سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
»فتي عرفات المدلل« من الفشل إلي مستشار أبوظبي لضرب مصر الكشف قريبا عن وثائق تثبت تورط محمد دحلان في أحداث سيناء
تم إقالته من گل مناصبه في السلطة الفلسطينية فعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي
محمد دحلان لم يكن غريبا أن يتردد اسم محمد دحلان القيادي السابق في حركة فتح ووزير الداخلية الفلسطيني في حكومة محمود عباس ورئيس الأمن الوقائي في غزة في زمن ياسر عرفات خلال الأسابيع الماضية..ووصل الأمر لاتهامه من كثير من المراقبين بأنه قد يكون متورطا عبر رجاله في عملية اختطاف الجنود المصريين السبعة الذين تم تحريرهم أول أمس بشكل مباشر أو باختراق الجماعات الجهادية المخترقة أصلا من اجهزة الامن الاسرائيلية، أو حتي في استشهاد ال16 جندياً علي منفذ رفح في رمضان الماضي..خاصة أن تاريخ محمد دحلان يكشف عن حجم العداء لحركة حماس بدأ بعد أن أصبح الحاكم بأمره في قطاع غزة بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 وعودة ياسر عرفات إلي الأراضي الفلسطينية وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية. عندما قام الزعيم الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بتعيينه مسئول الأمن الوقائي في قطاع غزة علي ان يتولي جبريل الرجوب مسئولية القطاع في الضفة الغربية..يومها قام بتعذيب عدد من قيادات حماس وكوادرها في قطاع غزة وأسهم في تسهيل عمليات اغتيال من قبل اسرائيل لقيادات حماس في غزة ، خاصة انه تم اكتشاف قدراته الأمنية وتبنته ودعمته كل من واشنطن وتل أبيب لدرجة ان الكل مازال يتذكر ماقاله الرئيس الأمريكي بل كلينتون له في مباحثات كامب ديفيد عام 2000 في وجود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مشيدا به وبقدراته، مؤكدا انه مشروع قائد كبير للفلسطينيين في المستقبل ، بالإضافة إلي ماقام به الرئيس جورج بوش الابن أثناء زيارة له لمدينة شرم الشيخ لحضور قمة دولية عقدت هناك في عام 2003 حيث طلبه بالاسم لمصافحته ، مما يعكس حجم المكانة التي يتمتع بها لدي الادارة الامريكية ، ويضاف الي ذلك علاقته مع الأجهزة الأمنية الاسرائيلية سواء "الشاباك" والموساد من خلال التنسيق الأمني المشترك والمتواصل منذ دخول السلطة الوطنية الفلسطينية.لدرجة ان هناك من يتهمه بالتورط في قتل أبو عمار بالتنسيق مع اسرائيل. استمر الصراع بين دحلان وحركة حماس وزادت وتيرته بعد النجاح الساحق للحركة في الفوز بالانتخابات البرلمانية عام 2006 وتولي اسماعيل هنية رئاسة الوزراء..وكان دحلان ورجاله في غزة وراء استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني والدخول في مواجهات عسكرية بين عناصر الأمن الوطني ورجال دحلان وبين القوة التنفيذية التي شكلتها حماس بعد فوزها لتكون بديلا للأمن الوقائي ، مما دعا حماس إلي إنهاء هذا الوضع لصالحها في منتصف عام 2007 وفرض سيطرتها علي القطاع وطرد مجموعات من رجال دحلان من غزة. وقد ساعد علي زيادة دور محمد دحلان وأهميته في الفترة ما بعد أن ثورة 25 يناير انه ظل حريصا علي الثأر من حماس، خاصة بعد استطاع تيار الاسلام السياسي وجماعة الاخوان المسلمين الفوز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر