انتشرت الأسواق العشوائية بمختلف مدن محافظة البحيرة بشكل مخيف منذ فترة ليست ببعيدة حتي أصبحت قنبلة موقوتة بعد أن احتل الباعة الجائلون معظم ميادين وشوارع المدينة, فبعد أن كانت الأسواق هي المتنفس الطبيعي لحركة البيع والشراء وتداول السلع وتقدم خدمة لجمهور المستهلكين بتوفير احتياجاتهم من جميع السلع, إلا أنه خلال الآونة الأخيرة انتشرت الأسواق العشوائية بالشوارع والميادين ومحطات السكك الحديدية بكل مراكز المحافظة, حتي بات فيه من الصعب في بعض المناطق مرور الأشخاص بسياراتهم بل وفي بعض الأحيان تغلق بعض الطرق بسبب هؤلاء الباعة, فضلا عن ان وضع هؤلاء الباعة الجائلين غير المقنن يهدر علي الدولة ملايين الجنيهات سنويا نتيجة سرقة التيار الكهربي, بالإضافة إلي أنها أصبحت بؤرة للمسجلين الخطر ناهيك عن أكوام القمامة الناتجة عن مخلفاتهم, فيما يري البعض ان سبب تفاقم المشكلة يرجع الي أنه لم يتم تفعيل قانون الباعة الجائلين رقم105 لسنة2012 من قبل الوحدات المحلية والذي يقضي بعدم بيع أي سلعة إلا بعد الحصول علي رخصة من الحي المختص مما تسبب في أزمة كبيرة بتشويه المنظر الحضاري وسرقة التيار الكهربائي وتعطيل حركة المرور, رغم أن القانون يعاقب البائع المخالف بالحبس شهر و500 جنيه غرامة للمرة الأولي ثم5 آلاف جنيه و6 أشهر في المرة الثانية إلا أنه لم يطبق علي أرض الواقع, فمازال الباعة الجائلون يملكون زمام الأمور وفرض الأمر الواقع وسط غياب تام للأجهزة التنفيذية ورغم وجود سوق حضاري مخصص لهم, كان قد افتتح عام2007, ويضم179 محلا مختلف الأغراض ومظلات معدنية تسع192 بائعا ودورات مياه ومبني إداري ومبان خدمية وبلغت تكاليف إنشائه أنذاك نحو خمسة ملايين جنيه, إلا ان الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور قامت بتأجير محلات هذا السوق الحضاري لعدد من أصحاب الحرف سمكري وميكانيكي ودوكو وغيرها من الحرف المختلفة وتساءل المواطنون من الذي قام بتأجير تلك المحلات؟ شارع المعهد الديني بدمنهور ففي مدينه دمنهور عاصمة المحافظة تحول شارع المعهد الديني أحد أكبر شوارع المدينة إلي سوق عشوائي خاصة خلف ميدان الاتوبيس بمنطقة شبرا, حيث فرض الباعة الجائلون سيطرتهم علي الشارع وقاموا بتحويله إلي سوق عشوائي لبيع الخضراوات والفاكهة والاسماك والطيور حتي أصبح مرور السيارات والأفراد يحتاج إلي معجزة بسبب الزحام الشديد. يقول محمود فكري, طبيب: أعاني يوميا أثناء مروري بسيارتي بشارع المعهد الديني بسبب احتلال الباعة الجائلين للشارع الذين يغلقونه في كثيرمن الأحيان بفروشاتهم وأقفاص الطيور, لدرجة انني اترك سيارتي التي لا اتمكن من ركنها أمام عيادتي واضطر إلي استقلال تاكسي لأتنقل به داخل المدينة, مشيرا إلي أن شارع المعهد الديني به العديد من المدارس والمعاهد الأزهرية ورغم وجود مقر الوحدة المحلية لمدينة دمنهور وسط هذه المنطقة إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا لدي رئيس المدينة لإنقاذنا من تلك المهزلة. منشية فلاقة خارج الخدمة ويؤكد عبد الحميد حلمي طرابية بالمعاش أن حي منشية فلاقة بدمنهور والذي يقطنه أكثر من100 ألف مواطن يعاني من التجاهل المستمر من قبل المسئولين بالمحافظة, مشيرا إلي أن هذا الحي به العديد من المخالفات بدء من المواقف العشوائية للسرفيس والتوك توك مرورا بمئات الباعة الجائلين وانتهاء بعشرات الإشغالات بطريق الكورنيش, إلا أن أهمها مشكلة الباعة الجائلين الذين احتلوا الشارع بصورة مستفزة مما يعوق حركة سير المواطنين. وأشار طرابية إلي أنه بالرغم من إنشاء سوق تجارية نموذجية للخضر والفاكهة قبل10 أعوام وافتتحه رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البحيرة الأسبق, إلا أن الباعة تجاهلوا السوق, ولم يستجيبوا لقرارات نقلهم, وفوجئنا بالوحدة المحلية بدلا من ان تجبر الباعة الجائلين علي الالتزام بالأماكن المخصصة لهم بالسوق تركوهم يحتلون الشوارع والميادين وقاموا بتأجير المحلات لمهن غير مخصصه لهذا المكان. سوق الشاذلي تخرج لسانها للمحافظة ويشتكي نصر الخراشي من سكان شارع عبدالسلام الشاذلي, من تفاقم زحمة الباعة بجوار مزلقان الاستاد بوسط المدينة