استيقظ أهالى قرية عفونة، التابعة لوادي النطرون بمحافظة البحيرة، على كارثة بيئية، بعدما كشرت الطبيعة عن أنيابها، وأخذت السيول منازلهم إلى الهاوية، مخلفة 9 ضحايا من أبناء القرية ماتوا غرقا وتحت أنقاض منازلهم. شاركت «البديل» أهالى الضحايا مأساتهم، يقول عبد الله أبو بكر، مزارع: "أسكن في منزل مكون من 3 غرف مسقوف بالقش والبوص، ومع بداية الكارثة، شاهدت برقا ورعدا وسيولا أغرقت المنزل، فحملت أبنائي بسرعة واستعنت بالبطاطين لتكون مكانا مرتفعا يجلس فوقه الأبناء حتى لا تغمرهم المياه، وبعدها خرجت بصحبة زوجتي وأبنائي وسط المياه هربا من الموت تحت أنقاض المنزل، وخسرت كل ما أملك ولم يعد لي شيئا" وبدموع لا تتوقف، قالت سعيدة عبد الفضيل، التي فقدت ابنتها ولا تعرف عنها شيئا حتى الآن: "بدأت الأمطار تتساقط بشكل خفيف لمدة ساعتين، وفجأة انفتحت السماء وحاصرتنا المياه من كل جانب، فأسرعت إلي بناتى واحتضنتهم بعد أن أيقظتهم، وحاولت الخروج من المنزل وابنتي الصغيرة علي كتفي وتعثرت فجأة حتى سقطت وجرفتها المياه ولم أعثر عليها وسط الظلام وصرخات بناتي، وخرجنا وسط المياه التي ارتفعت إلي مترين وجرفت معها كل مانملك، وذهبنا إلي الإيواء، وفي الصباح الباكر، ذهب زوجى ومعه جيراننا إلي القرية للبحث عن طفلتي، المختفية حتى الآن". وفى مستشفي جراحات اليوم الواحد بوادى النطرون حيث يقيم عدد من المتضررين، تروى جمالات بلتاجي 55 سنة، ربة منزل: "أقيم بمنزلي المسقوف بالبوص والقش، وفوجئنا بسقوط الأمطار بشكل مخيف وسحبتني المياه إلي خارج المنزل، لكن زوجي تمكن من إمساك يدي وتعلقنا بأحد الأعمدة، وجاء ابني الذي يسكن في منزل مجاور لنا وحملنا وأدخلنا من شباك المنزل". وتقول ملكة محمد مليجي 50 سنة، ربة منزل:"أنا مطلقة وأقيم مع أبنائي الأربعة في منزل بالقرب من الطريق الصحراوي وأرتزق من عشه أعمل فيها الشاي للسائقين، وفي ليلة الكارثة تركني أبنائي لحضور احتفالات مولد إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق، وعند سقوط الأمطار واقتحام المياه لمنزلي وقبل انهيار المنزل المسقوف بالقش والخشب، قفزت من الشباك، وصارعت الأمطار قبل أن تجرفني، ووصلت المستشفي في حالة سيئة، والآن لم أعد أملك شيئا بعد سقوط المنزل الذي أعيش فيه أنا وأولادي".