3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ميقاتي: إعلان حماس الموافقة على وقف إطلاق النار خطوة لوقف العدوان الإسرائيلي    طقس اليوم مائل للحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 28    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    للمرة الثانية في ليلة واحدة، زيندايا تتصدر الترند بإطلالتها الجديدة ب الميت جالا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبير الإستراتيجي اللواء ياسر عبد العزيز ل الأهرام المسائي
ثقة المصريين والعرب في الرئيس السيسي بلا حدود.. وهذا سر عبارة مسافة السكة

يحمل مفهوم الأمن القومي لدي المواطن المصري, مهما يكن مستوي تعليمه أو ثقافته, دلالة مهمة وأهمية قصوي تفوق ما عداها من أولويات واهتمامات, واليوم..
يشهد عالمنا المعاصر حالة من السيولة علي مختلف الأصعدة, لعل أبرز ملامحها الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة, والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي من جهة أخري, إضافة إلي الحرب العالمية علي الإرهاب, ولأن مصر في القلب من كل هذه الأحداث والتفاعلات تستجمع قواها لمجابهة التحديات والمخاطر والتهديدات داخليا وإقليميا ودوليا, التقي الأهرام المسائي اللواء أركان حرب ياسر عبد العزيز المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا للإجابة علي تساؤلاتنا حول مفاهيم الأمن القومي وإشكالياته, وما يتعلق به من ملفات خارجية وداخلية.. وكان معه هذا الحوار:
تشهد الساحة الدولية والمنطقة العربية حالة شديدة السيولة مما يستلزم جهدا أكبر في حماية الأمن القومي, إلي أي مدي استطاعت الدولة تحقيق ذلك؟
نبدأ من الوضع الدولي, فالعالم كان يتنازع الحكم فيه قطبان رئيسيان, ورأت الولايات المتحدة أن العالم لا بد أن يحكمه أسد واحد باعتباره غابة, وعندما تمت إزاحة الاتحاد السوفيتي المنتصر في الحرب العالمية الثانية عن المشهد, أرادت الولايات المتحدة أن تستمر كقطب أوحد يحكمه, ولذلك جعلت وحلفاؤها من الإسلام عدوا آخر, ليس كدين وإنما كشعار يخفي المصالح التي تريد تحقيقها في المنطقة العربية بأكملها, وهو المخطط الذي كان يخفيه مبدأ الفوضي الخلاقة من أجل تقسيم المنطقة العربية وعلي رأسها مصر والتي تمثل قلب الخرشوفة.
بدأ هذا المخطط عمله صراحة وعلانية عندما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس عن تصورها لمجال عمل الفوضي الخلاقة والتي أطلقت عليه اسم( الشرق الأوسط الجديد أو الكبير) أي مجموعة الدول العربية ومعها عدة دول أخري, وإذا وضعنا بجواره الحلم الصهيوني بإنشاء دولته المزعومة من النيل إلي الفرات, نري أن المقصود بهذا المخطط هو عدم بقاء الدول العربية متماسكة, بل وتقسيمها بحيث تصبح أكبر دولة في المنطقة أصغر من إسرائيل.
والسؤال هو كيف جرت محاولة تنفيذ هذا المخطط؟ بداية كان علي الولايات المتحدة أن تختلق سببا قويا للتدخل لا ينازعها فيه أحد وهو مكافحة الإرهاب, وعندما وقعت أحداث11 سبتمبر وتم تفجير برجي التجارة العالمي, أصبحت ذريعة التدخل في المنطقة جاهزة, ما يؤكد ذلك أن تنظيم القاعدة أنشئ بغرض طرد السوفييت من أفغانستان, وبعد خروجهم بقي تنظيم القاعدة يعمل رغم انتهاء الغرض من إنشائه, حيث تم توجيهه لتحقيق أهداف أخري, وكذلك أنشئ تنظيم داعش وعشرات التنظيمات الإرهابية الأخري من أجل تقسيم المنطقة وتفتيتها؟ وهو ما وقفت مصر ضده من أجل وقف الدمار والخراب والتقسيم للحفاظ علي الأمن القومي العربي والمصري.