فوجد ان الفرصة سانحة للتأثير علي الساحة المصرية مستغلا علاقاته المتشعبة مع كل الأجهزة الأمنية في أمريكا واسرائيل. استثمر دحلان قدراته الأمنية وعلاقاته المتشعبة وحجما من الأموال يقدر بالملايين في محاولة التأثير علي الاستقرار الأمني في مصر، وهو بذلك "يضرب عصفورين بحجر واحد" الأول حماس، ولم ينس ابدا ثأره منها بعد أن أسهمت حماس في انسداد الأفق السياسي أمامه وتراجع أسهمه لتولي رئاسة السلطة الوطنية بعد طرده من غزة ومن كل الهيئات التي كان عضوا بها ، خاصة المجلس الثوري لحركة فتح ، بعد خلافات شديدة مع السلطة واتهامات بالفساد السياسي والحصول علي أموال محرمة كانت تتبع السلطة الوطنية الفلسطينية. أما "العصفور الثاني" فهو مقاومة مد تيار الاسلام السياسي والاخوان المسلمين في مصر ، حيث استثمر مخاوف بعض دول الخليج من ذلك وعرض خدماته عليها مثلما فعل مع العقيد معمر القذافي ، وكان له دور مهم في ترطيب الأجواء بين ليبيا في زمن القذافي وأجهزة صنع القرار في واشنطن. ووفقا لمصادر عديدة ومؤكدة أنه يعمل مستشاراً للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي في الآونة الأخيرة بعد الدور الذي بدأت تلعبه الامارات في الدخول في مواجهة علنية مع مصر وجماعة الاخوان المسلمين. ويذكر ان علاقات دحلان مع دولة أبو ظبي ليست جديدة وممتدة منذ سنوات ، حيث يحصل منها علي عدة ملايين من الدولارات ، سبق ان سألته عنها فلم ينف ذلك، وقال انه يستثمرها في تقديم مساعدات علاجية وتعليمية وإنسانية للعديد من الفلسطينيين في الدول العربية. ويقوم محمد دحلان بالتنسيق مع رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان بالاضافة الي أحمد شفيق المرشح الرئاسي في مصر، في توفير الدعم المالي لكثير من النشاطات المناوئة للحكومة المصرية. اختار محمد دحلان منطقة سيناء مسرحا لعمليات أنصاره لسهولة إقامتهم - كمعظم الفلسطينيين - في مدن شمال سيناء، بالاضافة الي قدرة رجاله علي اختراق الجماعات الجهادية الموجودة في سيناء بالتنسيق مع الموساد والشاباك لتحقيق عدة أهداف منها: خلق حالة من التوتر في سيناء عن طريق القيام بعمليات ارهابية ضد منشآت الشرطة والأجهزة الأمنية والذي يصب في مصلحة مطالب اسرائيل من مصر بالمشاركة في العمليات ضد الارهابيين في سيناء، وهو ما ترفضه مصر رفضا باتا، بالاضافة الي محاولة ارباك الوضع السياسي في مصر بصفة عامة، وانهاك الجيش المصري في عمليات مكافحة الجماعات التكفيرية في سيناء، وكذلك تشويه حركة حماس وتحميلها مسئولية كل مايجري في شبه جزيرة سيناء من عمليات هم بكل المقاييس بعيدون عنها. وقد ذكر القيادي الفلسطيني الدكتور محمود الزهار بأن المنطق والعقل لايقبل بأن تكون حماس وراء أي عمليات ضد الحكومة المصرية او تساعد علي احراجها، وقال: "لم نفعل ذلك في زمن النظام السابق الذي كان يكن لنا عداء شديدا، فهل نفعله مع حكومة ذات انتماء إسلامي" وقد أكدت مصادر فلسطينية ل»الأخبار« ان الأيام القادمة ستكشف عن معلومات أكبر لدور دحلان في إحداث حالة عدم استقرار في مصر، ومسئوليته عن أحداث رفح وسيناء، خاصة بعد ان استطاعت حماس القبض علي قيادات من أنصاره السابقين وتم التحقيق معهم، والحصول منهم علي اعترافات كاملة عن كل تلك العمليات.