مناقشة مخاطر التغيرات المناخية وشح المياه.. تفاصيل لقاء وزير الري ورئيس العراق    وكيل تعليم بورسعيد يكرم المدارس المشاركة في معرض أهلا رمضان 2024    إكليل وخواتم وصلبان.. مظاهر استقبال مبهجة لأقباط بورسعيد احتفالا ب"أحد الزعف".. صور    بعد توجيه السيسي.. إليك تخصصات البرمجة الدراسية وعلوم البيانات بالجامعات المصرية    توقف ضخ مياه الشرب عن الأحياء مساء.. مواعيد تطهير خزانات المياه بمدينة طور سيناء    اقتصادية النواب توافق على مشروع موازنة تنمية التجارة الداخلية    بنك التعمير والإسكان ومؤسسة السويدي يفتتحان "أكاديمية السويدي وبنك التعمير والإسكان الفنية" بمدينة السادات الصناعية    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس مجلس النواب البحرينى    جانتس يهدد بإسقاط الحكومة الإسرائيلية إن عارضت مقترحا جيدا لصفقة تبادل    البرلمان العربي يدعو لفتح تحقيق دولي عاجل في جرائم المقابر الجماعية بمستشفيات غزة    الخارجية السعودية: إعلان دولة فلسطينية مستقلة هو الضامن الوحيد لعدم تكرار الحرب    الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة    الاتحاد الأوروبي: بوادر الحرب العالمية عادت من جديد، والمواجهة النووية احتمال واقعي    حافلة الزمالك تغادر لملعب مباراة دريمز الغاني    لابورتا يحسم مستقبل كوبارسي مع برشلونة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 8 ميداليات في ختام بطولة مراكش الدولية لألعاب القوى البارالمبي    مباشر مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر لكرة الطائرة    تأجيل محاكمة متهمة بإحداث عاهدة مستديمة لسيدة بمنشأة القناطر ل 29 مايو    مسجلا خطر وراء سرقة عمود إنارة في شبرا    تأجيل محاكمة 14 متهما ب "خلية تفجير كنيسة النعمة الأولي بالمرج" لمرافعة الدفاع    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    بإطلالة صيفية" مي عمر تخطف الأنظار.. والجمهور: "بتجنني"    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    صدى البلد يكرم منة فضالي بعد نجاحها في موسم رمضان الدرامي.. صور    أخبار الفن.. ميار الببلاوى فى مرمى الاتهام بالزنا وعبير الشرقاوى تدافع عنها.. الكينج وشريف منير يكذبان حسن شاكوش    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    حسام غالي يكشف مفاجأة لأول مرة عن لاعبي الأهلي أثناء توقف النشاط الرياضي    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    استعدادا لشم النسيم.. الزراعة: طرح رنجة وفسيج بالمنافذ بتخفيضات تتراوح بين 20 و30%    الزنك وزيت بذور القرع يسهمان في تخفيف أعراض الاكتئاب    تفاصيل لقاء هيئة مكتب نقابة الأطباء ووفد منظمة الصحة العالمية    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    الرئيس السيسي: «متلومنيش أنا بس.. أنا برضوا ألومكم معايا»    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    بحضور محافظ مطروح.. «قصور الثقافة» تختتم ملتقى «أهل مصر» للفتيات والمرأة بالمحافظات الحدودية    مدير تعليم الدقهلية يناقش استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني    وزير العمل: 5 و6 مايو إجازة بأجر للقطاع الخاص بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    الصحة الفلسطينية: 7 مجازر إسرائيلية جديدة فى قطاع غزة خلال 24 ساعة    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    اليويفا يكشف النقاب عن حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي تشامبيونزليج    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصف مليون جنيه من «ليلة القدرالخيرية» لتخفيف أحزان أهالي قرية عفونة

حمدى راضى .. شقى العمر راح اثار الدمار باحد المنازل مهاود محمد يجلس وسط انقاض منزله
هواري : نجوي سقطت من فوق كتف أمها وجرفها السيل
عمرو : ابنتي وأمها غرقتا أمام عيني ولم استطع إنقاذهما
ياسين : صدمه نفسية أصابت ولدي وزوجتي بعد الكارثة
سمير : صرخات جيراني أنقذتني
عندما أطلقت مؤسسة أخبار اليوم مبادرتها لمساعدة متضرري السيول بالاسكندرية والمحافظات والتي شاركت فيها مؤسسة مصطفي وعلي امين «ليلة القدر » بمبلغ 2 مليون ومليون من صندوق مواجهة الكوارث باخبار اليوم ومليون تبرع بها رجل الاعمال محمد ابوالعينين لم نتخيل حجم الدمار والخراب .. القرية تنبعث منها رائحة الموت والدمار ..كل مكان في القرية به ذكري قاسية فوراء كل شجرة حكاية .. ووراء كل باب قصة .. وفي كل شارع مأساة .. ذهبنا اليهم ونحن نحمل لهم مفتاح الفرج بعد أن قررنا تخصيص مبلغ نصف مليون جنيه لعدد 50 من أهالي القرية بواقع 10 آلاف جنيه لكل منهم ..وهم الاكثر تضررا وبحاجة الي مساعدات عاجلة.. لكنهم وجعوا قلوبنا هم يحتاجون الكثير يحتاجون ان نقف جميعا بجوارهم ليس بالمساعدات المادية فقط واعادة بناء لقريتهم ومنازلهم ولكن بالعلاج النفسي قبل كل ذلك.. فهذه الشجرة أنقذت حياة عمرولكنها تركته حطام انسان بعد ان ضاعت زوجته وابنته من بين يديه .. أما ياسين فاستطاع انقاذ ابنته وزوجته من السيول لكن .. لم يعد يعرفهما بعد أن اصيبتا بالصدمة والمرض النفسي .. اما زوجة هواري فيكاد عقلها ان يذهب بعد أن سقطت ابنتها من فوق كتفها وجرفها السيل أمام عينيها.
