شهدت محطة مصر حالة من الانفلات الأمني لم تعرفها من قبل, فبعد أن كان دخول المحطة يرتبط بعبور البوابات الإلكترونية والأكمنة الأمنية تبخرت كل الإجراءات وتحولت إلي فوضي. وكشفت جولة الأهرام المسائي التي تزامنت مع اعتصام سائقي القطارات أمس أن كل الركاب يدخلون عربات القطار دون أدني عمليات التفتيش التي كانت تتم في الماضي لتأمين الركاب من الخطر, بالإضافة إلي اختفاء الكمسري داخل عربات القطار مما أدي إلي زيادة أعداد الركاب بدرجات كبيرة دون تذاكر. منذ بدأت الجولة من باب أحمد حلمي حتي الدخول وسط المحطة لم نجد فردا واحدا من رجال الأمن ولا يتم تفتيش حقيبة واحدة لأي راكب, وهذا دليل واضح علي الفوضي العارمة التي ظهرت فجأة ودون مبرر داخل أكبر محطات القطارات في مصر وهي محطة مصر. وفي غياب الأمن يعبر الركاب القضبان دون أدني مسئولية أو تحذير لهم من قبل الأمن, وعندما تسأل أيضا عن بعض المعلومات أو عن سبب تأخر القطار في الاستعلامات لا تجد من يفيدك, وتكون الإجابة المشهورة لا نعرف هكذا هو حال محطة مصر حاليا كما كشفت عنها جولة الأهرام المسائي. في اللحظات الأولي التي دخلنا فيها محطة مصر وجدنا الاستعلامات تنبه إلي أن قطار أسيوط وصل إلي المحطة وذلك في حدود الساعة5.30 مساء, رغم أن ميعاد وصوله المحطة كان في تمام الساعة4 مساء, وبهذا لن يتحرك القطار من المحطة قبل الساعة6 مساء. وقال عماد زغلول الحاجز علي القطار رقم998 بني سويف إن المحطة خالية تماما من رجال الأمن, وإن من يستطيع حمل أي نوع من المتفجرات سيدخل بها بكل سهولة دون أي تفتيش, لذا يناشد كل الجهات المسئولة وعلي رأسها وزارة النقل بضرورة عودة الأمن والأمان إلي محطة مصر كما كان موجودا قبل الثورة. وأوضح أن القطارات تتأخر ما بين الساعة أو الساعتين عن ميعاد الانطلاق, حيث إنه مثلا القطار الذي حجز به من المقرر أن ينطلق في تمام الساعة5.30 مساء, ولكن لم يصل إلي المحطة من الأصل في ميعاد انطلاقه. ومن جانبه أكد محمود السيد الحاجز علي القطار رقم925 الإسكندرية أن القطار تأخر أكثر من ساعة عن ميعاد وصوله المحطة, حيث إنه وصل المحطة الساعة6.10 مساء رغم أن ميعاد وصوله المحطة الساعة الخامسة مساء. وأضاف محمد بكري الحاجز علي القطار رقم999 المنيا أن عربات القطار تشهد زحاما شديدا خلال الفترة الحالية ويركب في كل عربة ما يزيد علي ثلاثة أضعاف عدد الكراسي دون تذاكر, وبرز ذلك بغياب الأمن داخل محطات القطار أو داخل عربات القطار نفسها.