ولو تخلت مصر عن الحفاظ والمساعدة في حماية الأمن القومي العربي, لتم استهدافها مباشرة, حيث كان المشهد يشبه نزع قشر الخرشوفة لتدمير قلبها وهي مصر, لذلك كانت القيادة السياسية واعية جدا عندما عملت ولاتزال تعمل علي الحفاظ علي الأمن القومي العربي الذي هو غلاف حماية للأمن القومي المصري, وقد أصابت مصر شظايا كبيرة من هذا المخطط فوقعت25 يناير بغرض تقسيمها, وكانت هناك حالة من السيولة في الشارع المصري, ثم جاءت ثورة30 يونيو لتعدل الميزان وتوقف محاولات التفتيت والتقسيم التي شهدتها السنة التي حكم فيها الإخوان الذين حاولوا زرع الفرقة بين فئات الشعب فجعلوه أولا جزءا إخوانيا وآخر مصريا, ثم حاولوا أن يكون جزء إسلامي وآخر مسيحي, ومصر منذ بداية التاريخ لم تقسم علي أي مذهب أو طائفة أو فرقة, المسلم فيها مع المسيحي الكل مصريون فقط, فنحن الشعب الوحيد الذي وإن اختلفت أشكالنا لكن جوهرنا واحد, فكل دولة ملامح شعبها تميزها, لكن في مصر تجد الوجه العربي والبدوي والأفريقي والآسيوي والأوروبي.. لكن الكل مصري.
في الفترة الأخيرة تداعت تحديات ومخاطر وتهديدات كثيرة علي الأمن القومي, فما هي أولويات الدولة في مواجهتها؟
مما تقدم نري أن الأولوية القصوي لدي القيادة السياسية كانت تأسيس وتثبيت أركان الدولة, واستدعي ذلك بطبيعة الحال تحديد مواطن الخطر والتهديد التي تستهدف بقاء الدولة لكي تستطيع التعامل معها, فأوقفت محاولات الاستهداف لفئات الشعب بين المسلمين أنفسهم وبين الإخوان, وبين المسلمين والمسيحيين, لأن ترك باب الفتنة مفتوحا بين مكونات الشعب يعني انهيار الدولة, وأكبر دليل علي ذلك حرق الإخوان ل74 كنيسة دفعة واحدة.
ثم كيف نزرع الفتنة والرسول عليه الصلاة والسلام آخي بين المهاجرين والآنصار, وبين المسلمين وباقي الطوائف من أجل تأمين المدينة, ولذا كان النص الصريح علي مبدأ المواطنة في الدستور, إذ أن باب الفتنة الذي حاول الإخوان فتحه هو الباب المباشر والصريح لتقسيم الدولة واختراق نسيجها الوطني, فإذا تمسك المسلم بإسلامه ودولته الإسلامية, وتمسك المسيحي بدينه وهويته القبطية, فأين ستكون مصر؟ ولقد كان الأزهر والكنيسة علي وعي كامل بهذا الخطر مع الجيش عمود الخيمة, فظهرت مبادرة بيت العيلة وشاركت ورأيت كيف كان حجم التناغم في اللغة ما بين طرفي علماء الدين.
يقال في تعريف الأمن القومي إنه قدرة الدولة علي حماية أمنها الخارجي والداخلي مع تحقيق أعلي معدلات للتنمية, وهذا يحتاج إلي جهود جبارة فما هي أبرزها؟
سنأخذ هذا التعريف ونطبقه علي مصر, وبالتحديد علي سيناء, فمصر بعد ثورة30 يونيو لم تركز علي محاربة الإرهاب في سيناء, بل في كل ربوع مصر في نفس التوقيت, وفي سيناء كما في باقي المناطق لو كان التركيز علي الإرهاب فقط, لكان الأمن القومي ناقصا ومليئا بالعوار, حيث طبقت القيادة السياسية عمليا شعار( يد تبني ويد تحمل السلاح) فرأينا مشروعات التنمية تسير جنبا إلي جنب مع عمليات مكافحة الإرهاب, معتمدة علي عزيمة المصريين الذين يدعمون جيشهم وشرطتهم, وكانت النتيجة ماثلة أمامنا فقد تضاءل الإرهاب وتم تحجميه, وإذا وقعت عملية هنا أو هناك فإنها تأخذ طابعا انتحاريا تعبيرا عن الإحباط والفشل, ولم يعد هناك من يتحدث عن تهميش سيناء ولا عن أي منطقة أخري في البلاد.
