نواصل حديثنا عن الفن العاشر من الفنون الصوفية كما استخلصناها من الكتاب الكريم والسُنة النبوية .. فنقول وبالله التوفيق بعد أن تحدثنا عن التقوي في الشريعة نتناول التقوي في الطريق : قال تعالي : "إن المتقين في جنات وعيون أخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم [الذاريات 10 19] فالتقوي في الطريق تنقسم إلي ثلاثة مواقع "في العادات والمعاملات والأخلاق". أ ففي العادات : تبغيض الشهوات عليه مع استشراقه إليها. وتعويق الملاذ عنه. وسد مسالكها. عليه اكراها. قال تعالي : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" [الحشر: 18]. ب وفي المعاملات اجراء الخيرات الصالحات علي يديه وتوفيقه للأعمال القلبية. والاستقامة إلي الله. أي تقريب سرك إلي الله قال جل شأنه : "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" [الأعراف : 157]. ج وفي الاخلاق : تزكية نفسه وبعثها علي الفضائل. قال تعالي : "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [الحجرات : 13]. وقال : "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون" [النور : 52]. وقال صلي الله عليه وسلم : أحسن الخلق خلق الله. ثالثا : التقوي في الحقيقة: أما التقوي في الحقيقة فتنقسم إلي : أولا : تأييده بروح القدس. وتنوير بصيرته. وإلقاء الفراسة والإلهام والوحي إليه. حيث قال تعالي : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم" [الحديد : 28]. ثانياً : جذب المولي له وإلقاء المحبة عليه قال تعالي : "يحبهم ويحبونه" [المائدة : 54]. ثالثا: تمكينه عليها وتصفيته بالكشف حتي يبلغ مقام المسامرة والمكاشفة. قال تعالي : "إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر" [القمر : 54 . 55]. رابعاً : اجتباؤه واصطفاؤه واصطناعه لنفسه: قال تعالي : "ولتصنع علي عيني" وقال تعالي : "إن الله اصطفاك وطهرك" [آل عمران: 42] وقال تعالي "اجتباه ربه فتاب عليه" [طه : 122] وقال تعالي : "فإنك بأعيننا" [الطور: 48] وقال : "قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين. قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين". [يوسف : 92] وللحديث بقية إن شاءالله تعالي.