جميعنا تصور أن أزمات ومشاكل نقابة السينمائيين قد انتهت بانتهاء الانتخابات وفوز «مسعد فودة» بمقعد نقيب السينمائيين إلا أنه ثبت مؤخرا عدم صحة هذه الظنون مع حدة صوت الانشقاقات التى تحدث الآن داخل النقابة والتى يقال أن بذرتها كانت عدة اجتماعات بين مؤيدى بدرخان تُعقد بصِفة دورية فى مركزه الثقافى، بالإضافة إلى بضعة تحركات فردية من أجل تكوين رابطة لصُناع السينما وما يسمى بجمعية السينمائيين المُستقلين - ناهيك عما يتردد بقوة داخل النقابة حول أن هناك أسماء كبيرة تشارك فى هذه التحركات كالمنتجة إسعاد يونس . أيضاً هناك أخبار عن اجتماع خاص أُقيم بين «على بدرخان» و«خالد يوسف»، طلب فيها «خالد يوسف» عمل تحركات بهدف إحداث انشقاقات داخل نقابة المِهن السينمائية.. إلا أن المخرج على بدرخان نفى ما قيل عن هذه الاجتماعات قائلا: «الناس بتقول كلام فاضى، وفى النهاية هذه نقابتنا وأنا مخطط أشتغل من جوه النقابة. الحقيقة هى إننا فكرنا فى عمل لجنة لمُتابعة تطوير العمل النقابى يرأسها مجموعة من الشباب السينمائيين والتليفزيونيين أكون مشرفا عليهم، وهناك فكرة أخرى تتعلق بتكوين جمعية للعاملين فى السينما والتليفزيون وأى كلام ثانى بيحصل كلام فارغ». تحركات فردية لكن لا يبدو أنه حتى التحركات الفردية مُجرد كلام فارغ، فمع ما قال وجود أسماء كالمُنتجة «إسعاد يونس» والمُمثلة «نهى العمروسى» والمُنتج الفنى «هيثم فاضل» والمُخرج «حاتم فودة» فى تدعيم هذه التحركات، تُصبح فكرة الانفصال عن النقابة واقعاً قد يحدث بالفعل.. ومِن ضِمن هذه الخطوات التى نتحدث عنها رابطة صُناع السينما، والتى كانت فكرة المُخرج «إيهاب الخشان» - المُخرج المُنفذ لأفلام «إيناس الدغيدى» - وقال عنها: «الفكرة جاءتنى فى البداية بعدما شهدت مأساة الانتخابات الأخيرة، لكن الفكرة كانت مطروحة مِن قبل، لكن لسفرى وانشغال أصدقائى لم تتحقق، وحينما استقررت فى مصر، بدأت ومعى مُدير التصوير والمُخرج محمد حمدى بتجميع كُل من نعرفهم لتكوين الرابطة».. وعما إذا كان وجود الرابطة يعنى الانفصال عن النقابة، فأكد «إيهاب الخشان» أنه كانت هناك فكرة فعلياً للانسحاب من النقابة، لكن وجدنا أن هذا بيتنا ولا يُمكن التفريط فيه، وما نُريده هو تصحيح أوضاع النقابة إن شعرت الرابطة أنها انحرفت عن مسارها.. ويُضيف «الخشان»: «كل البلاد فى العالم كالمغرب وإيران المُهتمة بالسينما لديها رابطة مثل تلك الرابطة، والرابطة التى أكونها ستضم خريجى معهد السينما والفنانين والفنيين غير المُسجلين بالنقابة كالعاملين فى الماشنيست والدوبليرات ومُصممى الأكشن والعاملين بالاكسسوار، وهذه الرابطة ستكون مُسجلة ومُتصلة باتحاد رابطة صُناع السينما العالمية، وسيكون رئيسها الشرعى على بدرخان، بالرغم من عدم عِلمه بهذا!». توقعنا أن يعترض المخرج على