في خطابه العلني الأول منذ الانتكاسة التي مني بها حزبه في الانتخابات دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحزاب السياسية إلي تشكيل حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن. وقال أردوغان الذي خسر حزبه العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة في البرلمان إن نتائج الانتخابات «هي مشيئة الله وعلي الجميع احترام رغبة الأمة» وأضاف «علي الجميع أن يضعوا مصلحتهم الشخصية جانبا ويشكلوا حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن في إطار العملية الدستورية». وأعرب أردوغان الذي كان يأمل في الحفاظ علي أغلبية تمكنه من إجراء تعديلات دستورية تمنحه صلاحيات واسعة عن أمله في أن تفضل الأحزاب السياسية «الحل بدلا من الأزمة» وقال في كلمته خلال حفل تسليم الشهادات لخريجين أجانب في مقر غرفة التجارة في أنقرة «لا يمكننا أن نترك تركيا بدون حكومة بدون رأس.. من يحرمون تركيا من حكومة سيدفعون ثمن ذلك». واتهم أردوغان الغرب بقصف العرب والتركمان في سوريا وبدعم جماعات كردية «إرهابية». في المقابل أعرب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن استعداده لقبول جميع الخيارات المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية بشرط ألا تضم حزب العدالة والتنمية الحاكم. وحث زعيم الحزب صلاح الدين دمرتاش الرئيس التركي علي عدم تخطي صلاحياته الدستورية. وقال دمرتاش إن» إدخال تركيا في نقاشات عن انتخابات مبكرة لن يجدي نفعا.. نعتقد أنه يتعين علي تركيا أن تمضي في طريقها لتشكيل ائتلاف». وأشار دمرتاش إلي أن زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون منذ 1997 عبدالله أوجلان مستعد لإطلاق دعوة لإلقاء السلاح وإن عملية السلام مع الأكراد يجب أن تسير بخطي أسرع. من جهة أخري قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن التاريخ أظهر عدم ملاءمة الحكومات الائتلافية لتركيا لكنه أوضح أن حزب العدالة والتنمية مستعد لجميع الاحتمالات مؤكدا أنه «إذا وضعت الأحزاب الأخري عراقيل ولم تتوصل إلي حل سنلجأ مجددا إلي الشعب» في إشارة إلي تنظيم انتخابات مبكرة. من جانب آخر اندلعت اشتباكات في حي «اوك ميداني» وسط اسطنبول بين ملثمين مجهولي الهوية أشعلوا النيران وسط الشوارع وقوات الشرطة التي طاردتهم واستخدمت كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع.