اشتاق إلي أبي، وأسمع صوته يناديني لصلاة الفجر، ويدعوني لمائدة الافطار معه، علي شفتي دفء يده وأنا أقبلها مودعا فيها روحي، وهناك اشتاق أكثر لرائحة العنبر والمسك والنفس الذكية في حلي وترحالي لا أفارق وجهك الصبوح، وهذه الربي وأنداء الفجر تنزعني من الوجود إليك، يا جميلة الملامح، يابلادي، يدب في أوصالي الشوق فأهفو لهذه الترانيم وأحلام صباي، ولو أقاموا المآتم ولو أغرقوا أرضك بالدم وآهات الجياع، ولو صلبوا علي أبوابك الافئدة، وأرصدوا الروح وأشعلوا النار في كل مكان، سوف لا أترك يوما أرضي للغزاة، سوف أروي تزاك الحر بدمي وأذود عن حماك، يا آية الله في كونه الفسيح، يامصر يا أنبل البلاد وأنقي البلاد وأطهر البلاد، اغرسيني في قلبك للأبد، واحتضني رفاتي إن صرت إلي حتفي، فداك روحي وفداك أعز ما نملك يا بلادي. وكنت علي مقربة من الشاطيء رأيته يمسك بالعلم وبالبندقية، كان في عينيه إصرار المحارب، وفي قبله ألف شظية، وأنا أتملاه، ربما تفلت النجوم من صدره إلي كبد السماء، فتهتز الأرض وتنطلق النسور إلي القمم أبية، كنت أشهد حطين وعين جالوت وأرواح الشهداء تحلق من فوقنا كالغمامة حبلي بالمطر، وأنا انتظر، مثلي الملايين تاقت إلي يوم الخلاص، وساعداك يحملان عبئا ثقيلا من الهم وأحزان الثكالي، والجراح التي في أعماق فؤادك، لا تلتئم، ينزف منها تاريخ بلادي، كأنه الموت يدخل من كل المنافذ، يحصد الأرواح ويمضي ثم يترك الحزن وأطياف الموتي علي كل المعابر، كنت أناجيك وحدي يامن تحمل في وجدانك الوطن، هذه صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لك يا رب فخلص بلادي. أتعجب أن يعود هذا الرجل مرة أخري من صفحة الوفيات ومن قاع المراثي وقد فعل قبل مافعل، هل نسي أنه ورط الوطني يوماً، كان ذلك يوماً مشئوما، أصاب بكل سهام الغدر حين أعد الوصية، وقالوا عنه إنه إعلان دستوري، فمل هذه إلادساتير المؤامرة وابداع الشياطين، لقد مهد للشقاق واهدار الدماء وفتح أبواب جهنم علي شعب مسالم، لم يكن يطلب غير العيش والحرية فصار يطلب جرعة ماء من أتون الظلم وآبار الذل، جرعة ماء يا من يبيعون قوت الفقراء عبر الانفاق والمعابر، هل كانوا إلاتجار عبيد واماء ومهربي عملة، كيف عاد هذا الرجل مرة أخري يطلب الصلح، مع من وممن وهل يملك إلاسمه الناقع وأححبته وعقد السحر ونفاثات فيها بقهر الناس وسرقة الوطن. وهذا آخر من الخلايا النائمة، مص دماء المرضي، جاء به إخوان الشياطين في لحظة سرقوها من عمر الوطن، ساقط مرتين، ساقط، ساقط، علقوه من أذنيه وأودعوا فيه النذالة، لست أدري كيف اخترق إلي هذا المكان العريق، في دمه الغدر وشهوة المال، لايشبع أبدا، نهم إلي المال الحرام، هل ذهبتم إلي هناك، حيث لاشيء إلا وبه أثر من فساد، انه يأكل في بطنه ناراً ويطلق من عينيه ناراً ومن قلبه ناراً، هذا جحيم يمشي علي الأرض، ولم أفهم حتي هذه اللحظة لماذا تركوه ولماذا يتركونه، هل نحن في غيبوبة الموت أوغياب الضمير، انه يكاد يقول خذوني، انه المريب، المهزوم الذي ينضح بالشر وبالجبن وبكل موبقات البشرية. اشتاق إلي أبي، وأسمع صوته يناديني لصلاة الفجر، ويدعوني لمائدة الافطار معه، علي شفتي دفء يده وأنا أقبلها مودعا فيها روحي، وهناك اشتاق أكثر لرائحة العنبر والمسك والنفس الذكية، كان وقارا يمشي علي الأرض، مهابة آلاف السنين، ومن عينيه استلم الحنان الابدي، يمدني ويشحذ روحي فأمضي إلي طريقي مطمئنا ليس في قلبي إلا الأمل، كان أبي رمزا للصمود وللكفاح ولأشياء مخفية في صفحات النبل والأخلاق، كان أبي في ضميري وفي صحوي ومنامي شمس معرفتي بآيات ربي وإحساسي بوجودي، كم أشتاق إليك يا