بدرخان على فكرة كهذه إلا أنه فاجأنا «لن أكون رئيساً شرفياً لأحد، فالفكرة ليست فكرتى، لكن مِن المُمكن أن أُشارك معهم واللى يطلب منى أعمله»!! التليفزيونيون وعن سبب هذه الانشقاقات التى تحدث، يُحدثنا المُخرج «جورج فهمى» - صاحب فكرة «جمعية السينمائيين المُستقلين»: «النقابة دخل عليها شوية ناس وتحديداً من التليفزيون مش عارفين جايين منين، مع إنها نقابة للسينمائيين، فتفاجأ أن العضوية تقع فى يد موظفى أمن وفراشين وسائقين والناس دى أعضاء من فين ماتعرفش.. ولذا فكرت فى عمل الجمعية ليكون بها المُستقلون بالصناعة أى العاملون بجد مش أرزقية.. مش عاوزين النقابة تضيع مننا.. مش عاوزين مسعد فودة». روزاليوسف علمت أن العديد من الاقتراحات قيلت فى الاجتماع الذى تم بمركز بدرخان يوم الجمعة الماضى، كما أن هناك اجتماعا غداً الأحد لتلقى مزيد من الاقتراحات حول كيفية مواجهة ما يحدث من «مهازل» فى النقابة. من خارج النقابة وعما إذا كانت هذه الاجتماعات تهدف لعمل انشقاق فى النقابة، يرد بدرخان: «الناس عاوزة حاجة بجد تلمهم، وده مش متوافر فى النقابة، لكن ليس معنى هذا أن عمل أى نشاط سيكون بديلاً عن النقابة، فنحن نرفض وجود نقابة للإعلاميين والتى تهدف إلى مزيد من الانشقاق عن النقابة والتى يتزعمها وزير الإعلام أنس الفقى ورئيس الاتحاد أسامة الشيخ ويهدفان لأن يتولى حمدى الكنيسى منصب النقيب، ففكرة مثل هذه مُدمرة، والمُشكلة أن الناس تريد أن ترى بديلا حقيقيا، ولذا يريدون فكرة خارج إطار النقابة، رغم أن المفروض أن تقوم النقابة بمهمتها، ووجود رابطة أو جمعية أو لجنة لا يُلغى وجود النقابة». هناك أخبار أخرى خطيرة حول جمع توكيلات لعمل قضية - يتولاها المُستشار «مُرتضى منصور» - للطعن فى نتيجة الانتخابات الأخيرة بهدف إسقاط «مُسعد فودة» لصالح أن يتولى «على بدرخان»، فكان رد بدرخان: «ده موضوع ماليش دعوة بيه.. الناس بتعمله من نفسها، وإذا كانوا يريدوننى فهذا شىء يعود لهم، وأعتقد أن هذا بسبب ما حدث فى الانتخابات الأخيرة، فالكُل كان يعلم كيف طالبت بعدم تولى مُسعد فودة مهمة الإشراف على الانتخابات خاصةً أنه نفسه كان مُرشحا أمامى، إلا أننى فوجئت باستمرار إشرافه على الانتخابات وكأن شيئاً لم يحدث! بلا تفاصيل توجهنا بكُل ما لدينا للنقيب «مُسعد فودة» وكان رده: «معنديش تفاصيل أو معلومات عن وجود أى انشقاقات داخل النقابة.. ثم إننا نتحدث عن نقابة المِهن السينمائية، أى عن كيان، وماحدش يقدر يقرب من الكيان، وأنا عاوز أشتغل للنقابة، وليست لدى مشاكل، وإذا كان لدى أحد شىء ليقدمه فليقدمه.. أما مسألة إن الناس مش عاوزانى فبقولك يا ريت تسأل السينمائيين الأصليين وشوف هيقولوا إيه عنى.. ثم إن أى انتخابات تشهد طعونا وخلافات.. ولذا أقول لمن يتبنى هذه الأفكار خسارة.. نِشغل نفسنا بالتفاهات».؟