ناموا ليلهم في هدوء وأمان ..وفجأة أيقظهم أصوات الرعد ..وأصبحت أضواء البرق دليلهم الوحيد وسط سيول عمياء لم تفرق بين بشر اوحيوان اوزرع.. انارت لهم الطريق الي سبل النجاة .. الابواب والشبابيك الخشبية وجذوع الشجر كانت مراكبهم التي اقتادوها الي بر الامان .. البعض حالفه الحظ ونجا واخرون احتضنهم السيل في اعماقه ليخرجوا جثثا علي اطلال الخراب الذي خلفته انهار الامطار الغاضبة.. انهم اهالي قرية عفونه الذين عاشوا ليلة علي هاوية الموت غرقا في صحراء وادي النطرون .. قصص الهروب من السيول ومحاولات النجاة التي رواها الاهالي تجعلك تتخيل انك تشاهد فيلم رعب سينمائيا، ولكن حين تشاهد مدي الدمار والخراب الذي لحق بكل صغيرة قبل الكبيرة من تفاصيل هذه القرية تصبح متيقناً انهم عاشوا ليلة لم يروها حتي في كوابيسهم .
منازل منهارة ..حيوانات نافقة .. أرض ممسوحة المعالم .. وسط هذا المشهد قامت «الاخبار» بجولة في انحاء القرية لتشاركهم مأساتهم وترصد اوضاعهم الأليمة والخسائر التي لحقت بهم جراء السيول،فالقرية تقع علي مساحة شاسعة تضم مجموعة كبيرة من المنازل يقع كل واحد منها في الارض الزراعية الخاصة بصاحبها، بدأت رحلتنا بعد 6 كيلومترات من بوابة الرسوم بطريق العلمين وادي النطرون حيث المدخل الرئيسي للقرية، وهوطريق ترابي غير ممهد تم انشاؤه بجهود الاهالي الذاتية ، وعقب سيرنا لمسافة 3 كيلوتقريبا خلاله تبدأ اولي معالم الدمار والخراب من منازل مهدمة واراض زراعية جرفت بالكامل، وحيوانات نافقة ملقاةعلي جوانب الطريق ووسط برك المياة الضحلة، حتي الطرق لم تسلم من السيل حيث دمر اجزاء كبيرة منها لمنع السيارات من الدخول لتصبح الطريقة الوحيدة للدخول الي وسط ونهاية القرية هي « الترجل « لمسافات بالكيلومترات، وخلال جولتنا ظننا ان نهاية القرية هي تلك الهضبة الرملية ذات الارتفاع الكبير التي قطعت مرمي بصرنا، إلا ان مغامرتنا بالصعود علي تلك الهضبة والنزول خلفها حيث لم يتمكن اي من لجان الاغاثة التي شكلتها الحكومة والمنظمات الخيرية الوصول اليها كشفت لنا مشهدا اكثر دمارا ومأساة لقاطني تلك المنطقة التي تحولت بالكامل الي بحيرات تسكنها المنازل المنهارة والحيوانات النافقة وثمار المحاصيل التالفة وبعض الاهالي الذين يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه بعد ان فشلوا في الخروج بكامل اسرهم، ونجحت الاخبار في حصر اسماء المتواجدين في تلك المنطقة الصعبة والتي استعان بها رئيس المدينة لضمها الي باقي المضارين،فالرحلة الي هذا الجزء من القرية لم تكن سهلة، فالارض اصبحت طينية كالرمال المتحركة تبتلع كل من يسير عليها، والمياة العميقة تمنعك من الوصول الا اذا كنت تجيد السباحة .. المشهد القاتم تخلله نقطة مضيئة وهي الجهود التي تبذل علي قدم وساق من قبل رئيس مجلس المدينة المهندس صلاح مسعود وفايز عيد مدير قسم المعلومات وشريف العمدة مدير ادارة الازمات ويحي محمد مسئول الاسكان بمجلس المدينة وعلي رأسهم د. محمد سلطان محافظ البحيرة ، في محاولة منهم بالتخفيف عن المضارين ومساعدتهم وحصر المنكوبين الذي وصلوا الي أكثر من 100 منزل والعثور علي 14 جثة بينهم 4 اطفال حتي الآن .. رغم المصاعب التي يمرون بها، فتح اهالي القرية قلوبهم ل « الاخبار» يروون لنا قصصهم المأساوية وحكاياتهم عن الليلة التي عاشوها وشاهدوا الموت فيها بعينهم.
