من الواضح أن الدول أدركت أن العملات الافتراضية أصبحت تشكل خطراً على اقتصاداتها وعلى النظام المالي وعلى خطط الدول الاستثمارية، فنحن نتحدث أن القيمة السوقية للعملات الافتراضية وصلت إلى 2 تريليون و500 مليار دولار إلا أن تحذيراً من البنك المركزى الصينى أدى لخسائر فادحة وصلت ل600 مليار دولار خلال الأسبوع الماضى والمشكلة أن أغلب المستثمرين من الشباب الذين انهارت أحلامهم فى الثراء السريع بضياع أموالهم. اقرأأيضا||غلق المحال غير الملتزمة بمواعيد الغلق في حدائق القبة يقول أحمد معطى خبير الأسواق المالية إن المشكلة الأكبر أصبحت أنها أيضاً مصدر ضرر للكثير من الشباب الحالمين بالثراء والذين يخافون من ضياع الفرص بما يسمي بالفومو، خاصة مع التطور الكبير للسوشيال ميديا والذي استغله شخص مثل إيلون ماسك والذي لديه على منصة تويتر حوالي 56 مليون متابع بالتالي استغل هذا العدد لمصلحته، ففي البداية كان يغرد وينصح الناس بشراء البيتكوين وبالفعل تضخمت ثروته من مكاسب الناس ثم فجأة ومن 7 أيام فوجئنا بتغريدة جديدة منه بأنه ضد البيتكوين وأن شركته تسلا لن تقبل أى مدفوعات عبر البيتكوين لشراء سيارتها وذلك لأنها عملة تضر بالمناخ وبالبيئة بسبب أسلوب تعدينها والذي يستهلك طاقة كبيرة وذلك في تطور غريب وسريع منه لدرجة أن متابعينه هاجموه بعد هذا التصريح فكيف ينصح باستثمار والجميع يثق فيه ثم يغير رأيه بهذه السرعة وكيف أن هذه العملة مضرة بالبيئة وهو يستخدم في صناعة صواريخ شركته سبيس إكس طاقة كبيرة ومضرة للبيئة. ومن هنا بدأ التراجع الكبير للعملات الافتراضية لأن أصبحت هناك أزمة ثقة لدى المتداولين في هذا المجال بسبب إيلون ماسك وبالفعل فقدت حينها العملات الافتراضية حوالي 500 مليار من قيمتها بعد هذه التغريدة. لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل توالت الأخبار السريعة من الدول والبنوك فجاء بيان بنك الشعب (المركزي) الصيني الذي جدد التحذير من التعامل في تلك المشتقات الرقمية الافتراضية أو استخدامها في الدفع والتحويلات بمثابة ضربة قوية في هذا التوقيت لأن المجال أصلا به أزمة ثقة وارتفع وقتها مؤشر الخوف إلى مستويات 11 نقطة مما يدل على ارتفاع حالة الخوف لدى المستثمرين في المجال، وهنا بالفعل حدث انهيار شديد للعملات الافتراضية وتراجعت حوالي 30% من قيمتها لتسجل قيمة سوقية تقدر بحوالي تريليون و400 مليار دولار، خاصة أن هذا البيان يأتي من أكبر ثاني دولة اقتصادية في العالم بعد الولاياتالمتحدة. ليأتي بعدها بيان من وزارة الخزانة الأمريكية يقترح فيه أن بالنسبة للمعاملات فوق 10 آلاف دولار عبر العملات الافتراضية، سيتوجب عليها أن تبلغ الجهات الضريبية بها, بالتالي هذه ضربة قوية خاصة لرجال الأعمال لأنه بهذا الشكل فإن المجال سيفقد ميزة التهرب الضريبى من خلاله. بالتالي أوقفت هذه التصريحات ارتفاعات العملات الافتراضية والتي كانت بسبب تغريدة إيلون ماسك وتراجعت مرة أخرى لتصل حتى اللحظة القيمة السوقية إلى تريليون و600 مليار دولار خاسرة بذلك 400 مليار دولار أمام تغريدة إيلون ماسك وكأن الدول تعطي مثالاً للعالم أنه لا يمكن أن يستمر هذا التهريج في أن شخص يتحكم في النظام المالي العالمي, كما أنها رسالة لصغار المستثمرين أن هذا المجال يفتقد للقانونية بالتالي فهو خطر على أموالك. ثم بدأ تطور جديد آخر وهو أن بنوك كبيرة بدأت تحذر منه برغم أن ذلك عكس ما سبق عندما كانت البنوك ترحب بهذا المجال، فقد قال بنك يو بي إس: ابتعد عن بيتكوين لا فائدة لك من شرائها. وأضاف أن "الفوائد التي تعود على محافظ الاحتفاظ بالعملات الرقمية محدودة، في رأينا كما جاء في مذكرة دوتشيه بنك في عنوانه بيتكوين والابتذال، هل أوشكت على الانهيار الكامل؟! وذكروا بالمذكرة أننا تلقينا للتو دليلًا على أن العملات الرقمية يمكن أن يعفو عليها الزمن سريعًا. ويقول الدكتور محمد عبدالوهاب الخبير المالى والاقتصادى إن تداول أكثر من 9000 وحدة مضاربية (لا أقبل أن ألقبها بالعملة لعدم توافر أو تطابق أى من خصائص العملات بها، يبحث العديد من المستثمرين والتجار عن بيتكوين أو إيثيريم التاليين لجعلهم أغنياء من خلال استثمار أولي صغير.. ومن هنا ظهرت الدوج كوين والأرنب التى يتم تداولها عبر المنصات ومع الأسف نجد الكثيرين ينطلقون خلفها . حيث يرغب الكثير من الأشخاص بالمخاطرة بدولار واحد أو 10 دولارات أو 100 دولار أو حتى 1000 دولار لكسب الملايين ولتحقيق حلم الثراء السريع . فبالنظر إلى البيتكوين أو الدوج كوين نجد أن مستثمراً يحركها صعودا وهبوطا بتغريدة أى أن مصير المليارات من أموال الناس تتحكم به تغريدة من ماسك أو غيره. تابعنا جميعا ما حدث بأسواق المال خلال هذا الأسبوع وانخفاض العملات الرقمية وخسائرها الفادحة التى تجاوزت 600 مليار دولار من قيمتها السوقية وفى نفس الوقت وجدنا عودة الذهب إلى اللمعان من جديد مع انخفاض مؤشر الدولار وانخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية 10 سنوات.. لقد خسر الكثير من الناس الكثير من ثرواتهم نتيجة مضاربات طائشة ومخاطرة غير محسوبة ولقد حذرنا كثيراً من مغبة الدخول فى صفقات لا أراها غير خاسرة لتداول تلك العملات مع التحفظ التام على المسمى لأنها لا تمثل سوى أصول وهمية يستفيد من المضاربات تلك كبار المستثمرين مثل ماسك وغيره ولقد حذر المركزى المصرى من خطورة التداول على تلك العملات ويجرم القانون المصرى من يقوم بأعمال التعدين والتجارة لقد كانت فترة نشاط البيتكوين فى الحقيقة إعادة لإحياء فكرة "المستريح" من جديد وشركات توظيف الأموال فوجدنا الكثير من عمليات النصب التى تتم من خلال إيهام الضحايا بقدرتهم على كسب المال من خلال المضاربات على تلك العملات الوهمية حتى الآن .