رغم ان فكرة معرض البيت القديم للفنانة بسمة عبد العزيز كانت داخلها منذ طفولتها الا انها تري ان الفكرة لم تكن قد اكتملت ونضجت بعد لكي تفرض نفسها, فالأحداث والذكريات موجودة لكنها تظل غير ظاهرة وغير ناضجة حتي تظهر الصورة مرة واحد وتصبح ملحة هكذا تقول بسمة التي تعمل بالطب النفسي وعلاج ضحايا التعذيب وتكتب القصص غير انها لم تكتف بتلك الوسائط وغامرت بارتياد فضاء مختلف للتعبير عما بداخلها عبر لوحات يضمها معرضها الذي يستمر حتي يوم16 الجاري ويشمل34 لوحة تحمل حالة واحدة هي حضور البيت القديم. تقول بسمة: المعرض يحمل ذكرياتي مع جدتي ومفردات البيوت القديمة فهناك لوحة لسيدة تدق الهون الذي اختفي تقريبا من البيوت الحديثة. تدور اللوحات حول شخصيتين أساسيتين, الأولي سيدة كبيرة منحنية وهي الجدة والثانية لطفل صغير وغير واضح المعالم يحتمل ان يكون ولدا أو بنتا. وتوضح بسمة أن هناك قصدية في تجهيل جنسه ليكون العمل عن الانسان أيا كان جنسه المعرض كله هو منفذ للتعبير عن حرية الطفولة الأولي وتحرير العقل من القيود التي تفرض عليه مع تطور عمره كما تقول الفنانة. يلفت النظر ان مجموعة الألوان في المعرض واحدة هي الأخضر والبني والاصفر والطوبي ربما لأن المعرض له موضوع مركزي يرتبط بفكرة القدم لكن بسمة تكشف منطقها في اختيار الالوان قائلة: احساسي بها وبارتباطها بالفكرة كان قويا لأن البيت القديم مرتبط بوجود المساحات الخضراء والأرض الترابية بنية اللون أنجزت الفنانة معرضها علي مرحلتين حيث أنجز80% منه عام2009 ثم توقفت واستكملت الباقي في2010, كما استخدمت ثلاث خامات مختلفة في كل لوحة من ألوان الباستيل والأصباغ وأحيانا القلم الخشبي كذلك استخدمت ورقRECYCLED أي المعاد تدويره من ورق القمامة فظهرت أطرافه غير متساوية واعطي للوحة دلالات جديدة بحسب بسمة التي تؤكد أنها قررت استخدامه لأنه خامة جديدة وسميكة أعطتها احساسا بالقدم تجذب النظر في المعرض لوحة الإنتظار فهي لفتاة تنتظر امام باب موصود وتقول بسمة هذه اللوحة رسمتها بعد وفاة جدتي وتؤكد أن لوحات المعرض مرسومة بانطباعها القديم وهي طفلة وليس بانطباعاتها الآن لذلك توجد في اللوحات أشياء خارج المقاييس الطبيعية مثل لوحة الفتاة والزهرية فتظهر الزهرية أكبر من الفتاة. أما لوحة اجتماع عائلي فتجمع في داخلها مشهدين منفصلين الأول لمجموعة من الأشخاص جالسين في حركة ثابتة كأنهم يشاهدون التليفزيون إذ يعبر المشهد عن الثابت وفي المشهد الآخر والذي يمثل التحرر من كل شيء فيصور جسدا عاريا يجلس علي منضدة في حالة من الفوضي ويمسك في يده نباتا وحوله أقلام وورق كتعبير عن فكرة الرجوع للفطرة. وهذه اللوحة تعتبرها بسمة محاولة لجمع المتناقضات, وتأكيد الحرية, أما لوحة بطرمنات ألوان فتعبر كما تشير الفنانة عن مرحلة بدايات الرسم والانخراط مع الألوان, أما لوحة مشهد ثلاثي فتتكون من ثلاثة مشاهد في لوحة واحدة رسمتها الفنانة في نفس التوقيت وأول مشهد يبرز اثنين في محاولة للتواصل, والثاني لإنسان منطو, والثالث لشخص يشاهد كل ما يحدث حوله في نوع من اللامبالاة وكان هدف بسمة من هذا هو عرض الحالات المختلفة للبشر. وبالإضافة إلي اللوحات كانت هناك قطع نحت بالمعرض قالت عنها بسمة النحت هوايتي الأولي فقبل التحاقي بكلية الطب كنت أتمني أن ألتحق بكلية الفنون الجميلة قسم نحت, فالرسم لم أتعمله, لكن النحت احتاج مني إلي معلم ليرشدني وأنا أخطو خطواتي الأولي وساعدني في ذلك الفنان صبري ناشد.