حسرة وحزن
يضع طرف جلبابه في فمه، يهرول داخل أرضه التي تحولت الي برك طينيه بفعل السيول ، الحزن رسم خرائطه علي ملامح وجهه والحسرة اتخذت من عينيه منزلا ، مصطفي محمد علي عبد السلام يوسف 41 عاماً احد المنكوبين بقرية عفونه بوادي النطرون والذي بدء سرد مأساته وساعات الرعب التي قضاها وعائلته في محاولة للهرب من السيول ، وقال « انا كنت نايم في بيتي وفجأة لقيت المياه بتنزل عليا من السقف انا وعيالي حاولت اخرج من البيت لكن قوة المياه كانت كبيرة خدت عيالي محمد في اولي ابتدائي ومنة في 4 ابتدائي علي كتفي ومعايا مراتي ونزلت في المياه اللي كانت واصله لحد وسطي وفضلت اعافر وسط المياه والرعد والبرق والظلمة الي ان وفقني الله للوصول لمنطقة مرتفعة انتظرت عليها لغاية الصبح « .
واضاف ان خسائره فادحه فالارض بالكامل تم تدميرها بما عليها من زراعات والماكينات وشبكة الري ، كما تم أإتلاف 25 طن بصل تم تخزينهم في الارض ، واشار انه الان يسكن في جامع القرية وارسل زوجته وطفليه الي قرية كوم حمادة عند والد زوجته.
نجوي .. ماتت
«موت وخراب ديار» هذا هوالوصف الذي ينطبق علي حال هواري عطية ابوبكر الذي غرقت طفلته ذات الثلاث سنوات بعد ان سقطت من يد والدتها اثناء هروبهم من هول السيول وسط الظلام الكالح، كذلك انهيار منزله وخسارة ارضه بما فيها من زراعات من زيتون ورمان وجوافة وتبلغ 3 افدنة، وبكلمات ممزوجة بالحزن والاسي حكي هواري مأساته مع السيول وقال انه عندما هطلت الامطار في حوالي الساعة 11 مساء ،ظننا جميعا انها مجرد امطار وسينتهي الامر، لكن في اقل من ساعة تحول الامر الي اشبه بهول يوم القيامة، خاصة انه لايوجد كهرباء في القرية،وكل منزل بها يعتمد علي مولدات كهرباء خاصة، حيث بدأت السيول تنجرف من اعلي المناطق المرتفعة الي المناطق المنخفضة والتي تقع اغلب منازل السكان فيها وهذا ما سبب الضرر لاكثر المنازل وكذلك الاراضي، حاصرت المياه التي كانت تأتي من كل الاتجاهات منزلي ومنازل الجيران واقتحمتها، خرجت من المنزل اولا لكي احدد الاتجاه الذي سنسير فيه تجاه التبة المرتفعة ،ثم خرجت خلفي زوجتي وتحمل علي كتفها طفلتي نجوي، وكانت ارتفاع المياه في ذلك الوقت يصل لدي صدورنا، واثناء سير زوجتي وسط المياة الضحلة تعرقلت فسقطت في المياه وسقطت ابنتي ايضا وغرقت في لمح البصر بسبب سرعة السيول وسط الظلام، ولم نتمكن من الوصول اليها او تحديد مكانها،قال هواري في ألم وحسرة : اصعب شعور في الدنيا ان بنتك تموت قدامك وانت مش عارف تعمل حاجة وحاسس انك مشلول، كان تيار السيل اقوي من اي احد، ولواستسلم اي احد منا ما نجي ، وقال انه عثر علي جثة ابنته بعد مرور 4 ايام بمنطقة تبعد عن مكان سقوطها بمايقرب من كيلوونصف الكيلو ، بعد ان استقرت علي حافة احدي البرك المائية الكبيرة التي كونتها السيول .
