نفسك تبقي إيه لما تكبر؟ سؤال يطرحه الآباء والأمهات علي الصغار.. وغالباً تكون الإجابة متناغمة مع الأحلام الوردية للأطفال: دكتور.. مهندس.. صحفي.. مذيع.. إلخ. لكن الواقع المرير يكشف أن شبح البطالة هو القاسم المشترك الأعظم بين ملايين الشباب في مصر، وأن الصرخة الأعلي صوتاً في مصر هي "في بيتنا عاطل"، وهكذا تتبدد أحلام الطفولة وتطلعات المستقبل وتصطدم بالواقع المؤلم الذي يكشف بالأرقام مدي الكارثة التي يتعرض لها الشباب العاطل بالملايين، فبلا عمل تتعطل الأحلام.. أحلام الزواج وتشييد البيت والوضع الاجتماعي المرموق لتتلاقي شكاوي الشباب ومأساتهم في حكاوي إنسانية صعبة علي مقاهي الحياة في مصر. وتبقي البطالة بعبعا مخيفا لكل شاب لا يفرق بين صاحب مؤهل علمي كبير وصاحب شهادة متوسطة.. الكل سواء علي مقهي البطالة. إعلانات الوظائف الوهمية تملأ الصحف وتزدحم بها جروبات الفيس بوك ومواقع التوظيف الإلكترونية.. لكنها زيف آخر يدفع بآلاف الشباب إلي شد الرحال إلي المجهول وخوض تجربة الهجرة والموت غرقاً في رحلات ما وراء البحار، لتكتمل المأساة بمشهد دراماتيكي عصيب يقتل روح وعزيمة الشباب ويضيف إلي كاهل مصر مزيداً من الألم والمعاناة. 2.3مليون عاطل في مصر. هكذا تؤكد التقارير الرسمية.. ومعها تتجلي مخاوف كبري علي مستقبل مصر ومن تحول هؤلاء العاطلين إلي قنابل موقوتة وأدوات انتقام من المجتمع الذي وضعهم علي الهامش.. مزيد من التفاصيل في سياق هذا الملف.