الثراء السريع دائما كان هدفًا لضحايا النصب والاحتيال، فلم يتعظ أحداهم من تجربة ما سبقه ومع تقدم الوقت تتغير الحيل وتظهر العروض البراقة لجذب الضحايا. ويستغل النصاب جشع المستثمر ورغبته فى المكسب السريع دون مجهود، ويقوم النصاب بالوفاء ببعض الوعود فى تحقيق أعلى عائد لكسب الثقة فى أول الأمر ولجذب أكبر قدر من الضحايا الجدد اصحاب أحلام الثراء السريع، ثم يقوم بالنصب على الجميع، ويعد هذا النصب من جرائم الانترنت الخطيرة التى تمس ثروات المجتمع، والتى يجب التصدى لها بالعقوبات الرادعة. ويجب على كل مستثمر قبل استثمار أمواله، التحرى عن الشركات المراد الاستثمار بها فى الأسواق المالية، والاستعلام عن انشطتها وتعرف على أخر ما نشر عن استثماراتها، وأعمالها، وعوائدها. وقد قام مجموعة من أربعة أشخاص، بإنشاء مواقع إلكترونية لشركات وهمية على الإنترنت، يطرحون من خلالها فرصة العمر الاستثمارية بحسب ما يصفوها، و يرويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجذب اكبر قدر من الضحايا، الأمر الذى ترتب عليه بعد القبض عليهم من قبل جهاز مكافحة الجرائم الإلكترونية، أنهم قد جمعوا 152 مليون ريال، ما هو قيمته 40.5 مليون دولار عبر حساب بنكى لزوجة أحداهم . وفى مصر، قامت مجموعة بتأسيس شركة وهمية للاتجار فى العملات الرقمية وعملت على الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجذب الضحايا معتقدينأنهم فى مأمن من يد العدالة وبعد تعقبهم وتتبع انشطتهم، وقد تم القبض عليهم و بحوزتهم الملايين الجنيهات من أموال لضحايا الاستثمار الوهمي بغرض شراء العملات الرقمية، والتداول عليها، و جميعها عمليات وهمية خارج نطاق القانون. و تطور أساليب وأشكال النصب ليكون فى شكل مجموعة من الشركات توظيف لتقدم وعودا بأرباح مرتفعة لعملائها الضحايا ولزيادة الثقة تعرض هذه الشركات استثمارات فى مجالات مختلفة لكسب الثقة مثل ما حدث من شركة ستار كابيتال التى ظهرت عام 2010 لتحصل مبلغ 62 مليون دولار من ألف ضحية تحت لستثمار أموال المودعين فى البورصات العالمية والعقارات و التجارة فى المعادن تحقيق أرباح تتراوح من 5 الى 10 % لتجذب مزيد من الضحايا عبر مواقعها الالكترونية وعبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى وتحت أسماء شركات كثيرة لجمع أموال المواطنين وفي دبي، قامت الشرطة بترجيل على رامون أولورونوا عباس، البالغ من العمر 37 عاماً إلى امريكا بعد أن القت القبض عليه بتهم النصب الإلكتروني، وغسيل الأموال ليواجه هذه الاتهامات بمحكمة شيكاغو، وقد استردت منه شرطة دبى مبلغ 40 مليون دولار، و 13 سيارة فاخرة، بقيمة 6.8 مليون دولار، و 21 جهاز كمبيوتر، و 47 هاتفاً ذكياً، وعناوين ما يقرب من مليوني ضحية محتملة وفى أمريكا فصل آخر من جرائم الاحتيال والنصب، فقد قام برنارد مادوف بالاستيلاء على 65 مليار دولار من ضحايا الاستثمار الوهمي، الذى يقدر عددهم 37 الف شخص فى 136 دولة، وذلك على مدار 4 عقود من خلال عمل حسابات وهمية يقنع بيها الضحايا بتحقيق ارباح لهم بأرقام مغرية ولكسب ثقتهم كان يقوم باعطائم أرباحا من حسابات الضحايا القدامى، الذي أوقعهم فى السابق. وفى محكمة منهاتن بأمريكا رفعت دعوى، حيث طرحت شركة عملة وهمية لجذب الضحايا للاستثمار فيها واعطائهم أرباحا أعلى لجذب ضحايا أكثر، وزيادة الأموال المستثمره فى هذا النصب الوهمي، الأمر الذى ترتب عليه فقد العملاء لجميع أموالهم التى كانت تقارب المليارى دولار تحت دعوة الخسارة لا نصب لترفع لجنة الاسواق والأوراق المالية الامريكية دعوى قضائية ضد هذه الشركة التى أسسها شخص هندى عام 2016 بهدف التداول والمضاربة على عملة رقمية وهمية سماها بيتكونيكت ولكى يجذب ضحايا اكثر وعدهم بارباح تصل ل 40 % من قيمة المبلغ المستثمر، ولكى تجنى هذه الارباح عليك الالتزام بشرط واحد وهو ترك المبلغ المستثمر لمده 10 أشهر، وبرغم ماتخذته السلطات فى ولاية تكساس من حظر الاستثمر فى هذا العمله الوهمية لم يستجب هؤلاء الطامحين فى حلم الثراء السريع عن التوقف عن ضخ مدخراتهم وثرواتهم فى هذه الشركة ليستيقظ هؤلاء على خبر الشركة ان العملة الخاصة بستثماراتهم قد خسرت 95% ليخسرو بعد هذا الخبر ثمار عمرهم من أموال ومدخرات نتيجة تصديق إعلانات الثراء الوهمى ويكون آخر ملجا لهم المحاكم. هذا وقد وشددت البنوك فى بريطانيا بإجراءات جديدة فى تحويل الأموال الى أى شركة تعمل فى الاستثمارات العملات الرقمية لتدقيق فى أنشطتها لتستمر عمليات النصب عبر شركات توظيف الأموال الوهمية. وفي هذا الصدد أشار الدكتور شريف الدمرداش الخبير الاقتصادي، أنه دائما ما يسبق عمليات النصب، حملات اعلامية، وإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كي توحى هذا كله للشخص أنه يتعامل مع مؤسسة مالية كبيرة، ما قد يوقعه كفريسة لعملية نصب. وأكد الدكتور شريف الدمرداش، أن من يسعى الى تحقيق ربح من أموال يدخرها، وتختلف أنواع الاستثمار فى درجة الخطورة التى يتعرض إليها المال المستثمر فهناك عائد قليل بمخاطر قليلة وعائد متوسط مقابل مخاطر متوسطة، وهناك من يميل الى المقامره ويعرض مالهه لمخاطر كبير فى سبيل تحقيق عائدا كبيرا كل ذلك يتوقف على المعلومات المتعلقة بالفرص الاستثمارية، ومن يدير هذا الاستثمار وما هو نوع هذا الاستثمار ونسبة العائدات، والنشاط المتعلق به سواء كانت إعلانات عبر وسائل التواصل المختلفة، أو عبر مواقع الإنترنت أو أي وسيلة إعلانية، وعليك دائما أن تحقق من هذه المعلومات، فاذا فقدت المعلومات، فقد أصبحت تجارتك أو استثمارك مجرد «مقامرة عمياء».