وتبقي حرب أكتوبر المجيدة - العاشر من رمضان - صفحة مشرقة ومشرفة في التاريخ الحديث لمصر وسوريا والأمة العربية، وانجازا عسكريا كبيرا لمصر قيادة وجيشا وشعبا، وستظل نبراسا يضيء الطريق لكل الشعوب الحرة التي تدافع عن وجودها وبقائها وحقوقها والتي تناضل وتكافح وتقاوم وتصمد في مواجهة التحديات والاخطار من اجل امنها وحريتها واستقلالها وحقها في الحياة الحرة الكريمة. ما من شك في ان نكسة يونيو »حزيران« 7691 كانت فظيعة وقاسية جدا علي نفوس المصريين والسوريين والاردنيين والفلسطينيين وكل العرب، وكان لابد من تحرك عربي واتخاذ موقف حازم ورد فعل عملي يتناسب مع فظاعة النكسة ومحاول ازالة العدوان الاسرائيلي الغاشم.. فكان قرار مصر بمحاربة اسرائيل بالاشتراك مع سوريا. وكان نجاح الجيش المصري الباسل في تحطيم خط بارليف الحصين، وعبور قناة السويس واجتياز كل المواقع العسكرية الاسرائيلية بنجاح خطوة عملية ايجابية علي الطريق الصحيح اعادت للمقاتل المصري والعربي الثقة بنفسه ومقدرته علي مواجهة جيش الاحتلال الاسرائيلي، وتلقينه درسا قاسيا جدا مما أدخل السعادة في قلوب ملايين العرب. كان من أهم عوامل نجاح حرب اكتوبر العمل والاعداد والتحضير الجيد في صمت والتنسيق مع سوريا، وتحديد ساعة الصفر، واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة من اجل مباغتة جيش الاحتلال الاسرائيلي ومفاجأته.. وكان لهول المفاجأة انها احدثت صدمة عنيفة جدا للسياسيين والعسكريين الاسرائيليي افقدتهم صوابهم والقدرة علي مواجهة الموقف فأخذوا يصرخون ويستغيثون بالولايات المتحدةالامريكية لقد كان بالفعل درسا قاسيا جدا علي نفوس القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية بمقدار قسوة النكسة. ومع حلول الذكري 73 لحرب اكتوبر المجيدة نذكر بكل العرفان والاكبار الرئيس أنور السادات صاحب قرار العبور، كما نذكر الرئيس حسني مبارك صاحب الضربة الأولي، ونقف وقفة تحية واحترام واجلال واكبار لكل القادة والضباط والجنود الذين شاركوا في حرب اكتوبر المجيدة وساهموا في صنع النصر سواء منهم من استشهدوا ورووا بدمائهم الزكية رمال سيناء والذين مازالوا علي قيد الحياة يواصلون العطاء.