كل أبواب الاصلاح مازالت مفتوحة أمامنا، فقط علينا ان نستوعب الدروس، وأن نتحرك لمواجهة التحديات قبل ان تتحول الي مخاطر. لحظة الارتباك الوطني لابد ان نمر بها بأقصي سرعة وبكل جهد. استعادة وحدة القوي الوطنية التي ثارت في ٣٠ يونيو فأنقذت الدولة واستعادة ثورة يناير للشعب، هو ضرورة حياة في ظل التحديات التي نمر بها. اختلاف وجهات النظر في العديد من القضايا المطروحة أمر طبيعي، والحوار الجاد حولها هو الذي يحل الخلافات، ويقرب وجهات النظر، ويمنع الشقاق بين رفاق الطريق الصعب. وحين نتحدث عن الحوار المطلوب بين رفاق الثورة، فإنه لا مكان هنا لإخوان الإرهاب الذين مارسوا الخيانة وأجرموا بالانخراط في الإرهاب، والذين لا يعرفون في قاموسهم معني للوطن. وحين نتحدث عن الحوار المطلوب بين رفاق الطريق الصعب.. فنحن لا نتحدث عن ضرب الفساد الذي أضاع مصر علي مدي أربعين عاما قبل الثورة، والذي يحاول بكل جهده فتح الثغرات في الصف الوطني، واستغلال ما يملكه من نفوذ مالي واختراق للاجهزة التنفيذية، لكي يملك الكثير من مفاتيح التأثير السياسي والإعلامي التي يحاول من خلالها فرض سياسات اقتصادية واجتماعية لصالحه. ولكي يحاول الاضرار بالعلاقة بين الدولة والمواطن، ويزرع الشقاق في صفوف قوي الثورة. بعيدا عن إخوان الإرهاب، وعن ضرب الفساد الذي يحلم باستعادة الماضي وسياساته التي أوصلتنا الي ما نواجه من أزمات.. فإن علينا ان نتوحد جميعا في مواجهة من يريدون تصعيد الموقف، وخلق مواجهة بين حلفاء الثورة لن يستفيد منها الا أعداء الوطن. المواجهة الأمنية مطلوبة في مواجهة الإرهاب والخروج علي الدولة، لكن السياسة (الغائبة حتي الآن) هي الوسيلة الاساسية للتعامل بين رفاق الثورة. والحوار هو المطلوب قبل كل شيء مع شباب وطني مكانهم الطبيعي ان يكونوا الظهير الاساسي لنظام جاء بفعل الثورة وبإرادة الشعب. أين الخطأ؟! وكيف نتعامل معه؟!.. الجواب كما قلنا مرارا في حضور السياسة، وفي الحوار الوطني الغائب، وفي الايمان بأن ما نواجهه من تحديات هائلة يفرض علينا وحدة قوي الثورة.. حتي لو كان بعضها يمر بمرحلة الغضب المشروع، مادام الهدف هو مصلحة الوطن والانتصار للثورة.