يعيش ما يقرب من20 ألف نسمة من أهالي قرية إهناسيا الخضراء ببني سويف محاصرين بالإهمال والحرمان فمياه الري والشرب لا تصل القرية كما أنهم محرومون من الري بالمياه الجوفية ومرفق الصرف الصحي, والوحدة الصحية والبيطرية ممنوع الاقتراب منها, حيث ان مياه الشرب لا تدخل البيوت إلا في فترة الليل فقط وبات الأهالي يتعلقون بأمل إعادة الحياة للأرض التي كانت خضراء ويشعرهم بآدميتهم في القرية. وأكد سعد محمد خليفة موظف بالمعاش أن مستأجري الأرض الزراعية يعانون أشد المعاناة من عدم توافر الأسمدة خاصة في ظل قيام أصحاب الأرض باستلام حصص الأسمدة بالسعر المدعم من الجمعية الزراعية وعدم إعطائه للمستأجر ويقومون ببيعه في السوق السوداء ولا يستطيع المزارع البسيط الشراء من السوق السوداء وهو ما يؤثر علي كمية المحصول وجودته, مطالبا بتغيير اللوائح التنظيمية الخاصة بتسليم السماد من الجمعية للمزارع الأصلي ليكون للمستأجر وذلك لكي يستطيع الفلاح دفع الإيجار الذي يصل إلي8 آلاف جنيه سنويا بالإضافة إلي دفع يوميات العمالة وتكلفة البذور, كما يجب توفير جركن بنزين بالجمعية أيضا لكل مزارع عند موعد دورة الري في كل قرية حتي يستطيع تشغيل ماكينات رفع المياه بدلا من شرائه بالسوق السوداء بأضعاف مضاعفة عن سعره الحقيقي. وأضاف محمد أحمد حسن مزارع: لا يقوم العاملون بالري بدورهم والخاص بفتح مجاري السقاية بالترعة الكبيرة فرع رقم واحد عند الدورة الزراعية كل10 أيام ويتجاهلون الفلاحين لمدة تزيد علي15 يوما وهو ما نعاني منه أشد المعاناه وكأن القائمين علي الري قائمون ضد مصلحة الفلاح والزراعة في مصر ونستعيض بذلك بدق ماكينات الري الارتوازي بباطن الأرض ونرفع المياه الجوفية المخلوطة بمياه الصرف الصحي لسقاية الأرض. وأكد محمد خلاف مزارع أن مياه الشرب تعمل بالقرية بنظام التنقيط في البيوت ولا أحد يستطيع استعمال المياه ولو في الدور الأرضي سوي بتركيب موتور رفع لها وعندما تحدثنا مرارا وتكرارا لشركة المياه يرد علينا المسئولون بأنهم يخشون زيادة ضخ المياه خوفا من انفجار المواسير. واشتكي كل أهالي القرية بلا استثناء من الوحدة الصحية المطورة التي تقبع علي أرض القرية دون أن ينظر لها مسئول الصحة بالمحافظة بتوفير طبيب أو مصل بها حيث فوجئ الأهرام المسائي عندما ذهب لتقصي حقيقة معاناة الأهالي مع وحدتهم الصحية التي لا يجدون بها سوي العامل ويضطرون لقطع عشرات الكيلو مترات للعلاج أو أخذ مصل لدغات الثعابين وجدنا الوحدة خاوية علي عروشها والطبيبة المسئولة عن النوبتجية بالوحدة غير متواجدة وعندما قمنا بالإلحاح في سؤال ممرضة الوحدة قالت إن الطبيبة ليست موجودة وأحضرت لنا كشف الحضور والانصراف وقالت إن الدكتورة قامت بتسجيل نفسها في كشوف الحضور ثم قامت بتكليف نفسها مرة أخري في مهمة كشف خارجي. من جانبه أكد الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة ببني سويف أننا لا ننكر وجود قلة من الأطباء يكتبون خط سير وهميا للهروب من العمل وتتم محاسبتهم وفق القانون ولكن أغلبية الأطباء يتواجدون بالوحدات الصحية ويؤدون عملهم بكفاءة في ساعات عملهم المقررة. وفيما يخص مشكلة الري بالقرية أوضح المهندس عبداللطيف خالد, مدير مديرية الري أنه يتم غلق المياه عشرة أيام وفتحها خمسة أيام وبالتالي فإن المواطن يروي مرة واحدة كل15 يوما ونحن ملتزمون بجداول المناوبات طبقا للمواعيد المقررة ولا تغلق المياه إلا بعد وصولها لآخر نقطة في أبعد فرع وتم إعطاء يوم زيادة لترعة إهناسيا الخضراء ليتمكن جميع الفلاحين من سقاية زراعتهم أما مشكلة ترعة العمدة وقيام الأهالي بالسقاية من تصافي الزراعات فإن هذه المشكلة تتبع لتطوير الري وأتصور أنه من المفروض التزام المزارعين بطرق الري المتطور التي قام بعملها تطوير الري وحين وجود أي مشكلة فعلي المزارعين التوجه لتفتيش تطوير الري في بني سويف الذي يتبع الإدارة العامة لتطوير الري بالمنيا. أما عن مشكلة ضعف مياه الشرب بالقرية فيقول العميد محمود طه رئيس قطاع التشغيل والصيانة( قطاع شمال) بشركة مياه الشرب والصرف الصحي أننا دائما نبحث عن زيادة ضغط المياه ولكن المشكلة أن النمو السكاني لا يواكبه نمو التغذية ونرصد كل عام العجز السكاني وندرس معدل الفرد من المياه لتنميته مضيفا أن مغذي محطة أبو سليم كان من المفترض أن ينتهي العمل به العام الماضي لتغطية الزيادة في الطلب علي المياه لمدة سبع سنوات بمركز بني سويف وتوابعه وكان التأخير بسبب ضعف الميزانيات أثناء أحداث الثورة ولكنه تم تخصيص اعتمادات في الميزانية الجديدة للمحطة وستنتهي في نهاية عام2013 لتغذي مركز بني سويف وتوابعه لتنتهي مشاكل ضعف المياه.