تتصدر محافظة الفيوم قائمة المحافظات المصرية, المصدرة للهجرة غير الشرعية, حيث كشفت الإحصاءات الرسمية لوزارة القوي العاملة المصرية والحكومة الايطالية عن ان المحافظة تحتل المركز الخامس في قائمة المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية. مؤكدة أن أعداد الأطفال القصر المهاجرين بطرق غير شرعية تزداد بصورة ملحوظة. وسجلت قريتا تطون وشرموه بمركز إطساأعلي نسب في السفر بطرق غير شرعية, وفقا للإحصاءات الحكومة الايطالية وفي نفس الوقت أعلي نسب في وفيات وفقدان الشباب ضحية لهذا النوع من السفر حيث وصل عدد الذين غرقوا وفقدوا حياتهم خلال السنوات الماضية من أبناء القريتين ما يزيد علي265 شابا, ورغم ذلك مازال شباب القريتين يقبلون علي رحلة الموت إلي ايطاليا. وقد التقي الأهرام المسائي مع العديد من الأهالي من قريتي تطون وشدموه, لرصد الازمة عن قرب. يقول مكاوي سعيد من أبناء قرية تطون إن الهجرة الي إيطاليا من هذه القرية بدأت منذ عام1979 عندما هاجر عدد قليل بعد فشلهم في الحصول علي عمل في العراق وعدم توافر فرص عمل في مصر. ويضيف صلاح عبد الوهاب إن شقيقه عادل لقي مصرعه غرقا في مياه البحر في محاولة فاشلة للسفر إلي إيطاليا ويقول إن الرحلة أو الهجرة غير الشرعية الي إيطاليا تبدأ من القاهرة أو الإسكندرية بالاتفاق مع أحد السماسرة أو المندوبين فهم يمثلون مكاتب سياحة أو متخصصين في هذه الرحلة غير الشرعية ويتم الاتفاق مقابل مبالغ مالية تتراوح بين30 و40 ألف جنيه عن الفرد الواحد ثم يتم السفر إلي ليبيا وهناك تتم مقابلة السمسار الليبي ويتم تجميع الأعداد الراغبة في السفر في منطقة تسمي المخزن وهي عبارة عن مزرعة أو إسطبل حيث يعيشون في هذا المكان أياما تصل أحيانا إلي شهر في ظل معاملة غير آدمية علي الإطلاق لحين إتمام الاتفاق مع أصحاب المراكب أو الجرافات وهي عبارة عن مراكب صيد أو جرافات صيد وليس سوي ذلك وقبل أن نركب في هذه المراكب يسحب منا كل ما يشير إلي هويتنا ونلبس ملابس الصيادين لأنه عندما يتم القبض علينا أو الوصول في حالة النجاة إلي إيطاليا نقول إننا من العراق أو فلسطين أو أي دولة بها حروب علي أننا لاجئون هربا من مخاطر الحروب. ويستطرد قلائلا: عندما تتعرض المركب وهي في عرض البحر لأي مخاطر أو مهاجمة من الشرطة الليبية أو الإيطالية يقوم صاحب المركب في الغالب بقلب المركب ليغرق كل ركابها والكل يموت ولا أحد يعرف عنهم شيئا. ويؤكد أنه رأي بعينيه في المركب الذي كان يستقله أكثر من60 راكبا لم يصل منهم سوي20 راكبا فقط, والباقون لقوا حتفهم غرقا واحدا تلو الآخر. والمشهد في قرية تطون يعبر عن روح ايطالية, فمحلاتها تحمل أسماء ايطالية ميلانو جوهرة ميلانو, وروما, ميلانو كلين دريم روما وغيرها من أسماء وضعت علي محلات لم تشهدها قري مصر من قبل وهي مغاسل للملابس ومحلات للصرافة ومحلات لبيع الذهب وغيرها من مظاهر الثراء. كما ان شارعا في مدينة ميلانو الايطالية يسمي تطون, حيث يسكنه أهالي القرية كما افتتحت محلات للصرافة بالقرية لتداول كل شيء من العمارات إلي الأراضي يباع ويشتري بعملة اليورو, حتي المستلزمات اليومية من الخضار والفاكهة. ومن جانبه وقال المهندس أحمد علي احمد محافظ الفيوم, إنه يتم تنفيذ مشروع جديد, يهدف إلي توفير فرص عمل آمنة ومستقرة وشرعية للعمالة المصرية بالخارج وخاصة للعاملين في دولة ايطاليا من أبناء الفيوم, مشيرا إلي أنه تم اختيار قرية تطون لتنفيذ عمل المشروع حيث إنها جاءت طبقا للإحصائيات الإيطالية كأول المصدرين للهجرة غير الشرعية إليها وخاصة القصر اقل من18 سنة, واضاف المحافظ انه بعد أن أصبحت هذهالظاهرةتمثل عبئا علي الحكومتين المصرية والإيطالية علي سواءكانت الحاجة الماسة إلي مثل هذا المشروع والذي ينفذ بتمويل من الحكومة الإيطاليةلتوعية الشباب المصري وخاصة من أبناء قرية تطون بالهجرة الآمنة. وأضاف أن المشروع استهدف خطة لتطوير عدد من المدارس الصناعية منها المدرسة الفندقية بقارون والتي وقع عليها الاختيار للتطوير ولتدريب العمالة المصرية علي أعلي مستوي من الجودة والتقنية لتأهيلهم للعمل في المجالات الحرفية المختلفة التي يتطلبها السوق الإيطالي والتي أبرزها المجالان السياحي والبنائي علي أن تتم أعمال التدريب من خلال مدارس إيطالية متخصصة.