والذي لا يبعد عن ديوان عام محافظة البحيرة سوي أمتار قليلة, حيث امتدت فروشات الباعة الجائلين حول قضبان السكة الحديد بجوار المزلقان, كل ذلك والمسئولين بالوحدة المحلية في ثبات عميق, ويشير الخراشي إلي أن مدينة دمنهور أصبحت تعاني في الآونة الأخيرة من أزمات مرورية بسبب احتلال الباعة الجائلين للأرصفة. المقريزي بؤرة تلوث ويضيف المهندس سعيد بسيوني رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات والمؤسسات الأهلية بالبحيرة ان شارع المقريزي بشبرا أصبح من الصعب بل من المستحيل مرور سيارة واحدة به بعد ان احتله الباعة الجائلين, بخلاف ما يقومون به من سرقة التيار الكهربائي من أعمدة الإنارة, بالإضافة الي مخلفاتهم من القمامة التي يتركونها في الشارع والتي تتسبب في انتشار الروائح الكريهة حتي اليوم التالي حيث تحولت المنطقة بالكامل لبؤر من التلوث, فضلا عن انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة التي تحرم علي الاتحاد فتح أية نافذة, أما عن الألفاظ النابية التي يتبادلها البائعون فحدث ولا حرج, وقد تقدمنا لرئيس الوحدة المحلية بالعديد من الشكاوي بل وصل الأمر بأن قمنا بتحرير محاضر بقسم الشرطة وللاسف رغم كل هذه المحاولات لم يتحرك احد وينقذنا من هذه المعاناة. أقفاص الطيور تغلق التوبة يقول أحمد محمد عبدالجواد أحد سكان شارع ميدان التوبة: قام تجار الطيور باحتلال الشارع كاملا, مشيرا إلي أنهم أغلقوا الميدان بأقفاص الطيور, ناهيك عن يومي الجمعة والاثنين من كل اسبوع وهما يومي السوق فالوضع يكون مأسوي من بسبب الاختناقات المرورية, ويضيف عبد الجواد وعلي بعد أمتار قليلة يوجد ميدان الساعة بوسط المدينة والذي تحول إلي سوق عشوائي حيث افترش الباعة الجائلون بضائعهم التي تلقي إقبالا لدي قطاع كبير من الجمهور لرخص أسعارها, بالشارع مما يصيب حركة المرور فيه بالشلل التام, بالإضافة الي المحلات التي احتلت الأرصفة حتي صارت مدينة دمنهور بلا أرصفة بسبب كم الإشغالات الموجودة عليها وفي نهر الطريق, وبعد تقديم الشكاوي للوحدة المحلية يتم القيام ببعض الإزالات وبعد ساعة واحدة يتم تسليمهم ما تم التحفظ عليه ويعود الأمر علي ما كان عليه. تفعيل القانون وتشير ناهد جوهر مدرسة إلي أن الباعة الجائلين احتلوا شوارع المدينة الرئيسية والجانبية, فضلا عن مداخل الوحدات السكنية والمحلات, الأمر الذي أدي إلي نشوب مشاجرات عديدة بين أصحاب العقارات والباعة الجائلين, ولكن دون تدخل المسئولين عن الوحدات المحلية وشرطة المرافق, وتري جوهر أن مخلفات تلك الأسواق العشوائية أدت إلي انتشار أكوام القمامة, والغريب أن المسئولين في مجلس مدينة دمنهور لم يتدخلوا لوقف هذه المأساة ونقل الباعة الي السوق حرصا علي راحة الاهالي وكأن الأمر لا يعنيهم, وطالبت جوهر بتفعيل قانون الباعة الجائلين رقم105 لسنة2012 م. رئيس المدينة يفجر مفاجأة: الحرفيون وشرطة المرافق استولوا علي سوقين حضاريتين والأمر علي مكتب المحافظ اعترف المهندس سعد غراب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور بأن المحلات الموجودة بسوق الخضر والفاكهة الحضري بمنطقة فلاقة تم تأجيرها بشكل خاطئ لبعض المهن المختلفة علي غير المستهدف من إقامته. وقال: هذه المحلات تم تأجيرها بعد ثورة25 يناير2011, مشيرا إلي أن المستأجرين لم يقوموا بتسديد القيمة الإيجارية المتفق عليها. وكشف غراب عن استيلاء شرطة المرافق علي السوق الثاني بساحة الحرية, مشيرا إلي أنه سوف يعرض الأمر علي المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة لاتخاذ اللازم نحو سوقي فلاقة وساحة الحرية, مشدد علي أنه سيتم تطبيق قانون الباعة الجائلين رقم105 لسنة2012 علي الجميع بحسم وقوة. منافذ المحافظة أكد خميس شوقي أحد الباعة الجائلين أنه يتمني تطبيق قانون الباعة الجائلين علي الجميع كما يتمني ان يكون هناك التزام من جميع البائعين بدخول الأسواق النموذجية المخصصة لهم, ولكن أتمني ان يطبق هذا علي الجميع, وتساءل هل من المقبول ان تترك المنافذ التي أقامتها المحافظة لبيع الخضر والفاكهة واللحوم قائمة بالميادين والشوارع الرئيسية بمدينة دمنهور وتتم إزالة الباعة الجائلين؟