يري المخرج القدير علي بدرخان أن الوسط الفني وأخلاقياته قد تغيرت ووصلت إلي مرحلة متدنية وهو الأمر الذي جعله يبتعد عن الساحة السينمائية لحين اشعار آخر وفضل التركيز في أنشطة جمعية بدرخان للثقافة والفنون لتصحيح مسار الفن عن طريق الخبرات العملية التي تزيد من عملية الابداع الفني.. علي بدرخان. في البداية كيف بدأت فكرة انشاء جمعية بدرخان للثقافة والفنون؟ منذ سنوات عديدة وأنا يشغل تفكيري العمل الجماعي فقدمت في البداية جمعية خاصة للشباب تحمل اسم »النسور الصغيرة« ولكن توقف نشاطها بسبب انشغال الشباب بالدراسة الخاطئة لدينا بمصر التي تأخذ وقتهم طوال العام، وفي عام 2008 عرض علي صديقي الكاتب والمترجم ايهاب عبدالحميد فكرة انشاء جمعية بدرخان فتحمست لها كثيرا وبالفعل بدأنا التجهيز لها سريعا، والجمعية يرأسها المخرج الكبير توفيق صالح، وتتكون من العديد من اعضاء نقابة المهن السينمائية علي رأسهم عبدالعزيز مخيون، ومحمود الجندي وغيرهم. وماهي الأهداف التي تسعي الجمعية لتحقيقها؟ لدينا العديد من الأهداف التي نسعي لتحقيقها من خلال الانشطة التي نقدمها علي رأسها تقديم خدمة ثقافية لأبناء منطقة الهرم لأنها تفتقدها، والعمل علي جمع تراث رواد السينما من أفلام ومؤلفات والحفاظ عليها والعمل علي نشرها وأيضا التعريف بأعمال أهم المبدعين في السينما والتليفزيون، وأن نعمل علي تنمية قدرات الشباب الموهوبين وذلك من خلال تنظيم ورش عمل في المجالات الفنية والثقافية، والعلمية، وأن نساهم في حل مشكلة البطالة التي يعاني منها العديد من شبابنا، وأيضا نساعد علي تقديم خدمة لزملائنا السينمائيين بتعريفهم بأحدث المعدات والتقنيات الحديثة، بالاضافة إلي أنشاء المكتبات، وتوزيع ونشر وطباعة الابحاث والكتب والمجلات والنشرات الثقافية والأدبية والفنية. ومن الذي يساعدكم في التمويل المادي؟ التمويل المادي ذاتي، بمعني ان كل الاعضاء والاساتذة بالجمعية يقدموا ما لديهم بدون مقابل مادي، فالجمعية ليس هدفها الربح المادي فاشتراكات الالتحاق بالجمعية رمزية ب 20 جنيها في العام، ولكن تساعد المكتبة بشكل كبير في المساهمة في الأنفاق علي أنشطة الجمعية وماذا عن الأنشطة التي تقدمها الجمعية؟ ندوات توقيع الكتب ومعارض الفن التشكيلي ومعارض الفوتوغرافيا وهناك دورات مكثفة لورش عمل الفيلم وتستغرق 6 أشهر ونقوم بتنفيذها مرتين في العام وهناك ورشات أيضاً للتصوير الديجيتال وغيرها. فنحن نحاول من خلال أنشطتنا أن نقدم الخبرات العملية لأن للأسف الدراسة وخصوصاً الفنية في مصر تعتمد علي التلقين وهذا لا يتماشي مع الابداع الفني. الجمعية تقدم العديد من ورش العمل في صناعة الفيلم وغيرها من الأنشطة فهل بذلك تنافسون أكاديمية الفنون؟ أجاب ضاحكاً: هي ليست منافسة بمعني الكلمة ولكن من الممكن أن نطلق عليها مساهمة. لأننا لا نريد أن نضع رأسنا في الرمل مثل النعامة وننتظر من وزارة الثقافة أن تقدم كل شيء في الوقت الحالي من يستطيع ان يقدم شيئا يقدمه دون أن ينتظر. وما هي شروط الاشتراك بالجمعية؟ لا توجد شروط سوي أن يكون المتقدم للعضوية حاصلا علي شهادة عالية أو في طريقه للحصول عليها. أشعر من كلامك بأن الجمعية كانت حلما بالنسبة لك.. فما الذي ينقصه حتي يكتمل؟ نحن نقاتل من أجل اكتمال الصورة التي رسمتها في أذهاننا ونقوم بتنفيذها علي خطوات فأنا أحلم للجمعية بزيادة الامكانيات المادية بها حتي نستطيع زيادة عدد الكاميرات التي نستخدمها في التدريبات وأريد أيضاً أن يصبح لدينا صالة عرض أكبر فالجمعية جزء من منزلي الذي أعيش به. حدثنا عن البروتوكول الذي عقدته الجمعية مع نقابة المهن السينمائية؟ التقت رغبتنا مع نقابة المهن السينمائية في النهوض بالسينما والتليفزيون بمصر في مجال تدريب العاملين من خلال برنامج يتيح للدارسين الفرصة لتطوير مهاراتهم ومواهبهم في المجالات الفنية، فالنقابة تريد ان تقدم خدمة ثقافية لأعضائها من خلال الجمعية. يبدو أنك تفرغت لادارة الجمعية وتركت مجال الاخراج السينمائي؟ أنا لا أستطيع ان اعمل في الوقت الحالي فالقيم واخلاقيات العمل تغيرت فأنا لا توجد لدي الطاقة لاصلاح أخطاء الغير واصبح لا يوجد احترام لقواعد المهنة وبالتالي ابتعدت عن السينما بحلوها ومرها إلي أن تستقر الاوضاع السياسية وتتضح الصورة . هل تشاهد الافلام السينمائية الحالية؟ لا أستطيع دخول السينما لانني أعاني من مشكلة في أذني تمنعني أن أسمع من خلال سماعات السينما. وكيف تري الساحة الفنية الآن؟ لا توجد قواعد صحيحة لتقديم الفن الآن فمؤخرا علمت ان هناك العديد من النقد موجه إلي فيلم »عبده موته« والكل يحاسب المنتج في حين انه ليس المسئول، لأن المنتج هدفه الربح المادي فقط، ولكن المسئول هو المخرج والمؤلف والممثلون. ما رأيك فيما يحدث علي الساحة السياسية؟ أنا حزين لما يحدث، كنت أتمني ان نخرج من ميدان التحرير بنفس روح الثورة، ولكن ما حدث أننا خرجنا بخلافات علي تقسيم التورته، نحن نحتاج إلي تضافر الجهود من أجل إنجاز الكثير من الأمور علي المسار السليم في المستقبل، ولكن اذا استمررنا علي سياسة تصفية الحسابات البلد هتغرق بنا جميعا.