زوجتي وابنتي
« كان السيل اقوي مني وخطف من ايدي زوجتي وابنتي » قالها عمروصلاح علي (28 سنة) ليدخل بعدها في نوبة من البكاء اوقفته عن مواصلة حديثه لبضع دقائق، وبعد ان هدأ واستطرد حديثه قائلا: لن انسي هذه الليلة طوال حياتي، ومهما حكيت عنها لن اتمكن من وصفها كما عشتها،فمنذ الوهلة الاولي ظننت ان «القيامة قامت «، ففي هذه الليلة ومنذ بدء هطول الامطار بشكل غزير دخل منزله وزوجته وتدعي ايمان فتحي عبد الله وابنته آية التي تبلغ من العمر 14 شهرا للحماية من الامطار، ولم يكن يتوقع ان يتحول الامر الي ما حدث، وبعد نصف ساعة تقريبا بدأت المياه تدخل المنزل ويرتفع منسوبها واغرقت كل شئ من اجهزة كهربائية واثاث،وحين لاحظ ان منسوب المياه يرتفع في المنزل وتوقف مولد الكهرباء واصبح الظلام دامسا قرر الخروج منه وانقاذ نفسه واسرته، واضاف : حين فتحت الباب كانت الامطار مازالت تنهمر فوق رءوسنا وصوت الرعد يملأ ارجاء الوادي ،وتحول المكان الي بحيرة كبيرة ، امسكت بزوجتي وابنتي اَية في محاولة للصعود الي اعلي تبة تبعد عن المنزل مسافة 150 مترا تقريبا، لكن كان الامر صعباً جدا، وعن طريق الضوء الذي يصدر من الرعد شاهدت شجرة فتوجهت اليها وصعدت واسرتي عليها حتي اصبحنا في مكان آمن، ظللنا فوق تلك الشجرة لمدة 4 ساعات، كنت متخوفا من انهيار الشجرة نظرا لقوة الرياح وسرعة السيل،حاولت النزول من اعلي الشجرة ثم امسكت بيد زوجتي وطفلتي بقوة ونزلنا في المياه والسير في حماية صف من الاشجار المتراصة بجوار بعضها في اتجاه التبة المرتفعة، وفجأة تركت زوجتي ومعها ابنتي يدي تجرفهما المياه ، حاولت انقاذهما لكنني لم استطع لعدم قدرتي علي السباحة في تلك المياه المحملة بالطمي والرمل،واختفتا في لحظات » ، وقال عمرو انه في الصباح ظل يبحث عن زوجته وابنته،لكنه لم يجدهما، حتي تمكن من العثور علي جثتيهما بعد مرور 4 ايام علي حافة بركة كبيرة من المياه تكونت من اثر السيول،واضاف انه كان يمتلك فدانا ونصف الفدان مزروعة بالبصل،ومنزلا صغيرا جرفتهما السيول، ولم يتبق له من حطام الدنيا شئ،خاصة بعد ان فقد اعز ما يملك في حياته، وانهي حديثه : لله الامر من قبل ومن بعد ».
تطوير القرية
بقلب منكسر ونظرات الحزن في عينيه تمتزج ببريق الرضا بقضاء الله ، طاف محمد السيد الدباح القرية ليجمع بقايا محتويات ارضه ومنزله التي جرفتها السيول في محاوله لينقذ ما تبقي من انقاذه ..قال انه خسر كل مايملك في هذا السيل فهو من محافظة كفر الشيخ وجاء هو واشقاؤه مصطفي ومحمود وأحمد الي قرية عفونة وقاموا باستصلاح 10 فدادين ليعيشوا من خيرها وبنوا منزلا عليها يؤويهم واصبحت تلك الارض هي كل ما يمتلكونه ، واضاف ان السيل دمر كل الزراعة التي كانت في الارض « بنجر ، برسيم ، قمح ، وطماطم « كما نفقت مواشيه .
اختنق الصوت وانهمرت الدموع من هول المأساة والخسائر التي لحقت به ، واكد محمد الدباح ان كل ما يطالبون به هوالاهتمام من الدولة وتطوير القرية وتأهيل الطرق ودخول الكهرباء للمنطقة ، معبراً عن حزنه من قيام البعض بوصفهم بالبلطجية رغم ان كل من علي الارض قد وفق اوضاعه اما بالتمليك اوحق انتفاع ويدفعون للدولة كل الرسوم التي نص عليها القانون .
