اعتقد أن أوروبا وأمريكا هم آخر من لهم علي وجه الأرض الحق في إعطاء الدروس في الخلق والحكمة كنت أفكر في موضوعين من عالمين مختلفين في نفس الوقت. الموضوع الأول موضوع رياضي بحت وقد تكون له تطبيقات عملية وهو عن سيمفونية الأعداد ونظرياتها المختلفة خصوصا وضع العدد(7) بين الأعداد المختلفة. الموضوع الآخر هو الهجوم الجوي الذي لم يكن له داع في رأيي المتواضع علي ليبيا وهذا ذكرني بكتاب لورنس أعمدة الحكمة السبعة. العلاقة بين الموضوعين لم تتعد الرقم(7) أو هذا ما كنت أظنه في البداية. علي الرغم من أني لا أصدق كل ما كتبه لورنس وشكوكي حول حقيقة الرجل وخبايا نفسه في علاقته مع العرب والمهمة التي أسندت له من رؤسائه في الجيش البريطاني لكن فقرة في الفيلم الذي أخرجه الايرلندي دايفيد لين(DavidLean) بناء علي كتاب لورنس كانت جميلة وتستحق أن تكون حقيقة حتي لو كانت من نسج خيال لورنس. المشهد في الفيلم كان حينما قتل الشريف علي بدويا كان يريد أن يشرب من بئر ليست من أملاك قبيلته وينفعل لورنس من هذا العمل الهمجي ويوجه كلامه إلي القاتل قائلا: شريف علي طالما يقتل العرب بعضهم البعض فسوف يظلون أمة تافهة وأمة ضعيفة ولكن قاسية وهمجية وبدون رحمة في قلوبهم. في كل مرة يتكرر فيها مشهد قتال علي الساحة العربية بين الأشقاء ترن كلمات لورنس السابقة في أذني وأري أمامي صورة بيتر أوتول(PeterOtoell) الذي كان يمثل دور لورنس وصورة عمر الشريف الذي كان يقوم بدور الشريف علي في هذا الفيلم المشهور! نعود مرة أخري إلي نظرية الأعداد ولماذا نواجه باستمرار هذا العدد الذي لا يقبل القسمة إلا علي نفسه وهو العدد سبعة.. هناك سبعة أيام في الأسبوع, وهناك تقديس تاريخي لهذا العدد في التراث اللاهوتي لأديان سماوية وأديان وثنية.. التفسيرات المنطقية لظهور العدد سبعة عديدة بل قد يكون لا حصر لها. بعض هذه التفسيرات مشهور وبعضها أقل منها شهرة وبعضها ربما كنت أنا أول من اكتشفها ولا أعلم بدقة. علي سبيل المثال ذاكرة الإنسان لا تقوي علي المحافظة علي أكثر من سبعة أعداد أو أشياء, كذلك أكبر عدد أولي مفرد في العشرة اعداد التي يرتكز عليها نظامنا العشري هو سبعة. أضف إلي ذلك معلومة من نظرية الطاقات العليا وهو أن أبعاد الفراغ الذي يتسع لمجموعات التماثل هو سبعة. من نفس المنطلق نظرية أد فتن زمان المكان ما يسميه أم النظريات هو أحد عشر بعدا ويستنتج الأمريكي أد فتن وهو أستاذ مشهور في جامعة برنستون وزار مصر ونشر كتابا في مؤتمر أينشتين في مكتبة الإسكندرية يحتوي علي أحد أبحاثي من عدد من السنين يستنتج فتن انه عندما نضيف أربعة أبعاد زمان المكان لنظرية اينشتين إلي السبعة أبعاد اللازمة لمجموعات التماثل السابقة الذكر نحصل علي الأحد عشر بعدا التي ترتكز عليها نظريته كذلك لاحظت أنا أنه بالنسبة لخط بعده الوحدة فإن عدد أبعاد الفراغ اللازم لاحتضانه بالطريقة التي تسمي في الرياضيات البحتة احتضان أقليدس هي سبعة أبعاد وذلك حسب نظرية لعالم الرياضيات الأمريكي جون ناش الذي حاز علي جائزة نوبل في الاقتصاد وأخرج فيلما شهيرا عن حياته لأنه كان مصابا بمرض عقلي خطير رغم ذكائه العلمي وهو مرض انفصام الشخصية وكان اسم الفيلم العقل الجميل. وفي الختام ربما ذكرت ان هناك حقيقة هندسية عجيبة للكرة المسماة باسم أحد زملاء جون تاش وهو عالم الرياضيات الأمريكي جون ملنر هذه الكرة التي استخدمتها في أبحاثي لها سبعة أبعاد وأي كرة لها مثل هذا العدد من الأبعاد يكون مساحة سطحها هو أكبر مساحة ممكنة. أي كرة بعدد أبعاد أقل أو أكثر من سبعة أبعاد يكون مساحة سطحها أقل. هذه فقط قطرات من بحر العلم المرتبطة بعدد أولي بسيط مثل الرقم سبعة تذكرتها عندما تذكرت كتاب أعمدة الحكمة السبعة علي الرغم من أن ما أري من الهمجية والجنون الذي يحدث هذه الأيام في جمهورية ليبيا يحث علي تأليف كتاب جديد عن أعمدة الهمجية والغباء الشامل السبعة. لاشك أن الإنسان يجب أن يبحث عن الخطأ في نفسه أولا قبل أن ينظر إلي أخطاء الاخرين ولكن هل كانت حرب الأفيون التي شنها الغرب علي الصين من اخطاء العرب أو هل كان العرب شركاء في الحرب الكورية أو هل هم العرب الذين صمموا علي غزو فيتنام أو إلقاء قنبلة ذرية علي هيروشيما في اليابان ثم تبعتها قنبلة ذرية أخري علي ناكازاكي وذلك بسبب تنافس تجاري بين الولاياتالمتحدةواليابان علي أسواق الصين, هل كان العرب هم الذين تقدموا بطلب إلي إنجلترا وفرنسا لاحتلال تونس والجزائر ومراكش وبلاد الشام التي تمت تجزئتها أخماسا وأسباعا عن طريق اتفاقيات سايكس بيكو الفرنسية الإنجليزية لنهب المشرق العربي, ماذا قال السيد المسيح؟ ألم يقل من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بالحجر الأول اعتقد أن أوروبا وأمريكا هم آخر من لهم علي وجه الأرض الحق في إعطاء الدروس في الخلق والحكمة ولايمكن بناء المنطق الذي يتم به التعامل مع الكارثة الليبية الحالية ولا علي عمود واحد ناهيك عن سبعة أعمدة.