أعلن الرئيس محمد مرسي في خطابه امس عن زراعة204 آلاف فدان قمح كزيادة للمساحة المزروعة هذا العام لتتعدي المساحة المزروعة قمحا3 ملايين فدان. فهل سيسهم ذلك في حل مشكلة الخبز في مصر ؟ وماهو رأي خبراء الاقتصاد الزراعي حيال هذا الامر ؟ في البداية يقول الدكتور حمدي الصوالحي خبير الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث ان زيادة النسبة بهذا القدر لا تحقق الامل المرجو من حل ازمة القمح في مصر الا اذا توالت هذه الزيادة بشكل سنوي لمدة10 سنوات مقبلة وذلك لان زيادة204 آلاف فدان ستحقق زيادة تقدر بنصف مليون طن حيث تقدر إنتاجية الفدان ب2.7 طن قمح للفدان الواحد وبضرب هذه النسبة في200 الف فدان سيكون الناتج500 الف طن زيادة من إنتاج مصر في القمح لتتخطي النسبة التي هو عليها الآن من9 ملايين طن قمح إلي9.5 مليون طن. وأضاف الصوالحي ان نسبة الاستهلاك تتخطي ال14 مليون طن سنويا لهذا تلجأ الحكومة إلي استيراد نحو7 ملايين طن منها حتي تحل ازمة رغيف الخبز وبهذا تدفع الحكومة نحو1.6 مليار دولار تقريبا ثمنا لل7 ملايين طن المستوردة. وأكد علي اتباع خطوات مهمة لحل ازمة الخبز وأولها: الالتفات الي زراعات القمح بالمساحات الكبيرة في الأراضي المعروفة من شرق العوينات وتوشكي والنوبارية والوادي الجديد علي ان يتم منح الأراضي للشركات المصرية وليس للمستثمرين لان المستثمر يحتاج الي عائد كبير وسريع مما يجعله يزرع الاراضي التي يحصل عليها بالخضراوات. ودعا الصوالحي الي تبني الدولة سياسة زراعة الاصناف العالية الانتاجية فمن المعروف ان متوسط انتاج الفدان نحو17 إردبا تقريبا ولكن هناك اصنافا تزرع في اماكن كثيرة تجعل انتاجية الفدان تتخطي ال25 اردب اللفدان الواحد وهذه الاصناف موجودة بوزارة الزراعة لكن للأسف لاتوزع علي الفلاح في موسم زراعة القمح او لايجدها الفلاح علاوة علي ارتفاع سعرها مما يضطره الي زراعة القمح من التقاوي التي زرع منها العام السابق مؤكدا حل مشكلة دعم القمح من خلال تحويله إلي دعم نقدي وتحسين صناعة رغيف الخبز حتي يصبح الرغيف في حجمه المطلوب لسد الفجوة الموجودة. ويضيف المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بوزارة الزراعة ان المساحة المزروعة بالقمح زادت فعليا بعد الثورة حيث وصلنا طبقا للاحصائيات الي3 ملايين و60 ألف فدان بعد ان كان المتوسط السنوي السابق بين2.6 و2.8 فدان لهذا فإن زراعة200 الف فدان زيادة شيء جيد ولكن ليس حلا للمشكلة لأننا ننتج9 ملايين طنا سنويا يورد منها ما بين2.8 و3.5 مليون طن سنويا وباقي ال9 ملايين يضيع علي الدولة لعدم توافر السعات التخزينية من الصوامع والمخازن التي يحفظ بها القمح ولهذا لايورد العجز لا يورد الا بالنسب االسابقة فقط مما يجعل الفلاحين والمزارعين يستغلون القمح غير المورد كعلف للمواشي والدواجن وغيرها من الاستخدامات العشوائية التي تعد سلوكيات خاطئة أسهمت في حدوث مشكلة الخبز في مصر. واشار معوض إلي ان طرح الرئيس جيد وسيسهم في حل الازمة لكن بشرط ان يتوافق مع شيئين مهمين الاول إنشاء منظومة للصوامع التخزينية وذلك لاستيعاب كل الكميات التي يطرحها المزارعون للشراء مع الحفاظ عليها والشيء الآخر تدبير التمويل اللازم لعمليات الشراء. طبعا هذا مع توعية المواطن بتغيير سلوكياته بعدم استخدام الرغيف كعلف او غذاء للطيور مع تحسين مواصفاته. ويوضح الدكتور يحيي متولي أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث ان مصر تستورد الان نسبة تقارب نسبة المزروع من القمح لهذا فإن زيادة النسبة المزروعة فقط لاتكفي لحل ازمة القمح ورغيف الخبز ولكن يجب علي الحكومة ان تشجع الفلاح علي زراعة القمح من خلال رفع سعر توريده حتي يكون مغريا عن غيره من المحاصيل التي تنافسه في الزراعة لان سعر توريده غير المجزي يجعل الفلاح يعزف عن زراعته ولهذا فان كل دول العالم تشجع الفلاحين علي زراعة القمح برفع سعر توريده بحيث يكون اعلي في المنافسة من زراعة اصناف أخري تزرع في موسمه بكثرة مثل البرسيم. كذلك يجب علي الحكومة ان تخفض سعر تقاوي القمح الجيدة التي ترفع من انتاجيته لتكون في متناول الفلاح وحتي لا يضطر الي زراعته بالتقاوي البائتة او القديمة وذلك مع توفير آلات متطورة للحصد حتي لا يحدث فاقد الذي يتعدي ال10% من الإنتاج. وفي حال توافر ماسبق للفلاح مع زيادة المساحات المطروحة سيحدث اقبال علي زراعة القمح ويحدث الاكتفاء الذاتي وتنتهي مشاكل الخبز في مصر. ويري الدكتور خليل المالكي الخبير الزراعي ان أي مساحة مزروعة جديدة ستسهم في حل ازمة القمح والرغيف ولكن مع الأخذ في الحسبان ضرورة فتح المجال أمام الشركات وبنك الإئتمان الزراعي لبناء صوامع ومخازن جديدة للحفاظ علي القمح فيها مع أهمية تحسين حجم الرغيف نفسه من خلال الدراسات العلمية المجهزة لذلك. وفي حال توافر الصوامع مع تحسين الرغيف نستطيع ان نستعوض نسبة30% من هالك الأقماح والخبز وحينها تكون الزيادة التي اقترحها الرئيس مجزية بدرجة كبيرة وهناك فرصة حقيقية لزراعتها دون حدوث اي ضغوط في أثناء الزراعة.