نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ملخص المقابلة التي أجرتها مع الرئيس المصري الجديد "محمد مرسي" فى تقرير بعنوان "الرئيس المصرى الجديد يضع شروطا ومحددات العلاقات الأمريكية بالمنطقة العربية". وقال مرسى للصحيفة عشية زيارة الأولى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه كأول رئيس إسلامي مدني للبلاد أكد أن أمريكا بحاجة ماسة إلى إحداث تغير جوهري وحقيقي في كيفية التعامل مع العالم العربي والتي تبين تعزيز احترام قيمه العربية والإسلامية والمساعدة في بناء دولة فلسطينية، في حال ان أرادت الولاياتالمتحدة أن تتغلب على عقود من الغضب المكبوت في صدور الشعوب العربية. وذكرت الصحيفة أن الرئيس "مرسي" سعى من خلال المقابلة التي استمرت لما يقرب من 90 دقيقة إلى تقديم نفسه للشعب الأمريكي كأول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي، وهي الفكرة التي تحتم على أمريكا إعادة النظر في شروط العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة لاسيما بعد الإطاحة بحليفهم السابق "حسني مبارك" وصعود شخصية جديدة أتت من رحم الثورة المصرية، قائلًا: "إن الأمر يعود إلى واشنطن لإصلاح العلاقات مع العالم العربي وتنشيط التحالف مع مصر باعتبارها أكبر دولة عربية وحجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي بالمنطقة." ورأت الصحيفة أن "مرسي" يحاول الضغط على أمريكا وإسرائيل لقيام الدولة الفلسطينية قائلًا "إذا كانت واشنطن تطلب من القاهرة الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل لعام 1979، ينبغي على واشنطن أيضا أن تلتزم بكلمتها تجاه اتفاقية "كامب ديفيد" والتي تخول للشعب الفلسطيني حق أصيل لها في الحكم الذاتي لبلادهم، مؤكدًا على ضرورة احترام أمريكا لتاريخ العالم العربي وثقافته حتى لو تعارض مع القيم الغربية." وأضافت الصحيفة أن "مرسي" رفض بكل قوة الانتقادات الذي وجهها البيت الأبيض إليه حول عدم تحركه بسرعة كافية لإدانة المتظاهرين الذين هاجموا السفارة الأمريكيةبالقاهرة وأحرقوا العلم الأمريكي احتجاجًا على الفيديو المسىء للنبي "محمد" قائلًا "اتخذنا الوقت الكافي في الرد لتجنب ردود فعل متفجرة وعنيفة من الشعب الغاضب على إساءة نبيه ولكن الأمر لم يخرج سوى من عناصر صغيرة متحمسة بين المتظاهرين." وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الرئيس المصري "مرسي" إلى نيويورك اليوم الأحد لعقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتى في لحظة حساسة جدًا، حيث يواجه ضغوطات سياسية من الداخل لإثبات استقلاليته واستقلالية شعبه ولكنه في الوقت ذاته مطالب من الغرب للاطمئنان على أن مصر تحت حكم الإسلاميين ستظل شريكًا مستقرًا. واختتمت الصحيفة بتأكيد "مرسي" على أن مصر لن تكون معادية للغرب، ولن تكون متقاربة أو متوافقة مع نهج سالفه "مبارك"، إنما ستسعى لتحقيق مصالحها في كافة أرجاء العالم.