* جاء في وصية البابا شنودة تلك العبارة الرائعة التي لو اجتمعنا عليها لن يكون هناك مصريتنا ومصريتهم وستتوحد البلاد بالفعل.. وتتلخص العبارة في نشر الحب فيقول الراحل الأصيل تمسكوا بالمحبة وافعلوا الخير واحفظوا ألسنتكم وأجسادكم إنها دعوة للحب والسلام ونبذ العنف وللتعايش السلمي بكل ماتحمله الكلمة من معني والعبارة السابقة للبابا لايخص بها المسلمين والمسيحيين فهم أصل واحد لم ولن ينقسما منذ أكثر من ألف ومائتي عام إنما هي رسالة لكل المصريين.. فهل من قاريء جيد للرسالة الحكيمة؟!! أدعو بني وطني للتوحد تحت راية مصريتنا التي أراها تنقسم وتتشرذم وأدعو غالبية الشعب البسيط والمتعلم الذي يعشق بلاده ويريد لها الخير للعمل بمبدأSlowlybutsurtly وهي بالعربية تحقيق المباديء العظيمة ولو بشيء من البطء في التنفيذ... دون دفع ثمن باهظ من الأموال والأنفس.. أو إهدار الوقت في صراعات يمكن حلها بالحوار الهاديء بعيدا عن منطق ثورة ثورة.. ومفردات نهدم ونعارض ونقاوم حتي نجني الثمار المجيدة للثورة المجيدة!! ومصريتهم تعتنق مبدأNopain...nogain أي بدون ألم لايمكن الحصول علي نتائج محققة.. أو مكاسب مؤكدة.. فالثورة لها ثمن لابد أن يدفعه الوطن!! بالكفاح ولو كان مريرا جدا...بالدم ولو كان عزيزا جدا.. بالأموال وبالمصادمات والتصادم.. بكثير من العنف وقليل من التفاهم حتي يحل في النهاية السكون أو الأنجاز أو الهدف المرجو من وراء تلك التحولات الهادرة!! وهنا فقط تنجح الثورة ويتنفس الوطن النقاء الذي يتمناه!!. * كلنا مصريون ولكن كل فئة تحب مصر بطريقتها الخاصة.. ولهذا للأسف عنوان مصر في تلك المرحلة هو الاختلاف في الفكر والخلاف في التطبيق... مصريتنا تنحاز إلي السلم الاجتماعي للمبدأ الذي يدعو إلي الأنجاز بترو وتأمل وتأجيل مناقشة المشاكل العويصة بحيث نبدأ بالأسهل حتي نصل إلي قمة التفاهم خطوة خطوة دون مصادمات وحوارات مستفزة حادة وليست جادة علي الاطلاق.. لأن الجدية توأم للضمير الواعي.. والضمير في تلك الفترة يتبع أهواء صاحبه ويهمل ضمير الأمة...!! * مصريتنا تأبي إهدار المال العام وترفض تأجيل مشروع النهضة لسنة أو سنتين ولامانع بعد عشر سنوات.. السنوات العجاف ليست مشكلة لديهم وبالنسبة لمصريتنا هي مشكلة.. نحن مشتاقون بطبيعتنا المتسامحة ولبلادنا المتميزة وهذا في متناول يدنا لو تكاتفنا وتوحدنا.. حول مصرنا والمطلوب أغفال اي أنتماءات حزبية أو عرقية أو مذهبية أو معتقدات فكرية أو حتي وجدانية.. لابد أن تكون مصر الكل في واحد.. مصريتنا لاتريد إلا نجاة مصر من الوقوع في مصيدة الاختلاف الذي يفسد الود بين المصريين.... والذي يضعف مصر ويحولها إلي فريسة سهلة يلتهمها الأعداء ويتقهقر كبرياؤها الذي كان!! * إن الاهتزاز الفكري يفتت إرادة الشعب.. هذا يريد.. وهؤلاء لايريدون.. نبدأ الآن... لاداعي الآن.. نتأني ننتظر.. نتشاجر.. نتصارع.. نهد كل شيء... حتي نبني البلاد من جديد.. آراء مدمرة مضحكة.. معيبة.. قاتلة تحد من انطلاق وطن إمكانياته هائلة وموارده رائعة وعقوله متميزة ولاينقصه إلا الذهاب إلي أول طريق الصلاح ومن هناك ستتألق بلادي بسرعة الصاروخ باذن الله.. فإذا كانت ماليزيا بدأت طريق الصلاح عام سنة1981 وظروفنا السابقة كانت في غفوة من الزمن.. فقد