وأنا أدعو كل المصريين أن يذهبوا,علي سبيل المثال, إلي مدينة الجلالة أو محور تنمية سيناء أو قناة السويس الجديدة ومئات المشروعات الأخري, الآن امتلأت منطقة قناة السويس بالخدمات اللوجستية, وأصبحت دول العالم تتهافت علي أن يكون لها موطأ قدم بها, فمصر الآن عبارة عن خلية نحل عملاقة لتحقيق رؤية مصر.2030
من المؤكد أن الدولة واجهت معوقات كثيرة في سبيل تحقيق كل هذه المشروعات, فما أهمها؟
أهم عائق في نظري هو بقاء جزء, ولو محدود, من المصريين لا يعرف أن الشعب والجيش والشرطة يحاربون من أجل أن يعيشوا هم حياتهم بشكل طبيعي, نعم نحن نحارب ولكن لا نقول إن اقتصادنا اقتصاد حرب, ولا نطلق صفارات الإنذار. ومن المعوقات أيضا وجود من يرون أن الوطن مجرد حفنة عفنة من التراب؟ فهل هؤلاء يحبون مصر أم أنهم عائق أمام تقدمها, ولعلكم تتذكرون في عام1805 حيث اصطدم محمد علي باشا بإرهاب داخلي متمثل في المماليك الذين كرهوا تقدم مصر وتحديثها فكان لا بد من إزالة هذا العائق.
والواقع أن الإخوان يمثلون أكبر عائق أمام تقدم الدولة, ولو تمكنوا من أن يذبحوا كل المصريين لفعلوا, ومع ذلك لا يزالون يحاولون استغلال طيبة المصريين ولتنظر إلي حكم القضاء الأخير في مذبحة كرداسة, حيث أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لكسب تعاطف الجماهير مع من صدر الحكم بإعدامهم, وتجاهلوا من قتل وذبح وصب ماء النار علي مأمور مركز كرداسة والذين معهم. لم يعد ينطلي علي المصريين عمليات الاستغلال المفضوحة, وأكبر مثال علي ذلك حادثة جاردن سيتي الأخيرة, وقبلها حادثة حلوان, عندما أمسك المواطنون علي مرأي ومسمع من العالم بهؤلاء الإرهابيين, وأظهرت التسجيلات كيف سأل المصريون لماذا تفعل ذلك؟ والحقيقة أن القيادة السياسية راهنت علي سر دفين ب( الجين المصري) ونجحت, لأن المصري عندما يشعر بالخطر فإنه يتوحد خلف قيادته علي الفور.
في ظل الحرب التجارية التي تهدد عالمنا حاليا, ما هي جهود الدولة في الجانب الاقتصادي؟
لكي نري مصر في هذا الجانب, ينبغي علينا العودة إلي رؤية مصر2030 والتي معناها ببساطة شديدة حلم كبير, هو رؤية مصر من بين أكبر30 اقتصاد في العالم, وهذا ليس مجرد حلم, والعمل يجري علي قدم وساق لتحقيقه, والتقارير الدولية سواء من الأمم المتحدة أو البنك الدولي وغيرها من مؤسسات دولية تؤكد ذلك, الأمر دفع منظمة البريكس لتوجيه دعوة لمصر للاشتراك في المنظمة بصفة مراقب أمرا ممكنا, وهناك تقارير دولية أخري تقول إن الاقتصاد المصري لو سار علي نفس هذه الوتيرة بمعدل النمو5.3% فسيصبح عام2020 الاقتصاد رقم28 علي العالم فكيف إذا تم تنفيذ الخطة الطموح للاقتصاد وانتهينا منها, فكم سيكون ترتيبنا؟ أعتقد أننا سنكون قد تقدمنا عدة مراكز لنصل إلي الاقتصاد رقم25 علي العالم أو أعلي من ذلك.
