علي الرغم من المشكلات اليومية لرغيف الخبز وارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية مما أرهق المواطن المصري البسيط.. إلا أن الدولة لم تستطع حل هذه الأزمات المتراكمة.. خاصة إذا علمنا طبقا لأقوال الخبراء الزراعيين أن30% من إنتاجية المحاصيل الزراعية في مصر يتم إهدارها بسبب سوء التخزين والنقل.. وهذا ما دعا خبراء مراكز البحوث الزراعية لتقديم روشتة علاج لتلك الأزمة. يقول الدكتور زيدان شهاب الدين بمركز البحوث الزراعية إن نقل وتعبئة وتخزين المحاصيل الزراعية في البلاد الأوروبية يتم أتوماتيكيا في شون ومضارب عدة لذلك لكن ما يحدث في مصر وهي بلد زراعي هو العكس فمحصول القمح الذي من المفترض أن نحافظ عليه نظرا لاستيراده أخيرا من عدة دول يتم إهداره بشكل مخز بدءا من جمعه بالأراضي الزراعية بعد حصاده حيث يظل عرضه في الأراضي للطيور التي تأتي علي نسبة لا بأس بها منه ناهيك عن طريقة تخزينه وتركه في شون ترابية تؤدي إلي الهبوط بمستوي المحصول وكذلك في الصوامع وساحات الشون. كما أن الفاقد الأكبر يكون أثناء النقل والتحميل والطحن في مطاحن القطاع العام والمخابز البلدية المدعمة. ويضيف الدكتور محمد أبو النصر خبير زراعي بمركز البحوث الزراعية قائلا إن محصول الأرز تم تحديد مساحة الأراضي المزروعة به وكان من الأولي أن نهتم بترشيد فقد المحصول ففاقد محصول الأرز حسب الدراسات يصل إلي40% منه أثناء عمليات النقل والتخزين ومنذ زراعته تقوم الطيور بالتغذي عليه مما يعد إهدارا للمياه التي نحاول ترشيد استهلاكها في ظل أزمة المياه الحالية علاوة علي العمليات البدائية في حصده بالميكنة التي لا تواكب الميكنات المتطورة عالميا وتركه لفترة طويلة بالأراضي الزراعية مما يعرضه للقوارض والحشرات والحيوانات. وتتعرض الشكائر للتمزيق بعد تعبئته أثناء إلقائه في ساحات الشون وكان سابقا يقوم الأطفال وطلاب المدارس بمطاردة تلك الطيور بالصافرات لكن الطيور لم تعد تخشي( خيال المآتة) الذي يتم وضعه في منتصف الحقل الزراعي. وأضاف: الكارثة أن الحكومة الحالية قد أطاحت بالبقية من آمال زراعي الأرز حيث تم رفع سعر قيمة طن الأرز إلي2000 جنيه دون أن يتم دعم الفلاح ماديا في تكاليف الزراعة سواء سعر التقاوي أو الأسمدة التي لم تعد موجودة بالجمعيات الزراعية ويتم بيعها بالسوق السوداء وكما عدنا إلي التصدير بعد توقف6 سنوات فكان من الأجدر بالحكومة أن تكفي حاجة الشعب أولا ولكن ما سيحدث هو غلاء أسعار الأرز الذي يعد طبقا أساسيا علي مائدة كل أسرة مصرية. وحذر من ثورة الجياع في ظل هذا الغلاء في المحاصيل الأساسية والتي يتم إهدارها بسبب عدم تطوير أدواتنا في النقل و التخزين موضحا أن معظم الفلاحين عزفوا عن البيع للحكومة بسبب انتشار الوسطاء والتجار للبيع لدول الخليج وبسعر أعلي من الحكومة إضافة إلي امتهان كرامة الفلاح والتاجر بالوقوف عدة أيام أمام المضارب لتوريد المحصول دون مجيب, فيما يؤكد الدكتور أحمد عبد السميع باحث زراعي أن محصول القطن هو الأقل إنتاجية والأكثر انخفاضا في معدلات الإنتاج بعد أن كنا نتميز عالميا بإنتاجه وأكثر ما يضر محصول القطن هو عمليات الجني البدائية وطريقة نقله للشون ناهيك عن تهالك ماكينات عزل قطن طويل التيلة التي تم إنتاجها في عهد عبد الناصر.