر المعادية للإسلام السلفيين فيه. وقال الدكتور سعيد عبدالعظيم أنه ينبغي مراجعة الأزهر للقوانين التي أصدرها بشأن الالتحاق والدراسة بالأزهر بالنسبة للسلفيين والتي كان فيها إجحاف موجه من أمن الدولة المنحل بما يسمح لهم بالدراسة والتعيين كأساتذة والحصول علي شهادات الماجستير والدكتوراه وهي تلك المسائل التي حصل الكثير من السلفيين علي قرارات من المحكمة بأحقيتهم في الدراسة وإكمال الدراسات العليا والتعيين أسوة بغيرهم نقطة اللقاء. من جهته اعتبر الداعية الاسلامي الشيخ حازم شومان ان الأزهر الشريف يتمتع بمكانة كبيرة في نفوس كل المنتمين للتيار السلفي خاصة لما بذله من خطوات هامة في طريق توحيد الصف الإسلامي بالوقوف علي الحد الأدني من نقاط الاتفاق فإذا اتفق الجميع علي أن مصر دولة إسلامية وأن الشريعة رحمة للعباد والبلاد وأنه لا يجوز الدعاء لغير الله سبحانه وتعالي . وعبر شومان عن ان الأزهر سعي منذ قيام الثورة للإنطلاق من نقطة ارتكاز أساسية تمثل أرضية للتلاقي مع التيار السلفي حول طبيعة المشاركة السياسية وذلك من خلال تعريفه للدولة في الإسلام بأنها ليست دولة دينية بالمعني الغربي ولكنها دولة ذات مرجعية دينية تنضبط بها الأخلاق والأحكام بالإسلام وهذا في حد ذاته يؤكد أنه لا كراهية بين السلفيبن والأزهر بل الأزهر يؤكد دائما في كل المواقف علي كونه المرجعية الاسلامية الوسطية للأمة الاسلامية وليس لمصر وحدها . وأشار شومان الي ان الاعلام هو من شوه الصورة بين السلفيين والأزهر وهو الذي يسعي من خلال الهجمة الإعلامية الكبيرة لتشويه الإسلام وتهميشه وإبعاده عن ساحات التأثير المجتمعي وفصله عن كل المجالات فضلا عن الهجوم علي العلماء وتقزيم دور الأزهر وتشويه التيارات الإسلامية بوجه عام والتيار السلفي بوجه خاص وهذا ما يدعو إلي التكاتف وتوحيد الرؤي لمواجهة هذه الهجمات التي تهدف إلي إسقاط المرجعية الشرعية بوجه عام وظهر ذلك جلياً في حوارات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية بدعوي عدم الهيمنة الشخصية. ومرة برفض الكهنوت في الإسلام. وكل هذا محاولة لأن يتجاوز الناس الرجوع للشريعة بعد إسقاط المرجعية العلمية وتخفيفها في نفوس الناس وهدم كل الحواجز التي تخفف أو تمنع المشاريع التغريبية التي يدعمها الغرب وينفذها عملاؤه من العلمانيين أو الليبراليين أو المنخدعين من أصحاب المصالح الخاصة و تكوين صورة ذهنية سيئة عن العلماء لدي عامة الناس حتي لا يرجع إليهم. ويخف تأثيرهم مما يجعل العوام لقمة سائغة للتغريب والإفساد الذي يرفع لواءه للأسف الإعلام العربي. لا نكره الأزهر ويري الشيخ علاء سعيد - من دعاة التيار السلفي المعروفين - أن التيار السلفي لا يكره الأزهر الشريف لأنه مهد العلم ومنه تخرج كم هائل من علماء الأمة المعتبرين وما يحدث من وقيعة هنا وهناك لا يعدو كونه محاولا ت خبيثة للوقيعة بين المسلمين لتفريق صفهم وتفريغا لقوتهم وهدما لحججهم.. داعيا الي ضرورة التعرف علي طبيعة هذه الهجمة ومحاولات الوقيعة من خلال فهم وسائلها وصورها والتنسيق مع الأزهر كمؤسسة كبري وذلك عبر حصرها ومواجهتها يؤدي إلي الانتصار عليها وتحويل مسارها لصالح الإسلام والمسلمين.. معبرا عن أن الوقيعة الآن بين الأزهر والسلفيين أغراضها واضحة والمستفيدون منها هم من يقفون وراء محاولات طرحها مجددا وهم من ينتمون للتيارات الليبرالية والعلمانية الذين يسعون الي هدم كافة المرجعيات الاسلامية بهدف علمنة المجتمعات الإسلامية وإبعاد الدين وتأثيره عن واقع حياة الناس بعد إبعاد وإضعاف صوت وتأثير العلماء وحملة الشريعة عن واقع الحياة وافتتان الناس بالأطروحات التغريبية بعد إسقاط وتشويه الحلول الشرعية التي يرفع لواءها العلماء وحملة الشريعة مع تزكية ظاهرة التكفير والغلو بين شباب الأمة بعد إسقاط المرجعية العلمية المعتبرة. ولهذا يتحمل الوزر الأكبر لظاهرة الغلو أولئك السفهاء أصحاب الأقلام المأجورة الذين مافتئوا يطعنون في علماء الأمة ودعاتها صباح مساء ومطالبة إقصائهم عن واقع تأثير الحياة. وطالب الداعية الاسلامي الشيخ أيمن صيدح الي ضرورة توحد جهود الأزهر وعلماء التيار السلفي في مواجهة أعدائهم الحقيقيين من الجماعات التنصيرية إذ أن الدور الأهم لهذه المؤسسات بيان عقائد الإسلام لأهل الملل الأخري.وحتي من الناحية السياسية كادت مصر أن تكون هي الزعيمة الحقيقية للقارة الإفريقية. لما كانت مصر تقترن في حس الأفارقة بدعاة الأزهر الذين يذهبون لهداية الناس إلي الإسلام وثنيين ونصاري وغيرهم. وأما الآن فغاية البعثات الأزهرية هي رعاية المسلمين هناك. هذا إذا ذهبوا إلي هناك. بينما الكنائس ترسل البعثات التبشيرية. والشيعة يرسلون بعثاتهم. واليهود يسيطرون حتي صارت الدول الإفريقية تهددنا بقطع المياه عنا فأضعنا ديننا و دينانا. وإذا كان القائمون علي أمر ¢الأزهر¢ يعترفون الآن بالتقصير والغياب عن الساحة ويريدون الآن العودة إليها فليكن الهدف الأول هو نشر الإسلام والدفاع عنه ورد شبهات خصومه جملة وتفصيلا. أضاف: العلمانية أيضا عدو مشترك لنا وللأزهر إذ تعني العلمانية فصل الدين عن الحياة ومن ثم فهي في خصومة مع كل الأديان من حيث المبدأ. وكذلك الشيعة.. مشيرا الي أن السلفيون يريدون أن يكونون عونا ل ¢الأزهر¢ علي ما اتفقنا عليه.