بشكل مباشر نريد أن نطمئن علي مستوي مناعة الدولة بعد كل جهود التخريب التي بذلت في اختراقها؟
حاول الإخوان تفتيت النسيج الاجتماعي المصري وتلك كانت مهمتهم الأساسية وفشلوا ومن ورائهم ومن يحركونهم وعندما حاولوا مع مسيحي هذا الوطن فشلوا فشلا ذريعا أيضا حتي قال البابا تواضروس الثاني بشكل علني وصريح إذا كان وجود أمريكا علي حساب الأقباط فليمت الأقباط وتحيا مصر, ومن قبله البابا شنودة الذي قال إذا حرقوا الكنائس فسيصلي الأقباط في المساجد, وإذا حرقوا المساجد فسنصلي والمسلمون في الشوارع. أليس هذا أكبر دليل علي مناعة الجسد المصري, حتي غلاء الأسعار الذي يشكو الجميع منه, تحمله المصريون حفاظا علي وطنهم, وثمن ذلك الرئيس السيسي أكثر من مرة في خطاباته.
الأمر المهم الآخر هو أنه يجب عدم الاستهانة بالعقل المصري البسيط الذي تكون عبر7 آلاف سنة, لأنه يعي ويفهم أن الدولة تحقق بالفعل إنجازات علي الأرض, وأن ما تقوم به من إصلاح اقتصادي قاس هو لمصلحة الوطن والأجيال القادمة, فالمصريون لا يعطون ثقتهم بسرعة إلا إذا أدركوا بأعينهم وعقولهم ما يتم تحقيقه, فالثقة لا تنشأ إلا من رؤية الواقع والحقائق علي الأرض, فمصر نجحت في القضاء علي قوائم الانتظار بالمستشفيات, وتجربتها مع فيروس سي أصبحت تجربة رائدة عالميا, كما عادت مصر إلي محيطها الإفريقي وموقعها فيه, ودورها الإقليمي وموقعها فيه, وعادت إلي دورها الدولي تدافع عن قضاياها وقضايا العالم العربي كله.
للفيلسوف الصيني سون تزو في كتابه فن الحرب مقولة شهيرة إن أعلي فنون الحرب ألا تحارب علي الإطلاق, وهذه المقولة هي ما تجعلنا نسأل عن أهمية القوي الناعمة في استراتجية الدولة لحماية الأمن القومي؟
العالم الآن لم يعد يميل إلي الحروب الخشنة واستخدام القوة العسكرية ويلجأ إلي استخدام حروب القوة الناعمة أو ما يسمي بحروب الجيل الرابع
والخامس, فالقوة الناعمة تعني أي وسيلة أو أداة تستخدم ضد دولة ما عدا القوة العسكرية أو الاقتصادية, ومثال ذلك قديما كانت القوة الناعمة ممثلة في الفن مثل: أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبدالحليم إلخ, وفي السياسة كان اسم الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان يمثل شرارة انطلاق حركات التحرر في العالم العربي والإفريقي, بينما كانت القوة الناعمة في عام حكم الإخوان سببا في العديد من الكوارث مثل الدبلوماسية الشعبية التي زارت إثيوبيا فأفسدت العلاقات المصرية/ الإثيوبية, بينما استعادت القوة الناعمة بعد30 يونيو موقع مصر في الاتحاد الإفريقي ودورها بالوسائل الدبلوماسية, والرئيس السيسي عندما يتكلم ينصت إليه كل قادة العالم, وفي زيارته الأخيرة للأمم المتحدة, وقبل أن يلقي كلمته, أجري لقاءات ومقابلات عديدة مع رؤساء الدول, فلماذا يوافق هؤلاء الزعماء علي مقابلة رئيس مصر إلا لو كان لديه ما يجعلهم يقابلونه, كذلك هناك تجربة مصر الاقتصادية وكيف تحولت من دولة اقتصادها ضعيف إلي دولة ذات اقتصاد متعاف ينمو بصورة إيجابية, ولدينا أيضا تاريخ لا يوازيه أي تاريخ آخر,
وثقافة ذات رموز وقمم عالية لا يضاهيها أحد في العالم, وحضارة لا يوازيها إلا حضارة الصين أو الهند باعتبارهما من أقدم الحضارات في العالم.
