انتشر استخدام المبيدات الحشرية بشكل خطير بين جميع الفئات وبات سوء استخدامها واحدا من أهم مسببات مرض الأورام والتي انتشرت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة ونظرا لأن معظم المتعاملين معها من الأميين الذين لا يدركون حجم مخاطرها قام نشطاء مدنيون بمركز القوصية بأسيوط بتدشين حملة توعية بمخاطر الإفراط وعدم الاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية نظرا لما لها من آثار سمية قريبة المدي وبعيدة المدي قد تظهر آثارها بعد عدة سنوات لتوعية الفلاحين بخطورة استخدام المبيدات الحشرية والفترة الآمنة لجمع المحصول بعد رشه. يقول سامي رميح منسق الحملة إنه من المعروف أن تناول أي طعام ملوث بالمبيدات الزراعية قد يؤدي إلي أمراض خطيرة خصوصا أن استخدام المبيدات يتم في مصر بصورة عشوائية لاسيما أن معظم من يقومون برش هذه المبيدات هم أميون ومن ثم فإنهم يفتقدون لكل وسائل الحماية أثناء رش المبيدات, كذلك فإن معظم الفواكة والخضراوات يتم رشها وجنيها ثم بيعها للجمهور دون ترك الفترة الزمنية المطلوبة وهو ما يمثل خطورة كبيرة ويؤدي لنتائج كارثية ويتسبب في حدوث كثير من الأمراض والأورام السرطانية. وأضاف رميح عندما نشتري معلبات ويحدث منها ضرر بسبب فسادها نشكو البقال عندما نشتري دواء ويحدث منه ضرر بسبب فساده نشكو الصيدلي.عندما نشتري خضراوات أو فاكهة ويحدث منها ضرر بسبب مبيدات زراعية نشتكي لمن؟ وقال: قطعا لا نريد ضررا لأحد مطلقا. وأيضا نريد حماية المواطنين وكشف عديمي الضمير من المزارعين الذين يهتمون بالكسب علي حساب حياة المواطنين ويفرطون في استخدام المبيدات الزراعية والهرمونات ومن هنا جاءت فكرة تبني حملة توعوية شاملة لبيان خطورة المبيدات لا سيما أن القانون رقم10 لسنة1966 بشأن مراقبة الأغذية وتنظيم تداولها وضع ضوابط لها مؤكدا أنه تمت دعوة المواطنين لعقد عدة ندوات توعية بخطر المبيدات الحشرية. ويوضح ياسر سليمان أعمال حرة أن خطر استخدام المبيدات لا يقتصر علي المستهلك فقط وإنما الفلاح والمزارع ممن يقومون باستخدامها أول من يكتوون بنارها مضيفا أنا كنت في المستشفي الجامعي ووجدت حالة لشاب في ريعان شبابه يدعي حسام خليفة18 سنةمن قرية بني حسين التابعة لمركز أسيوط مصابا بالفشل الكلوي وعندما سألت أهله أخبرني أبوه بأنه ذهب لرش محصول الفول البلدي بالمبيدات وبعدها تناول بعد الفول مما أدي لإصابته بالفشل الكلوي فورا, وهو ما يتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية للتوعية وتقنين استخدام المبيدات الحشرية. وقال سعيد محمد مزارع إن كثيرا من الدول أقلعت تماما عن استخدام المبيدات الحشرية وتوجهت لوسائل المقاومة الطبيعية وهي أقل تكلفة في حال تعميمها وتتم بإنشاء غرف لجذب ذكور الحشرات وفور دخولها الغرف واستنشاقها للمادة الجاذبة يحدث لها عقم ومن ثم يتم القضاء علي انتشار هذه الحشرات لافتا إن استخدام المبيدات الحشرية لها مخاطر جمة سواء بنوعية المبيد أو كميته أو فساده وانتهاء صلاحيته وهو ما يضاعف من خطورته. الدكتور طلعت الخطيب أستاذ سلامة الغذاء بجامعة أسيوط دعا لتبني مثل هذه الحملات التوعوية خصوصا عند الحديث عن واحد من أهم مسببات الأورام السرطانية في مصر بل إن أغلب الأورام الموجودة في مصر سببها المبيدات, مضيفا أنه من الصعب منع الفلاح من استخدام المبيدات الزراعية كذلك من الصعب أيضا منعه من جني المحصول الذي يعيش ويقتات منه فهو لا يعنيه من يموت أو يحيي المهم يجمع مالا ليستطيع الإنفاق علي نفسه وأسرته وزرعه,وهو ما يتطلب تدخلا ومراقبة فعلية من الدولة بعدما هاجمت الأمراض الأسر والبيوت المصرية بلا هوادة وبات هناك أطفال رضع مصابين بالسرطانات, لافتا إلي أن جميع المحاصيل باتت مسرطنة بسبب المبيدات,وكل الفواكة ترش ومعظمها يتم رشه بالليل وفي الصباح يتم جمعه وبيعه. وفجر الخطيب مفاجأة بقوله: أتذكر أنني كنت في أحد المؤتمرات الدولية فقال دكتور مصري كبير تخيل عندما عملوا مستشفي للسرطان في مصر كنا نسخر ونتريق عليهم سرطان إيه اللي هتعملوا له مستشفي وكان ذلك في السبعينيات النهارده لا تخلو أسرة أو عائلة من مريض سرطان. وطالب القائمون علي الحملة المواطنين أنه في حال حدوث تسمم بسبب المبيدات الإبلاغ عن البائع وهو بدوره سيبلغ عن المورد لحماية نفسه الذي سيبلغ عن المزارع لحماية نفسه وبالتالي يمكن الوصول للمزارعين عديمي الضمير وتصاب محاصيلهم بالبوار.