مفاجأة السيل
« ربنا يعوضنا خير » هكذا دعا خالد علي عبد العزيز غانم 37 سنة وهو جالس وسط ارضه المنكوبة محتضناً زراعته التالفة ، حيث قال « المياه كانت شديدة جدا لكن متخيلناش انها تبقي سيول ، انا كنت في بيتي وفجأة لقيت المياه بتخش من الباب والشبابيك جريت انا وعيالي ومراتي لحد الهضبة لغاية لما الدنيا تهدي ولما السيل وقف لقيت ارضي كلها ادمرت 5 فدادين «بنجر» اصبحت رملا بالاضافة للماكينات وشبكات الري كله اصبح تراب » .
«شقا عمري راح « كلمات ممزوجه بالدموع قالها حمدي راضي محمد فرجاني بعدما دمر السيل ارضه بشكل كامل ، واشار ان ارضه 7 فدادين قام باستصلاحها علي يديه منذ ان كانت صحراء وقام بزراعة 5 افدنه برتقال وفداني برسيم ، وروي ساعات الخوف التي قضاها في محاولة الهروب من جحيم السيول وقال « وانا قاعد في البيت فجأة لقيت السقف بيقع علينا والمياه داخله من كل مكان وسمعت جيراني بيصرخوا وبيجروا خرجت لقيت البيوت غرقانه والمياه وصله لحد نص الحيطة خرجت ورحت ناحية الجامع لانه علي منطقة مرتفعه لحد الصبح » .
واضاف ان ارضه لم يعد بها حياة وشجر البرتقال لا يمكن تعويضه فهو حصيلة 5 سنوات من المجهود والاعتناء ، كما ان البئر والماكينة ردمتها السيول والرمال ، وطالب حمدي فرجاني ان تنظر اليهم الدولة بعين الرحمة ويساعدوهم في تأهيل القرية من خدمات مثل المياه والكهرباء والمدارس والرعاية الصحية .
قوة إيمان
الكفاح لم يعد قصصاُ في الرويات ولكنه حقيقة في قرية عفونه بوادي النطرون ، فمأساة صباح عبد الفتاح دويدار 52 سنه هي حلقة من قصة كفاح وبطولة في مسلسل الحياة ، سيدة مات زوجها ولديها من الابناء 7 ، لم تكسرها الصعاب وتحدت الظروف واصبح الفأس سلاحها تحرث به الارض التي تركها زوجها ، ليصبح لهم مصدر رزق ، الا ان القدر كان له رأي آخر ، ليبتليهم الله بسيل من المياه قضي علي كل شئ .
«الحمد لله علي كل شئ » بقلب راضي يدل علي قوة الايمان قالت صباح انها زرعت 5 افدنة قمحا وترعاها بمفردها لتكون مصدراً للقمة العيش بعد وفاة زوجها «عبد الله مبارك ابوشنب » لتصرف علي نفسها و2 من ابنائها بعدما تزوج 5 اخرون .. وعن السيل قالت « انا في نفس اليوم كنت لسه راجعة البلد علشان ازور اهلي ، والصبح لقيت جيراني في قرية عفونه بيكلموني وبيقلولي الحقي ارضك غرقت ورجعت القرية وببص علي ارضي معرفتهاش من الدمار والخراب اللي حصل فالقمح المزروع لم يعد موجوداً والسيل حفر الارض وشال شبكة المياه الري والماكينات وردم البئر والبيت سقفه وقع » .
واضافت ان كفاح حياتها وزوجها « راح في شربة مياه » ، وطالبت الحكومة الاهتمام بساكني قرية عفونة وتوفيق اوضاعهم وادخال الكهرباء والطرق الاسفلت وبناء مدرسه ووحدة صحية لأهالي القرية .
لحظات الرعب
«الرعب لوحده كفاية» بهذه الكلمات بدأ سمير فتحي محمد حشيش 64 سنة يروي لحظات الخوف التي قضاها للهروب من السيل وقال « اثناء الليل الامطار كانت شديدة ولكن لم نتخيل ان يكون الموقف بالمنظر ده ، وبعد وقت قصير سمعت احد جيراننا يصرخ أهربوا فتحت باب البيت لقيت انهار المياه علي الاراضي وبدأت تدخل البيت من الشبابيك والباب جريت مع الاهالي ناس منهم مسكو في خشب الجزورين وعاموا علي المياه وناس تانية استخدموا الجرار علشان يهربوا به لحد ما وصلنا لمنطقة عاليه عند جامع القرية كان فيها امطار بس لكن بعدنا عن مجري السيل لغاية لما الصبح طلع وكانت المأساة كل الاراضي مدمرة بشكل كامل والبيوت الاقل ضرراً سقفه وقع » .
