لم تعجبني الطريقة التي ثار فيها معظم السادة نواب مجلس الشعب علي د. حاتم الجبلي وزير الصحة والتي ظهر فيها تقصد شخصي ضد الوزير الذي تجرأ ووقف أمام تجاوزات الكثيرين منهم في موضوع العلاج علي نفقة الدولة وقد بلغ غضب النواب مداه الأقصي تحت قبة البرلمان عند مناقشة قضية العلاج علي نفقة الدولة عندما لاحظوا غياب الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة عن إجتماع لجنة الصحة مع أن الوزير كان في ذلك الوقت مرتبطا بحضور إجتماع مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر المصري برئاسة السيدة سوزان مبارك بالمجلس وقد طالب بعض النواب بسحب الثقة من وزير الصحة لأنه كما قالوا فقد الثقة والإعتبار لمخالفته أحكام الدستور حينما قصر في توفير العلاج للمواطنين ومع أن د. مفيد شهاب وزير الشئون التشريعية والمجالس النيابية تدخل في الحوار وأكد ان الحكومة حريصة علي توفير العلاج علي نفقة الدولة لمصلحة الفقراء ومحدودي الدخل وأكد ان هذا النظام سيستمر لكن ثورة وهياج النواب استمر علي د. مفيد شهاب وتدخل د. أحمد فتحي سرور وقرر دعوة لجنة الشئون الصحية الي إجتماع عاجل يرأسه هو ويحضره د. مفيد شهاب ود. يوسف بطرس غالي وزير المالية لبحث هذا الموضوع من جميع جوانبه ويحافظ علي حق المواطن وحق الدولة في حماية المال العام وحق الحكومة في وضع الضوابط التي تكفل ترشيد استخدام الاعتمادات المقررة لعلاج للمواطنين وكان مقررا لهذا الاجتماع ان يتم اليوم السبت وكان كثير من النواب ينوي ان يستغله للتطاول علي الحكومة وعلي وزير الصحة اكثر واكثر خاصة وان موعد الإنتخابات قد قرب وكان الكثير منهم يريد ان تكون هذه الجلسة وما سيفعله فيها بكلام مرسل يدغدغ مشاعر المواطنين بمثابة بوابة العبور له في الإنتخابات القادمة - لكن تم إلغاء هذا الاجتماع أو تأجيله لموعد آخر. ومع أن الوزير أكد بعد ذلك أن وزارته لا يمكن أن توفر في موازنة العلاج علي نفقة الدولة علي حساب حياة وصحة المرضي لكن هناك أولية في علاج الأمراض الخطيرة والمستعصية والمزمنة والتي لها تأثير علي حياة المرضي - وأن حقيقة ما أثير ان الوزارة قد وفرت مبلغ مليار و80 مليون جنيه هو ان هذا المبلغ كان يتم إنفاقه خارج الموازنة المحددة للعلاج علي نفقة الدولة وتم توفيره بعد صدور القواعد والضوابط المنظمة منذ شهر فبراير الماضي - واكد أن زيادة مخصصات العلاج علي نفقة الدولة ليست بيديه وطبقا للموازنة فالمحدد له هو مليار و500 مليون جنيه أي بمعدل 5 ملايين جنيه يوميا إلا ان تجاوزات بعض النواب وسوء إستخدامهم لقرارات العلاج علي نفقة الدولة ساهم في رفع المديونيات بصورة رهيبة مازالت وزارة الصحة تعاني من آثارها حتي الان نعم هذه هي الحقيقة يانواب الشعب أقولها ليس دفاعا عن وزير الصحة الذي لم ألتق به سوي مرة واحدة في حياتي لأن الوزير ليس لديه مال قارون ويخفيه أو يحرم المواطن من الإستفادة منه في العلاج - فالدولة أعطته مبلغا لا يصل الي سدس ما يحتاجه وطلبت منه التصرف فماذا يفعل هو أو أي إنسان مكانه؟ يانواب الشعب أرجو ان يكون هجومكم علي أي مسئول أورقابتكم للحكومة من أجل الله والوطن وليس لأن الوزير وقف أمام تجاوزات كثير من نواب الشعب في قرارات العلاج التي كانوا يحصلون عليها لأبناء دوائرهم دون ان يستطيع غير القادر الوصول لسيادة النائب - وأن تجعلوا من يحصل علي هذه القرارات في حدود المقرر لهذا المشروع من أموال هو ما يعاني بالفعل من أمراض خطيرة ومزمنة وليس لأمراض بسيطة خاصة بأقارب ومحاسيب سيادة النائب أيها النواب.. قضية الصحة في مصر أخطر بكثير من ذلك وأرجو أن تبذلوا الجهد حتي يصدر قانون التأمين الصحي الشامل لكي يتمتع بالرعاية الصحية كافة المواطنين وأن تهتموا بمواجهة أخطر مرض يهدد شباب مصر الان ويدمر كبدها وهو الإلتهاب الكبدي الفيروسي »سي« الذي أصبح يصيب اكثر من 8 ملايين فرد في مصر وأصبحت مصر بسببه بها أعلي نسبة إصابة في العالم - وأن تهتموا بتوفير الصرف الصحي في قري ونجوع دوائركم لأن عدم وجوده يساهم بشكل كبير في زيادة هذه الامراض - ولا تجعلوا مصالحكم الشخصية هي التي تحرككم تجاه قضية عامة بالصورة التي شاهدتها منكم في الأيام الماضية.