لكن هذا لا يعني أننا نستخدم قوانا الناعمة بكل طاقتها, فلدينا مشكلات نسعي جاهدين لحلها, وهنا لا يحب أن نجلد ذواتنا, فقد مررنا بلحظات عصيبة للغاية منذ أحداث يناير و30 يونيو جري فيها كل أنواع التخريب, واستخدمت فيها كل وسائل الفرقة, وكنا,ولم نزل, خارجين من سنوات طويلة من الضعف والهزال في جميع المواقع, ولا يزال الاستهداف مستمرا, فهناك بعض الذين يتم خداعهم ضد مصلحة وطنهم, أنظر مثلا لعشرات الآلاف من الشائعات التي تستهدف الوطن في مقتل, هل تظن أن أفراد يطلقون هذا الكم من الشائعات بتلك الحرفية, لا إن هناك مؤسسات بحثية متخصصة تابعة لأجهزة مخابرات دولية تبث هذه الشائعات لاستهداف الوطن فهناك21 ألف شائعة في3 أشهر بمعدل230 شائعة في اليوم, ولتقل لي أي دولة يمكن أن تتحمل ذلك إلا إذا كان لديها متانة ومناعة في الموقف الموحد, لكن اليوم يقف كل مسئول يؤدي دوره كترس في ماكينة ضخمة, يفند هذه الشائعات ويرد عليها, تساعده في ذلك وسائل الإعلام بالرد عليها.
والحقيقة أن قوانا الناعمة ستكتمل وستؤثر أكثر من ذلك إذا قام كل منا بدوره كما ينبغي, فعددنا100 مليون نسمة, إذا اجتمعت قوانا سنحقق المستحيل, وورويدا ورويدا سنصل إلي ذلك حتي لو ظل البعض يختلف في الرأي, لكن يظل عند اختلافه في الرأي ولا يحمل السلاح ضد المصريين ومن يفعل ذلك فعليه وزره.
تستخدم حروب الجيل الرابع في تهديد الوشائج الطبيعية التي تعمل علي استقرار المجتمعات مثل علاقة مؤسسات الدولة بمواطنيها وصولا لعلاقة الأب بأبنائه والمعلم والطالب ورب العمل والموظفين لديه, كيف تقرأ ذلك؟
تستهدف حروب الجيل الرابع القيم والعادات وحتي سلوكيات المصريين البسيطة, تلك القيم والعادات التي ينبني عليها أي مجتمع, ونحن كمجتمع شرقي له تاريخ موغل في القدم, ولكي نفهم الصورة بوضوح ينبغي أن ندمج في الحديث بين حروب الجيلين الرابع والخامس, لأن حروب الجيل
الرابع قد تستخدم فيها تنظيمات مسلحة أو قوي عسكرية, أو اقتصادية, تعمل عليها أجهزة مخابرات لاستنزاف قدرات الدولة وبخاصة الجيش والشرطة في عمليات إرهابية في أكثر من مكان وفي أكثر من توقيت, وأضيفت إليها حروب الجيل الخامس التي تستهدف الرمز والقدوة بحيث يتم تغيير المجتمعات من خلال تشويه القدوة والرموز.
هل نوضح أكثر, هذا النوع من الحروب أو مناهج التخريب تعمل علي الانتصار دون حرب عسكرية والمرحلة الأولي فيها هي إسقاط الأخلاق؟ إلي أي مدي وصلنا في إبطاء أو إيقاف ذلك؟
كانت الحروب مباشرة في السابق لها مدد محددة شهور وأقصاها عدة سنوات, كما في الحربين العالميتين الأولي والثانية, لكن حروب الجيلين الرابع والخامس قد تبقي عشرات السنين وتستهدف الأجيال الشابة وهدم القدوة والرمز دون أن تعلم الدولة المستهدفة أن هناك حربا تدار عليها,
فمثلا الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز عندما التقي القادة والضباط العسكريين في الأكاديمية العليا في التسعينيات تحدث عن ضرورة التدريب علي مواجهة حروب الجيل الرابع, وقال: كي يذهب العدو للنوم ثم يستيقظ ميتا, فعندما يجري استهداف العادات والتقاليد والرموز كما يحدث لدينا بداية من الأب والأم وانتهاء بالزعماء الكبار, فكيف يتربي الطفل أو الشاب في ظل هذ المناخ وهو الذي سيصبح في المستقبل قائدا أو جنديا يدافع عن بلده, فإذا لم يكن لديه قدوة في أبيه أو أمه أو في معلمه أو معلمته أو رئيس الجامعة وصولا إلي رئيسه في العمل فهل سيكون له قدوة في قائده, بالطبع لا, كل ذلك من أجل تهوين أو إضعاف انتماءه لبلده ووطنه فالذي ليس له انتماء أو ولاء لن يكون له قدوة, فمثله مثل الحديد التالف الذي لا يبني به بيت, لذا فحروب الجيلين الرابع والخامس باختصار تستهدف الأجيال الناشئة بتغريبها من خلال أنماط وسلوكيات وثقافات غريبة عن مجتمعها.
