البحيرة من تامر عبد الرءوف:علي الرغم من المساحة الكبيرة المزروعة بمحصول القمح في محافظة البحيرة والتي تبلغ نحو325 ألف فدان يقدر انتاجها ب5.5 مليون أردب سنويا الا انها تفتقر الي الشون الصالحة لتخزين القمح مما يعرض كميات كبيرة من المحصول للفقد والتلف بسبب سوء التخزين والاصابة بالفطريات وغيرها. عن المشكلة يوضح المهندس جمعة جبريل رئيس الهيئة العامة للاصلاح الزراعي سابقا ان محافظة البحيرة تحتل المركز الثالث بين محافظات الجمهورية بعد الشرقية والمنيا في انتاج القمح حيث قام مزارعو البحيرة بتوريد أكثر من123 ألف طن من القمح خلال العام الماضي لشون بنك التنمية والائتمان الزراعي, ويكشف ان نسبة الفاقد في المحصول تصل أحيانا الي8% أي ما يعادل نحو9 آلاف طن وهي نسبة كبيرة ويشير إلي أن الفاقد يحدث خلال عمليات حصاد المحصول ويكون السبب في ذلك قلة أعداد ماكينات الحصاد وعدم توافر العمالة الزراعية اللازمة لضم القمح وانتظار المزارع دوره في الحصاد وتكون النتيجة بقاء القمح فترة طويلة في الحقول تحت أشعة الشمس الملتهبة خلال فصل الصيف وعليه تصبح حبوب القمح أكثر عرضة للانفراط من السنابل الأمر الذي يتسبب في اهدار كميات هائلة. ويوضح أن مصر كانت من أكثر الدول تضررا بأزمة ارتفاع أسعار الاقماح العالمية لاستيرادها كميات هائلة من القمح سنويا لسد الفجوة في الانتاج المحلي وهو ما يعني ان كل حبة قمح لها ثمن ويجب الحفاظ عليها ويشير الي مشكلة افتقار محافظة البحيرة للأماكن المعدة فنيا للتخزين سواء كانت الصوامع أو الشون المجهزه والمسقوفة ذات أرضيات الصالحة للتخزين مما يتسبب في زيادة الفاقد وتعرض الاقماح للتلف وانتشار الفطريات والقوارض من الفئران وغيرها فضلا عن ارتفاع نسبة الرطوبة, ويضيف أن هناك نسبة فاقد أخري تتمثل في استخدام القمح كعلف للماشيه ويؤكد أن وطأة الفاقد تقع علي كاهل المزارعين الذين يعانون تدني عائد المنتج الزراعي وارتفاع مستلزمات الانتاج ويطالب باستحداث أساليب حصاد وتسويق جديدة لتقليل نسبة الفاقد. ويقول محمد الجامع عضو مجلس محلي المحافظة: أنه علي الرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بمحصول القمح باعتباره المحصول الاستراتيجي وسعيها لزيادة الانتاج المحلي للحد من الاستيراد الخارجي, فإن الواقع يؤكد تعرض كميات هائلة من الاقماح للفقد والتلف في الشون خاصة خلال عمليات تفريغ أجولة البلاستيك المعبأة بالقمح واستبدالها بأخري من الخيش, ويشير إلي الارضيات الطينية للشون وترك القمح لفترات طويلة عرضة للطيور والقوارض ودهس عجلات الماكينات له أثناء أعمال التعبئة ناهيك عن الفاقد خلال عمليات النقل من حقول المزارعين إلي الشون ثم من الاخيرة إلي الصوامع والمطاحن ويؤكد حاجة محافظة البحيرة الملحة إلي تخصيص مساحات من الاراضي داخل زمام الجمعيات الكبيرة وانشاء شون حديثة عليها بدلا من شون بنك التنمية المهمله والتي تخلق بيئة مواتية لنمو مسببات الامراض. من جانبه يقول السيد محمد شعراوي محافظ البحيرة: ندرس في المحافظة فتح الباب أمام القطاع الخاص لانشاء صوامع جديدة لتخزين الغلال وتحديد الاماكن اللازمة لذلك والاتفاق علي الاطار القانوني اللازم مع وزارتي التضامن والزراعة لإنشاء شون جديدة لضمان تقليل الفاقد في أعمال التخزين والحفاظ علي المحصول.