استيقظت مصر ولن تغفو أبدا باذن الله.. ولن يجبرها أحد بعد الآن علي التراجع المخزي الذي كان.... المصريون قادمون.. المهم الا نتخلي عن ارادتنا أبدا وإلا يدفعنا الاختلاف إلي دوامة التناحر العقيم العقم السياسي مرادف لتنوع الغايات والمصالح وهذا التشرذم يحد ويؤخر انطلاق مصر في طريق النهضة الذي سبقتنا إليه ماليزيا. * إن المصالح الذاتية نغرق أحلام الأمة... أن النائب الذي تسيطر عليه معتقداته الشخصية لن يفيد مصر والنائب الذي يلهث وراء انتماءاته السياسية سيعرقل طموح كل المصريين ويشد من أزر الفئة التي ينتمي إليها فقط! * كل حركة سياسية تبحث عن تحقيق أهدافها دون النظر إلي المصلحة الأم.. مصلحة مصر.. هي حركة تجر مصر إلي ظلام الجمود الذي يدفع ثمنه كل مصري من توتر وخوف وقلق من غد لايأتي؟! * الشعب يتوق لرؤية مصر في ثوب التقدم والازدهار ولانصبر كثيرا علي الحرمان من الانطلاق في ربوعها ببهجة ووعي وفهم.. لمصر الآتية.. هي مصر المزدهرة بأذن الله؟!! إن هذا الشوق الرهيب لرؤية مصر الجديدة يقابله عناد وسخافة وخبث وسطحية فكرية وجشع وجداني ذاتي جدا وفقير جدا لبعض هؤلاء المصريين علي الكفاح المرير بطريقتهم الخاصة جدا ولايهم الوقت الضائع من عمرنا ولايهم اهدار الأنفس والأموال... المهم الاستحواذ علي مايريدون حتي ولو بالألم والمرارة؟!! مع أنهم ممكن أن يسعدوا بمصريتهم بقليل من التفاهم حول مائدة الوحدة المصرية ويحصلوا علي مايريدون ويجنوا ثمرة كفاحهم وكفاحنا دون قذف كرات اللهب في وجوه بعضنا البعض ولكن هيهات فالجمود الفكري يسيطر علي إرادتهم التي تريد التهام الكعكعة الآن.. وياحبذا لو حرمت منها الاخرين؟!! إنه كفاح يتميز بالثورية الصاخبة أنها مصريتهم التي نحترمها ولكن لانقتنع بها... * إن مصريتنا تعتنق مبدأ إن الله مع الصابرين, والنهضة تجيء خطوة خطوة.. ولاتؤخذ غلابا وغايتنا الوصول الآمن لمصر المتميزة عالميا باذن الله.. نحن فئة من المجتمع تبحث عن طريق السلامة الخالي من الدم والنفور والعنف غير المفهومة دوافعه! * هناك جماعات فئوية تري في تحقيق مطالبها هي الغاية التي لابد أن تحققها بأي وسيلة حتي ولو كانت سيئة السمعة مثل قطع طريق.. أضرابات مظاهرات فوضي في البلاد.. لهم حقوق مشروعة ولكن سلوكهم غير معقول ولا مقبول ولامشروع! * جماعات الألتراس في محنة ترفع لافتات بحقوقها ومطالبها المشروعة في وجه القانون ولاتنتظر كلمته.. وأعمال وموظفون يبحثون عن مصالحهم دون مصلحة مصر والآن مصر في ورطة لابد أن نبحث لها عن حلول وأن نعمل علي استرجاع عافيتها الآن.. إن الثورة كاشفة للأوضاع السيئة وليست هذه الأوضاع ناشئة منها! فلنتوحد معا لاصلاح مافسد دون غل أو انتقام أو غرض غير بريء يزيد الأوضاع سوءا. * ففي النهاية كلنا مصريون وأرضنا في خطر فلنحمها معا فهي لست أمنا فقط بل هي مصر أم الدنيا وكما قال الأستاذ أحمد رجب في نصف كلمة معبرا عن حالنا الآن أن مصر خرجت من سجنها الكبير إلا أن الوقت يدور ولايمر فلا جديد.. اللي نبات فيه نصبح فيه.. وقال: تستطيع أن تشتري ساعة أخري إذا فقدت ساعتك ولكنك لاتستطيع أبدا أن تشتري الوقت المفقود.. إنه يعبر عن مصريتنا التي يستفزها الوقت الضائع من حياتنا في لوغاريتمات حوارية مستفزة.. تضر بأكثر مما تنفع!