أبي. اشتاق إلي أبي، وأسمع صوته يناديني لصلاة الفجر، ويدعوني لمائدة الافطار معه، علي شفتي دفء يده وأنا أقبلها مودعا فيها روحي، وهناك اشتاق أكثر لرائحة العنبر والمسك والنفس الذكية في حلي وترحالي لا أفارق وجهك الصبوح، وهذه الربي وأنداء الفجر تنزعني من الوجود إليك، يا جميلة الملامح، يابلادي، يدب في أوصالي الشوق فأهفو لهذه الترانيم وأحلام صباي، ولو أقاموا المآتم ولو أغرقوا أرضك بالدم وآهات الجياع، ولو صلبوا علي أبوابك الافئدة، وأرصدوا الروح وأشعلوا النار في كل مكان، سوف لا أترك يوما أرضي للغزاة، سوف أروي تزاك الحر بدمي وأذود عن حماك، يا آية الله في كونه الفسيح، يامصر يا أنبل البلاد وأنقي البلاد وأطهر البلاد، اغرسيني في قلبك للأبد، واحتضني رفاتي إن صرت إلي حتفي، فداك روحي وفداك أعز ما نملك يا بلادي. وكنت علي مقربة من الشاطيء رأيته يمسك بالعلم وبالبندقية، كان في عينيه إصرار المحارب، وفي قبله ألف شظية، وأنا أتملاه، ربما تفلت النجوم من صدره إلي كبد السماء، فتهتز الأرض وتنطلق النسور إلي القمم أبية، كنت أشهد حطين وعين جالوت وأرواح الشهداء تحلق من فوقنا كالغمامة حبلي بالمطر، وأنا انتظر، مثلي الملايين تاقت إلي يوم الخلاص، وساعداك يحملان عبئا ثقيلا من الهم وأحزان الثكالي، والجراح التي في أعماق فؤادك، لا تلتئم، ينزف منها تاريخ بلادي، كأنه الموت يدخل من كل المنافذ، يحصد الأرواح ويمضي ثم يترك الحزن وأطياف الموتي علي كل المعابر، كنت أناجيك وحدي يامن تحمل في وجدانك الوطن، هذه صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لك يا رب فخلص بلادي. أتعجب أن يعود هذا الرجل مرة أخري من صفحة الوفيات ومن قاع المراثي وقد فعل قبل مافعل، هل نسي أنه ورط الوطني يوماً، كان ذلك يوماً مشئوما، أصاب بكل سهام الغدر حين أعد الوصية، وقالوا عنه إنه إعلان دستوري، فمل هذه إلادساتير المؤامرة وابداع الشياطين، لقد مهد للشقاق واهدار الدماء وفتح أبواب جهنم علي شعب مسالم، لم يكن يطلب غير العيش والحرية فصار يطلب جرعة ماء من أتون الظلم وآبار الذل، جرعة ماء يا من يبيعون قوت الفقراء عبر الانفاق والمعابر، هل كانوا إلاتجار عبيد واماء ومهربي عملة، كيف عاد هذا الرجل مرة أخري يطلب الصلح، مع من وممن وهل يملك إلاسمه الناقع وأححبته وعقد السحر ونفاثات فيها بقهر الناس وسرقة الوطن. وهذا آخر من الخلايا النائمة، مص دماء المرضي، جاء به إخوان الشياطين في لحظة سرقوها من عمر الوطن، ساقط مرتين، ساقط، ساقط، علقوه من أذنيه وأودعوا فيه النذالة، لست أدري كيف اخترق إلي هذا المكان العريق، في دمه الغدر وشهوة المال، لايشبع أبدا، نهم إلي المال الحرام، هل ذهبتم إلي هناك، حيث لاشيء إلا وبه أثر من فساد، انه يأكل في بطنه ناراً ويطلق من عينيه ناراً ومن قلبه ناراً، هذا جحيم يمشي علي الأرض، ولم أفهم حتي هذه اللحظة لماذا تركوه ولماذا يتركونه، هل نحن في غيبوبة الموت أوغياب الضمير، انه يكاد يقول خذوني، انه المريب، المهزوم الذي ينضح بالشر وبالجبن وبكل موبقات البشرية. اشتاق إلي أبي، وأسمع صوته يناديني لصلاة الفجر، ويدعوني لمائدة الافطار معه، علي شفتي دفء يده وأنا أقبلها مودعا فيها روحي، وهناك اشتاق أكثر لرائحة العنبر والمسك والنفس الذكية، كان وقارا يمشي علي الأرض، مهابة آلاف السنين، ومن عينيه استلم الحنان الابدي، يمدني ويشحذ روحي فأمضي إلي طريقي مطمئنا ليس في قلبي إلا الأمل، كان أبي رمزا للصمود وللكفاح ولأشياء مخفية في صفحات النبل والأخلاق، كان أبي في ضميري وفي صحوي ومنامي شمس معرفتي بآيات ربي وإحساسي بوجودي، كم أشتاق إليك يا أبي.