غدا تحل الذكري ال 41 لحرب اكتوبر المجيدة باعتبارها واحدة من اكبر واوسع الملاحم البطولية في التاريخ القديم والمعاصر التي خاضها الجيش المصري ومن ورائه الشعب المصري بل والامة العربية ضد العدو الاسرائيلي لاستعادة الارض والحقوق التي اغتصبها اليهود في يونيو حزيران 1967. وقبل كل شيء لابد وان نشير إلي ما افرزته حرب اكتوبر في ظروف صحية واعادة الثقة للمصريين ولامتهم العربية ف «حرب اكتوبر» لم تحقق النصر فقط علي العدو الاسرائيلي بل اسقطت النعرات والغطرسة التي كان تحوي قدرا ضخما من السفسطة لاظهار العدو بمظهر القوة التي لا تقهر، فدعاة الكيان الصهيوني كانوا يتباهون بقوة جيشهم وتسليحه حتي وصل الامر وبميزرا وايزمان مدير عمليات المخابرات الاسرائيلية عقب النكسة يقول. لقد كان لدينا منذ البداية خطة لكل شيء حتي الاستيلاء علي القضب الشمالي، فجاءت حرب اكتوبر لتكشف علي اية حال ان هذا الجيش قد افتضح امره علي يد جنود مصر البواسل ولولا مساعدة امريكا لكان في طريقه إلي الزوال، كما ان اجواء المعركة وعلي عكس جميع التوقعات اظهر المصريون خلالها وحدة اعظم من اي وقت مضي وتوارت خلافاتهم امام مظهر التضامن العظيم اثناء الحرب وبعدها وساهمت تلك الاجواء في تجذير الوحدة الوطنية ومد جبهتنا الداخلية بعوامل وشروط القوة وازالت كل الشكوك وتراكمات الماضي التي كانت اسرائيل وحلفاؤها وقوي الشر تراهن عليها وتقف وراء اثارتها ومحاولاتهم اللئيمة زرع الشكوك في نفس كل مصري من قوة جيشنا الوطني مستهدفة بذلك النيل من وحدتنا وجبهتنا الداخلية، نعم حرب اكتوبر اعطت وثيقة عالية الاهمية لواقع تعمق الوحدة الوطنية من خلال ما لمسناه من وقفة مشرفة وشجاعة وواعية لابناء مصر دون استثناء ووقوفهم كرحل واحد علي طول جبهات القتال وفي كل ربوع مصر من خلال وجودهم في القوات المسلحة ومن خلال دعوات الاحتياط او من خلال الدور المجيد الذي نهض به باقي افراد الامة حيث الوقوف خلف قواته المسلحة كظهير امين وقوي لها حتي تحقق النصر، وبهذا التلاحم بين الشعب وقواته المسلحة تمكن جيشنا المفعم بالثقة من اعادة ارضنا وحقوقنا من ايدي الصهاينة وازال اثار النكسة ومع حلول تلك الذكري العظيمة لانتصارات اكتوبر نتوجه بتحية الاجلال والاكبار لهؤلاء الابطال الذين يحمون الوطن عن شرف وكرامة الامة والمجد والخلود لشهدائنا الابرار.