هذا ينقلنا إلي السؤال حول كيف يمكننا تفكيك شبكة عدم الكفاءة في ملف الإعلام مثلا؟.
الإعلام ناله ما نال بعض مؤسسات وفئات المجتمع, والناس يلقون باللوم دائما علي الإعلام لأنه يدخل غرف نومهم, سواء كان مقروءا أو مرئيا أو مسموعا, ولذلك كان الإعلام علي رأس المستهدفين من حروب الجيلين الرابع والخامس, كما استهدفت الشرطة والقضاء وصولا للقوة الصلبة للدولة وهي القوات المسلحة, من أجل هدم الدولة المصرية, وفي ظل هذا الاستهداف لا أستطيع أن أجعل الإعلام يتعافي بضغطة زر, وهذا ما ينبغي أن ندركه ونعيه في باقي مؤسسات الدولة, خاصة أن لدي الإعلاميين قابلية لإدراك حجم المخاطر والتهديدات ويسعون إلي إظهارها للمجتمع وتوعيتهم بها.
كذلك يجب أن ندرك أن هناك شبكة متعددة الأطراف تحتك بالإعلام وترتبط به وتؤثر فيه, فمثلا شبكات التواصل الاجتماعي مرتبطة بشكل قوي بالإعلام والتي تمثل البيئة الخصبة للفيروسات التي تهدد تماسك المجتمع, ولكل فيروس بيئة ينتشر فيها, وهذه البيئة هي ميدان حروب الجيلين الرابع والخامس وأسلحته المتمثلة في نشر الشائعات والبوستات الهادمة للروح المعنوية والعادات والتقاليد, ولذلك من المهم توعية المتلقي من هذه السموم, وهذه المهمة مسئولية الجميع في المجتمع وليس الإعلام وحده, كما يجب أن تكون لدي المتلقي القابلية لفهم التحديات والمخاطر والتهديدات التي تواجه وطنه, وأكرر لا ينبغي أن نستمر في جلد ذواتنا وتحميل الإعلام المسئولية الكاملة عما حدث من تخريب, فالإعلام ناله ما نال فئات الشعب, وكان له دوره الفاعل في ثورة30 يونيو, لكن هناك أمل والإعلام بدأ يستجيب ويدرك حجم المخاطر, كما زادت درجة انضباطه طبقا لمواثيق الشرف والأكواد الإعلامية, بيد أنه لايزال يتحمل مسئولية كبيرة بحكم عمله, فالصحفي والإعلامي ليس ناقلا فقط بل هو قارئ ذكي للمعلومات التي تصله ومحققا فيها.
في أحد لقاءاتك الإعلامية ذكرت أن الجيل الرابع من الحروب يستخدم الإعلام كمؤثر ورأس حربة ورأينا كيف كان دور الإعلام شحنا وحشدا في ثورة يناير؟ هل يعني ذلك أن لك ملاحظات علي هذا الملف وما هي؟
نعم الإعلام كان له دور فاعل في25 يناير و30 يونيو وكان دوره في30 يونيو أكثر فاعلية في حشد الناس معنويا ضد حكم الجماعة, وكان الإعلام يضئ للمواطنين الطريق الذي يتحسسون أنه الأسلم للتخلص من الإخوان, وأصاب الإعلام ما أصاب جسد المجتمع, لكنه لم يمت, ولأن هدفنا جميعا في النهاية هو الحفاظ علي الأمن القومي, فإن ملاحظاتي في هذا الصدد تتلخص في ضرورة أن يظهر لنا الإعلام حجم الإنجازات التي نفذت علي أرض الواقع حتي لا يشكك المغرضون في الخطوات التي تنتتهجها الدولة في الإصلاح, كي تصبح مصر قد الدنيا لأنه ليس بمقدور كل المواطنين أن يذهبوا إلي أماكن هذه المشروعات, وهذا دور الإعلام الذي يدخل كل البيوت, بأن يصل أطراف المجتمع ببعضها البعض. وعليه أيضا
تفنيد حرب الشائعات التي تدور رحاها ضد بلده مصر بكل ضراوة.
