نصحت صحيفة "شيكاغو ترابيون" الأمريكية إدارة الرئيس باراك أوباما بتغيير الصورة النمطية لديهم عن العلاقات المنتظرة بين واشنطن والقاهرة في ظل رئاسة محمد مرسي للبلاد، لأن مستوى العلاقات سيختلف تماما عن مصر قبل ثورة يناير، فعلاقات التبعية التي كانت تتبعها مع مصر في ظل مبارك لن تجدي نفعًا مع النظام الجديد الذي يعلن دائما أن مصلحة شعبه وبلاده هي خياره الأول، ويسعى لعلاقات قائمة على المصالح فقط. وقالت الصحيفة - قبل ساعات من زياراته الأولى لأمريكا -: حرص الرئيس المصري محمد مرسي على إظهار جزء كبير من الاستقلالية وأنه يختلف تماما عن سلفه المخلوع حسني مبارك، بالقول إنه سوف يظهر مزيدا من الاستقلالية عن الولاياتالمتحدة عن سلفه حسني مبارك، مشددا على أن واشنطن يجب عليها ألا تتوقع أن تظل علاقات التبعية قائمة مع مصر الثورة. وأضافت أن مرسي أوصل رسالته خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العالم ردا على الفيلم المسيء الذي أنتج في أمريكا، وأثار توترات بين واشنطن ومصر، وانتقد مرسي تعاملات الولاياتالمتحدة مع العالم العربي، قائلا: "لا يمكن الحكم على السلوك المصري واتخاذ القرارات وفقا لمعايير الثقافة الأمريكية". وتابعت الصحيفة: إنه بتأكيده على حقوق الشعب الفلسطيني وانتقاده للإدارات الأمريكية التي اتخذت نهجًا منحازة ضد القضية الفلسطينية التي تعتبر قلب كل عربي، يثبت أنه عكس سلفه مبارك تماما، خاصة في تأكيده أن تصرفاته وقراراته سوف تنبع وفقا لخيار الشعب المصري وإرادته فقط. وكان مرسي - الذي أدى اليمين الدستورية في 30 يونيو بعد أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر الحديث - قد قال إنه سيخرج عن طريق سياسات مبارك الخارجية، لاسيما التحالف الطويل مع الولاياتالمتحدة. ومنذ توليه منصبه، انغمس مرسي إلى حد كبير في القضايا الخارجية، وانتقد بشدة النظام السوري لقمعه شعبه، وحاول تدفئة العلاقات مع الفلسطينيين، وتعامل مع توترات الشرق الأوسط والغرب بشأن الفيلم المعادي للإسلام بحكمة.