واضاف « انا معايا 8 أفدنة زارع 6 فيها رمان ويوسفي وليمون كلها بقت بسوي الارض وكنت عامل طريق خاص مكلفني 18 ألف جنيه السيل حفره كأنه مش موجود ومات عندي معزتين والطيور بط وفراخ ، وطبعا كل التجهيزات الزراعية دمرت من شبكات الري وماكينات الضخ والبئر وشكاير الكيماوي ، يعني كل ما املك راح ولم يتبق غير رمال الارض فقط «،واستكمل « اطالب الدولة برعاية ابنائها احنا جينا هنا والارض كانت صحراء وبنينها طوبة طوبة علي كتفنا واستصلحنا الارض دون اي عبء علي الدولة بمجهودات فردية ، لازم الدولة دلوقتي تساعدنا وتمهدلنا الطرق الاسفلت وتبني مدرسة ووحدة صحية وتقف جنبنا في اعادة الارض زراعية كما كانت » .
برك مياه
« السيل مخلاش في الارض حاجة » بعين حزينة قال سماح حلمي دياب عساكر انه يمتلك ارض 5 أفدنة زرعها « بنجر وفول وكرنب » ومنزل بناه حتي يؤويه هو واسرته ، واستكمل قصة الرعب التي شهدها اثناء السيل « في اليوم المشؤوم كنت انا وابنائي بالمنزل وفي الليل امطرت السماء بشكل طبيعي إلا انه بعد ساعات بدأ الماء يتساقط من السقف الخشبي وشعرت ان هناك حركة غير عادية بالخارج وصوت المواشي افزعني، خرجت بكشاف النور بسبب عتمة الظلام رأيت الارض بركة مياه وسيول اشبه بالانهار تجرف كل شيء ، حملت ابنائي الي منطقة مرتفعه وسط اضواء واصوات البرق والرعد ، وفي الصباح ذهبت الي ارضي لأجدها مدمره بالكامل ، فالبيت مهدوم ومحتوياته كلها جرفها السيل والارض والزراعة دمرها السيل وماتت بقرتان ونعجتان والطيور التي كنت امتلكها، حتي تربة الارض تحتاج الي الاستصلاح من الصفر مرة أخري « .
واضاف « الشتاء لم يبدأ بعد ونحتاج من الحكومة المزيد من الحماية والرعاية وتوفير احتياجات الانسان الاوليه مثل المياه النظيفة والكهرباء والتعليم فالمنطقة مهملة المرافق والخدمات » .
خطوات من الموت
يجري مندفعاً خارج المنزل ومياه السيل تنهمر من الشبابيك والابواب تجرف امامها محتويات الشقة يجذب والده ذا ال 62 عاماً ليركب سيارتهم نصف النقل ويقودها بسرعه في الظلام وسط اصوات الرعد واضواء البرق وأنهار المياه المتدفقه ليهرب من الموت ، تصدم السيارة مياه من شده اندفاعها كادت ان تقلبها وتصاب بالشلل يصعد هو ووالده اعلي السيارة وسط هياج الماء ويقفذان علي جسم خشبي الي ان يصلا لمنطقة الهضبة العالية لتحميهم من السيل .. هذا ليس مشهدا سينمائيا ولكنه قصه الهروب المرعبه التي رواها محمد شكري محمد أمين 26 سنه بعد ان ضرب السيل ارضه ومنزله ، وعن خسائرة قال « انا لدي 3 افدنه مزروعة خضار وشطة وكوسه جرفها السيل بالكامل وتلف المحصول .
واشار إلي ان الخسائر ليست مجرد محصول بل تجهيزات الارض للزراعة تم تدميرها بالكامل مثل شبكات الري والبئر وماكينات رفع المياه ، بالاضافة الي هدم المنزل وإتلاف محتوياته بالكامل ، وطالب محمد بأن تهتم الدولة بهم وتوفر لهم الاحتياجات الرئيسية للحياة .
أطلال المنزل
داخل منزله المنهار يجلس علي اطلال ما تبقي من محتوياته وفي عينيه الحسرة والحزن علي فقدان « شقي العمر « .. مهاود محمد محمود 41 عاماً ، والذي روي لحظة هروبه من السيل قال « انا في هذا اليوم كنت مع ابنائي الخمسة داخل المنزل وزوجتي كانت عند والدها وبعد منتصف الليل وهتطول الامطار سمعت صراخ احد الجيران ان نهرب فتحت الشباك وجدت السيل امام منزلي نقلت اطفالي للغرفه الاخري وخرجت لاستكشف الطرق حتي لا اغامر بالخروج باطفالي دون ايجاد طريق ، وكان تخوفي في محله فالمنزل اصبح محاطا بالسيول من كل مكان والارض تحولت الي طين يسحب كل من يقف عليه مثل الرمال المتحركه ، عدت الي اطفالي واحتضنتهم حتي الصباح مع الدعاء بإن يمر هذا اليوم بسلام » .