وهل غياب الإستراتيجية الإعلامية الموحدة جعلت البعض يبرز كل ما هو شاذ وقبيح فيروج له وينشره بقصد أو بدون قصد فيكون الإعلام هادما لا منشئا للوعي؟
اعتقد أن الإعلام من ضمن أولويات الدولة, خاصة وأن إستراتيجية الدولة شاملة وعامة في البناء والنهوض في سبيل تحقيق رؤية2030, والإعلام بالطبع جزء من هذه الاستراتيجية, وكون هناك بعض الفلتات والأخطاء ناتجة عن طبيعة التغييرات التي حدثت في الفترة الأخيرة, فهذا لا يجعلنا نقول إن كل الصحفيين أو الإعلاميين لديهم مشكلة, هناك أخطاء وهناك جهود حقيقية للتصحيح. وكما ذكرنا فالإعلام كان إحدي الجهات المستهدفة بالهدم والتفتيت والتقسيم أوبما يسمي إعادة الهيكلة, وعندما نضع أيدينا معا سوف نستطيع تجاوز كل المعوقات والعقبات, وبالتالي سيعود الإعلام ليؤدي دوره الصحيح كغيره من مؤسسات الدولة, ونحن نثمن جهد كل صحفي وإعلامي يعمل علي توعية المواطنين وتعريفهم بتحديات الأمن القومي ومخاطره وتهديداته في ظل المسئولية والقانون, وليس توجيه الرأي العام إلي زاوية أو اتجاه ما ودس السم في العسل في ظل الحروب الحديثة التي نواجهها.
للملف السوري أهمية خاصة لدي الدولة المصرية, وكذلك الحال للملف الليبي, ما وجهة نظركم في هذا الإطار؟
سوريا وليبيا تمثلان لمصر أمنا قوميا مباشرا, فسوريا هي البوابة الشرقية التي كانت وستظل تأتي من ناحيتها التهديدات المباشرة للأمن القومي المصري علي مدار التاريخ, وليس باعتبارها الجيش الأول لنا فقط, وعندما نحلل الوضع في الإقليم ينبغي أن نلقي نظرة علي تلك المخططات التي كانت تعد وتنفذ اعتبارا من سنة2011, فقد وصلت هذه المخططات إلي أن تصبح ليبيا لا دولة, مع أن المنطق الدولي السليم كان يستلزم دعم الجيش الوطني الليبي, ولذلك تعتبر ليبيا أمنا قوميا مباشرا لنا لأن بيننا حدود كبيرة تزيد عن ألف كيلو متر فكيف أترك النار تحرق بيت جاري وأقف ساكنا, خصوصا وأن هناك عشرات الجماعات الإرهابية لا تزال تعمل في ليبيا ناهيك عن الهجرة غير الشرعية وعصابات التهريب, وتعمل مصر علي أن يكون هناك حكومة واحدة في ليبيا باختيار الشعب الليبي وباعتراف دولي, رغم صعوبة تحقيق ذلك في ظل الموقف الدولي الحالي, فإن مصر تقف بكل قوتها مع المؤسسات الشرعية الليبية والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
أما بالنسبة للملف السوري فإن مصر تقف بكل قوة أيضا مع وحدة وتماسك سوريا, لأن هناك جبهة مصرية وجبهة سورية, خاصة بعد تدمير الجبهة العراقية, وضرب توازن القوي الذي كان موجودا, تعمل مصر علي الحفاظ علي الجبهة السورية بأي شكل يحفظ وحدتها وتماسكها لأنه لوتفتت فلن تبقي إلا الجبهة المصرية في الواجهة, والمنطقة العربية بشكل عام تتكالب عليها الذئاب من كل ناحية, فهي كالمسبحة رأسها هي مصر والتي إذا تم قطع الرأس لانفرط عقد المسبحة, وهذا هو السبب الذي جعل القيادة السياسية تقول عبارتها الشهيرة مسافة السكة, فكل الأمن العربي أمن قومي مصري, وكل دوله ينبغي أن تظل موحدة ومستقلة, ولن نترك دورنا لقطر أو تركيا أو إيران أو إسرائيل حتي لا تنال مصر سكين الجزار في النهاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.