قال الشاعر العظيم البحتري أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا.. لكن حالنا الآن أبعد مايكون عن الضحك.. بل أتانا الربيع يترنح حزينا من الزيف حتي كاد ينفجر!! ولكم نشتاق إلي الربيع وأزهاره وبهجة ألوانه وخضر أشجاره التي هي هبة من الله عز جلاله.. أنها دعوة موسمية للبهجة والسرور للترويح عن النفس التي خلقها الله في كبد والإنسان الواعي هو الذي إما يخفف من أهوال الدنيا.. بصبره ورزانة عقله أو يزيدها مرارة وشقاء بعناده وتصلب رأيه وتمرد أهدافه المجنونة أحيانا!! ونحن أهل مصر نتجرع كأس الارتباك ونصر علي الوقوف في مفترق الطرق لتزيد توترنا وتنافرنا ولانتجاوب مع رشد الفكر ونلهث وراء تطرفة!! التفكك والانقسام يلويان ذراع مصر.. ويحجمان من انطلاقها ويجبرانها علي التشرذم و علي النظر في عدة اتجاهات وبالتالي تاهت نقطة البداية والسلامة. * جاء عيد شم النسيم.. عيد يحتفل به المصريون منذ عهد الفراعنة بالعادات وسلوكيات لم تتغير منذ الاف السنين أن رائحة حضارة مصر تصاحبنا.. نحبها وتحبنا.. الأصالة راقدة في وجدان كل مصري.. لم تتخل عنه قط حتي في أحلك الأوقات.. في عز أيام معاناتنا كنا نقبض علي السعادة ونبحث عنها حتي في أبسط الأشياء تغلبنا علي من قهرنا.. وظللنا ننتظر أعيادنا ونحتفل بها دون استسلام.. لأن الجهاد الأكبر من زماااااان كان هو السعي الدءوب وراء لقمة العيش كما نسعي ونضحك ونعيش... ونوفر قوتنا و بالكاد يكفينا.. ولم يتسرب الأحباط قط إلي وجداننا ولا قتلنا الخوف علي مصر والقلق عليها كما هو حالنا الآن؟؟ فالقلق والرعب علي البلد يخلع القلوب؟!! * تهاوي كبرياء مصر عام1967.. وبسرعة رفعنا رأسها وفي أقل من ست سنوات كان كبرياؤها في أعالي السماء.. بسبب الانتصار العظيم في1973. * أحوالنا الآن تحجبها سحابة سوداء تمطر علي البلاد خلافات ومنازعات ومهاترات لاتليق بأم الدنيا أبدا.. ان ضبابية المصالح الذاتية تعدت علي الرخاء الممكن بعد ثورة يناير العظيمة الأهداف.. المتواضعة في تنفيذها!! أن الأنانية التي تتسم بقصر النظر وقصورها أضفت علي مصر كآبة لم تكن من شيم المصريين. * الأصرار علي الأستحواذ يضر بالتماسك الاجتماعي للبلاد. * كيف يديرون وجوههم عن مصلحة مصر.. هؤلاء المتنازعون الطامعون في السلطة مهما كان السبب لايهم ولامصلحة, فلا البلد علي البال وباتت مصالحنا هي عنوان بلدنا بالمصري؟!! * أين بوصلة الوصول بمصر إلي طريق السلامة؟! كيف نضحك ونهدأ ونحتفل ونتفاءل في عيد الأنشراح؟! * أن الربيع تتعلق به قلوبنا ونتقارب مع الطبيعة أكثر وننحاز للورد والزرع.. والجمال المولود في أرض الخير والسلام.. واللقاء العائلي الذي يزيد دفئه الأستمتاع باللحظة واليوم والشهر الذي فيه تختال الطبيعة بجمالها الآسر. * وبعد ثورة يناير زاد تفاؤلنا واتجهت أنظارنا إلي شمس النهضة التي في متناول أيدينا.. ولكن هيهات فصيحات المصالح الذاتية بالمرصاد.. تقاتل وتكافح وتحد من توافقنا الذي كان بل وتزيد نار الفتنة اشتعالا؟!! * هذا العام كنا نحلم بالاسترخاء علي أرضنا الطيبة دون منازعات وتشتت يبعثر ثرواتنا المادية والبشرية ولكن آه من لكن! أنها أسوأ من لو التي هي من عمل الشيطان ولكن هذه من عمل شيطان الانس والعياذ بالله؟!! لأن كلمة لكن هنا تجاهد وتحارب باستماتة لوقف مسيرة الأنطلاق. * ولن ننجح أبدا إلا بالتوافق.. فهل من قائد مجيب نلتف حوله... يتجمل بالحكمة والضمير الحي والقدرة علي إدارة البلاد سياسيا واجتماعيا وثقافيا وأيضا قادر علي ترميم الطريق المبعثرة أشلاؤه!! بريق الأمل يداعب خيالنا بغد أكثر أستقرارا.. ولكنه للأسف بريق زائف يوحي لنا بقرب نهاية المنازعات والانقسامات ثم بعد وهلة يصدمنا من جديد ببداية التشتت المشين؟! * كيف نتنفس الصعداء ومصر تكتم أنفاسها نفوس طامعة وأخري متطلعة؟! * أن التمسك بالاحتفال الربيعي ضرورة انسانية وحق طبيعي لاطلالة شيقة علي الحياة تخفف من الشقاء والمعاناة.. خصوصا في تلك الفترة المربكة.. ولكن كيف تنتعش مصر وترفع رأسها وتسعد ووجدانها مثقل بالحزن والاحباط ؟ إن من السخف أن نحلم بالقمة وقلوبنا منكسرة وعقولنا منغلقة؟! * نبحث عن قائد مثل مهاتير محمد. رئيس وزراء ماليزيا الذي كان يملك أدوات القيادة ونجح في لم شمل أمته ورفع من شأنها في سنوات قليلة.. وهناك أيضا الرئيس البرازيلي ماسح الأحذية لا أتذكر اسمه للأسف الذي أنطلق بللاده من حال متدن متخلف فاسد إلي قمة التميز في أقل من عشر سنوات أنه الأنضباط والحزم والحسم والفكر الواعي الذي لايعرف إلا أتجاه واحد.. مصلحة بلادي أي بلادي وعقبال مصر! * أن ضعف الأمة ينبع من فكر ضعيف تعلل بالنرجسية أو فكر خائن لأمته... مخلص لذاته.. أو جاهل بالإدارة ولايملك إرادة؟!! * أظن أن سوء الأدارة وجهل الفكر وفقره وعدم تفعيل القانون وتجاهل الكبائر والتركيز علي الرذائل الصغيرة التي تضيع الجهد والوقت والإمكانات في الأقل أهمية واهمال الأهم وأمال الأم من أسباب تراجعنا؟ * مثال من عشرات الامثلة التي تثقل كاهلنا وتؤرق أمننا وحقنا في الحياة.. هي مشكلة العشوائيات.. التي تزيد علي30% من الخريطة السكانية لمصر.. و90% من المباني في مصر مخالفة وكي يقول الأستاذ حسن علام في مقالة في آخر ساعة إن هذين الرقمين يعكسان حجم الخلل والأضطراب ليس فقط في المنظومة المعمارية والسكانية ولكن أيضا في المنظومة الحياتية والنفسية والأخلاقية والجمالية والحكومية؟! أنها قنبلة تنفجر في وجه السلام الأجتماعي بمصر.. أذا ظللنا نؤجل؟؟ حلها ببلادة نحسد عليها؟! * لدينا مشاكل تريد حلا فوريا.. لأجل خاطر الوطن لأن الأخلاص هو حجر الأساس للنهضة وليس الأخلاص للجماعة أو الحركة أو الأنحياز الفكري لفصيل أو فئة أو جماعة أو النفس التي كثيرا ماتكون أمارة بالسوء!! * مصر التي كانت الدولة الأعظم.. تبدل حالها نتيجة قرارات وسياسات خاطئة بل قاتلة.. لزعماء تركنا لهم الساحة وتقوقعنا علي أنفسنا باستسلام؟!! والآن نقترب من انتخابات الرئيس.. علينا الأنتباه كفانا دفع ثمن أخطاء سوء اختيارنا.. فلنعقلها ونتوكل ولانتركها لفئة دون أخري.. مستقبل مصر الفتية هدفنا ولن نصل إليه بالسلوك السلبي.. ان الايجابية تنادي علي المصريين لأختيار من يمثلهم أحسن تمثيل بعيدا عن الأهواء التي تتبع هوي صاحبها وتحرم البلاد من نهضة نحن لها مشتاقون ومنتظرون لشغف الوصول إليها علي أحر من الجمر!! * دعنا من خناقات تدفعنا دفعا إلي الهاوية.. خناقات علي كتابة الدستور. وأخري علي أختيار المرشح الذي ينتمي لفئة دون أخري وثالثة مهاجمة حكومة تحاول وتجاهد ولكن.. التي توقف المراكب السايرة وتقف لها بالمرصاد تنذر وتهدد مضيعة وقتا وجهدا في صغائر متناسين الكبائر التي تهدد حرية البلاد وتماسكها وحمايتها من الفوضي التي تتسرب بخبث وبطء ولكن بتخطيط مخيف.. لأحتلال أرادتنا وإاقة نهضتنا التي هي علي مرمي البصر لو صلحت النوايا وتوحدت الأهداف! * جاءنا الربيع متقلب المزاج.. متأجج الصراعات آراؤه عاصفة.. أهدافه تميل إلي ضبابية في المعني والجوهر!! مثال: هدف يعتنفه البعض يتلخص في هدم البلاد تماما ثم اعادة البناء بعد ذلك.. هراء وسخافة ورذالة أيضا!! * مثال آخر.. الصغير يدفع الكبير من طريقه.. بعنف وبجاحة! التلميذ يحاسب استاذه.. نهاجم من يحموننا ونحاصرهم باتهامات تشل عملهم. ونتركهم للأشقياء يخلصون عليهم؟!! تخبط مهين لبلد تبحث عن طريق مشرق بعد معاناة ظالمة من زماااااااان؟! * نحن قادرون بأذن الله علي النهضة التي تداعب خيالنا.. لأننا عندما نريد كمصريين نقدر.. فالانجاز ليس غريبا علي ارادتنا وطبيعتنا الحضارية.. أن القاهرة التي حصلت علي أجمل عاصمة في العالم متفوقة علي باريس ولندن والدنيا كلها عام1925! قادرة علي اعادة ترتيب أوضاعها ولملمة أمراضها وعلاجها.. وبسرعة المهم أن نبدأ... التوافق الذي يصاحبه ضمير واع هو الحل يا سيادة الملك ادوارد الثامن تنازل عن عرش انجلترا العظمي طواعية حبا في مسز سمبسون.. إلا يمكن أن يتنازل المتنافسون عن أهدافهم الخاصة لأجل خاطر عيون مصر. * هل ممكن أن نمارس الديمقراطية التي يمارسها العالم.. وننتخب رئيسا متميزا يعوضنا عن معانتنا التي كانت!! دون مهاترات ولامصادمات؟! * هل من الممكن أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكما قال الرسول الكريم: إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يستغني يغنه الله ومن يعف يعفه الله. يارب بقيةالدنيا ربيع.?