وعن خسائرة اكد انه يزرع 8 أفدنة برسيما وشتلات البصل كلها تم تجريفها مع شبكات الري والماكينات بالاضافة الي انهيار اجزاء من المنزل والسقف ، مطالباً الحكومة برعاية ابناء قرية عفونة وتوفير احتياجات الحياة الاساسية من مياه وكهرباء وطرق ورعاية صحية وتعليمية .
هبتدي من الصفر
«هبتدي من الصفر..بعد ما خسرت كل ما املك « هكذا بدأ عبد القادر محمد عبد الجيد حديثه ل «الاخبار«، وأضاف انه كان يملك 5 افدنة قام بشرائها منذ عدة سنوات واستصلحها وجهزها بشبكات تنقيط كل هذا بمقابل الآف الجنيهات تقاضاها عن طريق قروض من التجار مقابل بيع المحصول لهم، وبعد ان اصبحت ارضه جاهزة للزراعة قبل 3 أعوام ، قام بزراعتها بأنواع مختلفة من الخضار ، مشيرا الي ان الارض قبل السيول التي تعرضت لها القرية كانت مزروعة بطاطس وجاهزة للجني ، الا ان الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وجرفت السيول كل شيء ووصل الامر ان حدود ومعالم ارضه اختفت، حتي الديزل الذي اشتراه لتوليد الكهرباء ردمته السيول تحت الارض لمسافة لا تقل عن 3 امتار، وحول نجاته واسرته من السيول، قال : ربنا كتب لي ولزوجتي وابنتي وشقيقته واولادها الذين يعيشون معه عمر جديد »، واضاف: بعد ان اقتحمت المياه المنزل الذي كنا نختبئ فيه وارتفع منسوبها لتصل الي متر ونصف تقريبا وتشققت جدرانه، قررت الخروج بسرعة وافراد اسرتي الي تبة مرتفعة بالقرب من المنزل، وحملت اطفالي علي كتفي،بينما امسكت زوجتي وشقيقتي في ملابسي وسرنا بجوار صف من الشجر حتي تمكنا من الصعود الي التبة، واضاف عبد القادر والدموع تنهمر من عينيه ان مايقرب من 6 افراد من جيرانه لم يتمكنوا من الوصول الي تلك التبة نظرا لسرعة السيول وظلام الليل واغرقتهم المياه، ليجدهم في الصباح جثثا ملقاة في بقعة مياه تكونت من مياه السيول .
الشجرة انقذتني
عبد الرحمن صلاح (22عاما ) احد سكان قرية عفونة ومن اكثر السكان الذين تضرروا من السيول التي جرفت وحطمت كل شئ، قال عبد الرحمن بكلمات متقطعة انه كان يمتلك فدانا ونصفا، واقام علي جانبه منزلا صغيرا مكونا من غرفتين، يعيش فيه مع زوجته ورضيعته، حيث انه متزوج منذ عام واحد فقط، واضاف انه ارضه كانت مزروعة بصل، اضافة الي انه كان يخزن مايقرب من طنين من البصل منذ العام الماضي،وعندما جاء السيل جرف معه كل شئ حتي منزله واثاثه الجديد، وقال عبد الرحمن وهويلوح برأسه الي الاعلي محاولا تذكر تلك الليلة الكبيسة، انه مهما وصف ما عاشه في تلك الليلة فلن يستطيع نقل شعوره وحالة الذعر التي عاشها واسرته ، مشيرا الي ان احد جيرانه يبعد عنه مسافة كيلومتر اتصل به واخبره ان يغادر منزله علي الفور والصعود الي اعلي التبة حيث ان السيول قادمة في اتجاه المكان الذي يعيش فيه، وفي اقل من دقائق حمل عبد الرحمن طفلته الرضيعة وامسك بيد زوجته وحين شرع في فتح باب المنزل كانت المياه قد اقتحمت المنزل حتي وصل ارتفاعها الي مايقرب من متر ونصف، فلم يمكن من السير وسط السيول التي لم تترك منزلا اوحيوانا اوزراعة الا وقضت عليها، وما انقذه انه قام بالصعود واسرته الي اعلي شجرة تبعد عن منزله بعشرة امتار تقريبا بعدما فشل في الوصول الي اعلي التبة، وظلوا جميعا فوق تلك الشجرة لمدة 5 ساعات حتي وضح النهار وتوقفت الامطار ونجح في الوصل الي اعلي التبة.
