اهتمت الصحف العالمية برصد أول زيارة للرئيس محمد مرسي إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك واعتبرت هذه الصحف أن الزيارة تمثل تحولا في العلاقات المصرية الأمريكية القائمة على الاستقلالية وإنهاء لعقود التبعية للتوجهات الأمريكية في ظل النظام المخلوع. قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الولاياتالمتحدة ومصر سعيا إلى إصلاح العلاقات التي شهدت توترا شديدا خلال العام ونصف الماضية بالتزامن مع التغير السريع الذي يشهده الشرق الأوسط، مضيفة أن هذه التوترات بلغت ذروتها الأسبوعين الماضيين بعد نشر الفيلم المسيء للرسول الكريم. وأضافت الصحيفة أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية اجتمعت مع الرئيس محمد مرسي في لقاء على أعلى مستوى في إطار زيارته لواشنطن، حيث ركز اللقاء على تعزيز العلاقات التي يعتبرها كلا الطرفين حيوية بحسب وصف الصحيفة، مشيرة إلى أن "طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية قد انتقلت إلى مكانة جديدة". وأضافت الصحيفة أن اللقاء تضمن التأكيد على أهمية ضمان أمن المنشآت الدبلوماسية ونقلت "واشنطن بوست" عن مسئول أمريكي لم يفصح عن هويته قوله إن المسئولين الأمريكيين يرون حماية الحكومة المصرية للسفارة الأمريكية "مطمئنة" مضيفا أن الرئيس مرسي أكد لكلينتون أن حماية السفارة "واجب مصر". وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي تحدث إلى كلينتون حول تحسين الأوضاع الأمنية بشبه جزيرة سيناء بالقرب من الحدود الإسرائيلية، كذلك تحدث عن تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، لافتة إلى أن كلينتون شددت على حاجة مصر لتحسين الاتصالات مع إسرائيل. من جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحوار الذي أجرته الصحيفة مع الرئيس مرسي قبيل زيارته إلى الولاياتالمتحدة نال اهتماما واسعا في واشنطن وتلقت الصحيفة في يوم واحد فقط أكثر من 1200 سؤال وتعليق من القراء حول الرئيس الإسلامي الجديد. وأضاف ديفيد كيركباتريك وستيفين إيرلانجر صاحبا الحوار أن الرئيس مرسي يتحدث الإنجليزية بطلاقة ولكنه اختار أن يجيب على أسئلة الحوار باللغة العربية لغة بلاده حتى ولو استغرق هذا وقتا أطول لترجمة إجاباته للصحفيين، لافتين إلى أن مرسي كان كريما في وقته معهما ومنحهما 90 دقيقة لإتمام هذا الحوار الهام. وتابعت الصحيفة أن الرئيس مرسي شخص منطقي جدا وواع ولديه فهم واضح لدوره يمكنه من تحقيق القيادة المتوازنة لشعبه وأمته العربية والإسلامية. ودعت الصحيفة وسائل الإعلام الأمريكية إلى التركيز على تصرفات ومواقف الرئيس الجديد كرجل دولة والتوقف عن الاهتمام بإيمانه لأن "مرسي" نفسه يدرك بوضوح أن هذين الأمرين منفصلين. وتابعت الصحيفة أن الرئيس مرسي يرى أن أهم قضية تواجهها بلاده على المدى القصير هي التخطيط للنهضة الاقتصادية وأن حظوظ جماعة الإخوان المسلمين السياسية ستتوقف على كيفية التعامل مع الملف الاقتصادي للبلاد مشيرة إلى أن الإخوان يهتمون كثيرا بالأسواق الحرة على المدى البعيد وتفكيك القطاع العام المتضخم المضطرب. وقالت الصحيفة إن مرسي يلعب دورا قياديا بشأن الأزمة السورية ويرى أن نجاح الثورة السورية يعد الخطوة الثانية في الربيع العربي، لافتة إلى أن الرئيس المصري اعتمد نهجا جديدا في السياسية الإقليمية تجاه إيران لحل الأزمة السورية. من جانبها علقت صحيفة "تليجراف" البريطانية على زيارة الرئيس مرسي إلى الولاياتالمتحدة وتصريحاته بشأن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، قائلة إن مرسي يسعى لجعل واشنطن تغير سياساتها في المنطقة لأن انحيازها الدائم للمصالح الإسرائيلية بغض النظر عن المصالح العربية وخاصة الشعب الفلسطيني يعزز المشاعر المعادية للولايات المتحدة من قبل الشعب العربي لافتة إلى تصريحات مرسي ل "نيويورك تايمز" بأن الأوضاع أختلفت كثيرا بعد الثورات فقد أصبحت الشعوب هي من تحدد مصيرها وأصبحت كلمتها مسموعة، وأنظمتها تحقق مطالبها بعكس الأنظمة الديكتاتورية السابقة.