أزمة نفسية
ياسين صلاح علي (35سنة) احد اكثر سكان قرية عفونه تضررا، لم يتوقف عن الضحك منذ الليلة المشئومة حتي لا ينهار نفسيا علي حد قوله، بعد ان اصيبت زوجته وطفلاه بأزمة نفسية من هول ما رأوه في تلك الليلة، ويتوجه بهم يوميا الي مستشفي مركز بدر بمحافظة البحيرة محل اقامة اسرة زوجته للعلاج، حيث يعاني ولداه من تبول لا ارادي ويستيقظان في منتصف الليل تنتابهما حالة من البكاء كلما حلما بتلك الليلة، قال ياسين انه كان يمتلك فدانا وربع مزروعا باذنجان وفلفل وقضت عليهم السيول، واضاف انه لم يستطع ان يترك مكانه وارضه، مشيرا إلي انه باع كل ما يملك من اجل شراء هذا الفدان وزراعته والعيش منه ، لكنها ارادة الله عز جل هومن أعطي وهومن أخذ.
في مهب الريح
رغم تماسكه قبل حديثنا معه، إلا انه حين بدأ بالكلام غلبته دموعه قائلا: كان عندي 7 فدادين وبقرة وخرفان... وكله راح « هكذا لخص احمد محمود شلبي (30سنة) احد السكان المتضررين خسارته جراء هذه السيول التي لم تبق علي الاخضر واليابس، واضاف : كنت زارع بصل وقمح وبرسيم، وبعد السيول معرفتش حتي احدد حدود ارضي، حتي البيارة اتردمت واصبح الطمي فوقها علي ارتفاع 3 متر،وكان عندي بقرة وعجلها و5 خرفان معرفتش انقذهم ونفقوا «، وقال احمد ان وقت هطول الامطار وانجراف السيول لم يفكر في شئ سوي انقاذ زوجته وولديه، حيث فوجئ بالمياه تحيط منزله في دقائق، إلا ان ارتفاع المياه وقتها كان منخفضا فاسرع واسرته الي اعلي التبة ، وفي الصباح لم اتمكن من الوصول الي منزلي الذي ضاعت معالمه تماما وكذلك ارضه .
رزقي الوحيد
اما محسن محمود سعد (38سنة) وازمته مع السيول، فقد بدأ كلامه : الحمد لله قبل اي شئ ربنا نجاني واولادي، وربنا يعوض علينا،ولولا التبة المرتفعة الموجودة بالقرية لما نجي احد من سكان البلدة، خاصة الذين يقيمون في اخر القرية التي تقع في منخفض وتحيطها مناطق مرتفعة، واضاف محسن انه كان يمتلك 7 افدنة مزروعة قمح وبصل ورمان وجاءت السيول واخذت هذه الزراعات معها، وكذلك بقرة وعجل نفقا ،فضلا عن انهيار سقف المنزل بينما بقيت حوائطه، ورغم كل هذا وضياع كل ما يملك الا انه لم يستطع ترك مكانه، فقط باع كل ما يملك في بلدته بعزبة شبرا التابعة لمركز دمنهور من اجل شراء الارض ويستقر فيها ويعيش من خيرها، فهي مصدر رزقه الوحيد، حتي انه نقل اولاده الي اقرب مدرسة بهذه المنطقة والتي تبعد مسافة 10 كيلومترات عن المنزل.
ربنا يعوض
توفي زوجها منذ عامين وتركها مع اولادها الثلاثة، بعد انتقالهم من بلدتهم بدست الاشراف بمركز كوم حمادة الي قرية عفونه والاستقرار فيها، حيث قام الزوج قبل وفاته ببيع كل ما يملك واشتري 5 افدنة بالقرية وعاشوا فيها منذ اكثر 7 سنوات، وبعد وفاة الزوج قررت الزوجة وتدعي سحر محمد عامر مواصلة حياتها بالقرية مع اولادها وظلوا يزرعون ويخدمون الارض بأنفسهم، وكانت مصدر رزق لهم جميعا، الي ان جاءت السيول وقضت علي كل شئ، وقالت سحر ان الله كتب لها ولأولادها الحياة، حيث سافرت واولادها في صباح نفس اليوم الذي شهدت فيه القرية السيول الي بلدتها بكوم حمادة لزيارة اهلها،وعندما عادت بعد يوم من الكارثة لم تتمكن حتي الان من الوصول الي منزلها وارضها بعد ان ضيعت السيول معالم المنطقة بالكامل بما فيها ارضها وشبكة التنقيط وعدة اطنان من البصل كان في مخزن المنزل، حيث لم يتبقي شئ في مكانه لتجرفها السيول الي مسافات تصل لعدة كيلومترات،وأنهت سحر حديثها بأنها لا تملك سوي الدعاء بأن يعوضها الله عز وجل ما خسرته من اجل اولادها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.