حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبيدات الزراعية "شر لابد منه"
نشر في الوفد يوم 01 - 03 - 2016

يبدو أن الجدل المثار على نطاق واسع حول استخدامات مبيدات الآفات الزراعية، على مدى السنوات الماضية سيظل مستمرًا. وسوف يتواصل أكثر وأكثر. خاصة بعد ظهور انعكاساته السلبية على إنتاجية المحاصيل. نتيجة الاستخدام المفرط فى عمليات المكافحة. ووقاية المحاصيل الزراعية المختلفة من الآفات. الأمر الذى دفع البعض للمطالبة بالغاء استخدام وتداول المبيدات بشكل مطلق، أو البدء بالترشيد – تمهيدا -للاعتماد على استخدام المبيدات الحيوية غير ضارة.
وبعيدا عن هذا وذاك، يرى الخبراء أن استخدام المبيدات الكيماوية فى مصر. بل فى العالم رغم ما يثار حولها من تحفظات «شر لابد منه»، لمواجهة خطر الآفات والحشرات الزراعية. وبالتالى تلافى تعرض الإنتاج الزراعى لأى ضرر. خاصة فى ظل محدودية الاراضى الزراعية، ونقص المياه. بشرط أن يكون الاستخدام آمناً. من خلال تجريم وتحريم الاستخدامات التى تتنافى مع ضوابط واشتراطات المنظمات الدولية. والتى اقرتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية فى مصر.
ويكفى لتنفيذ تطبيقات الاستخدام السليم للمبيدات، وبرنامج المكافحة المتكاملة، التزام المزارعين بتوصيات لجنة مبيدات الآفات المدونة على عبوات المبيدات المتداولة بالأسواق. مستوردة كانت، أو منتجة محليا. وبموجب البيانات المدونة على عبوات المبيدات يمكن التفرقة بين الأنواع المسموح بها، والأنواع مجهولة المصدر، أو المقلدة.
وبحكم المسئولية المجتمعية هناك دور يقع على قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة، والإعلام الزراعى، لمساعدة المزارعين على الإلمام بالمعلومات الكاملة عن التركيب المحصولى ومستلزمات الزراعة، حتى يتمكن من اختيار الأنسب، والأصلح للزراعة من بين عشرات الأنواع المتداولة، وعدم التأثر بصراع الشركات المنتجة للمبيدات حول المادة الفعالة. لأنه صراع مصالح بين الشركات «ضرب تحت الحزام» ببث شائعات مغرضاً للسيطرة على الأسواق. وليس لخدمة الفلاح المستفيد الأول من الزراعة والمعنى بمكافحة الآفات.
وهناك كثير من العوامل التى تؤخذ فى الاعتبار عند المفاضلة بين أنواع المبيدات المطروحة بالسوق. ويأتى فى المقدمة مدة بقاء أثر المبيد فى التربة إلى جانب العوامل البيئية مثل: «درجة الحرارة، والرطوبة، ودرجة الحموضة» – باعتبارها – أهم العوامل التى تساعد على تحلل المبيد.. ملحوظة: لجنة مبيدات الآفات لا تسمح بتسجيل أى مبيد فى مصر، الا بعد خضوعه للتجريب. وبعد التجريب يصرح بتداوله مع توصيات الاستخدام. بهدف تلافى تجنب إلحاق الضرر بالمزارع، أو المستهلك. نتيجة الاستخدام العشوائى فى عمليات رش المبيدات. والتى ينتج عنها تتطاير، أو انتقال، أو تحول، أو تحلل، أو امتصاص مكونات المبيد من التربة الى النبات. ويجدر الاشارة الى ان أكثر من 90 % من المبيدات المتداولة بالأسواق يمتد تأثيرها الى عناصر البيئة.
ويشدد بعض الخبراء، على ضرورة مراعاة احتياطات الأمان، للحد من الاستخدام الخاطئ للمبيدات. وذلك حرصا على سلامة وصحة المواطنين. وتعمل لجنة مبيدات الآفات الزراعية على توفير المعلومات والإرشادات الخاصة بالمكافحة والوقاية، وعدم الترخيص للشركات بطرح أى مبيدات قبل تجريبها. وهى بصدد تكليف مجموعات من الكوادر النشطة من المعينين الجدد بمديريات الزراعة بالمحافظات، للانضمام الى المنظومة الرقابية لممارسة العمل الميدانى. ملحوظة: عدد العاملين بإدارة الرقابة على نشاط تجارة وإنتاج واستيراد المبيدات لا يتعدى 7 أفراد فقط.
وقد تم الانتهاء من تدريب ما يقرب من 100 رقابى – تمهيدا - لضمهم قبل نهاية العام الى منظومة الرقابة على المبيدات. للمساهمة فى خفض تداول المبيدات التى لا تخضع لضوابط وزارة الزراعة، وتؤثر بالسلب على صحة المواطن نتيجة عدم خضوعها للتجريب، واصدار توصيات معتمدة بمعدلات استخدامها على المحاصيل.
أورام سرطانية
ولتجنب الإصابة بالتسمم الناتج عن رش المبيدات عند تناول الاطعمة، إذا روعيت احتياطات الامان عند الاستخدام بتطبيق توصيات وزارة الزراعة بالنسبة لرش المبيدات بالمعدلات الموصى بها والمبينة على العبوات، وعدم جمع المحصول وطرحه بالاسواق قبل فترة الامان «PHi» وهى الفترة التى ينتهى فيها أثر المبيدات على المحصول وقت الجنى أو الحصاد. أما اثناء الرش فإنه يتوجب على العالم ارتداء ملابس واقية وكمامات تمنح تسرب المبيد، أو استنشاقه بشكل متكرر، ويؤدى استنشاق المبيدات اثناء الرش احيانا الى «غثيان، ودوخة». لأن المزارع لا ينتبه الى تلك الاعراض. وقد يتسبب تكرار عمليات الرش، وتراكم المبيدات فى التربة وعلى النبات، الى الإصابة بالأورام السرطانية. اما مظاهر انهاك البيئة والمتهم فيها المبيدات فتكمن فى عدة نقاط أهمها، الاخلال بالتوازن البيئى والقضاء على الأعداء الطبيعية، والتأثير على الحشرات النافعة اقتصاديا نتيجة استخدام المبيدات الكيماوية.
الإفراط فى المبيدات
وتؤكد بعض الدراسات التى تم نشرها، أن استخدام المبيدات بشكل مفرط قد يكون له تأثير سلبى على الحيوانات البرية كالأرانب، والطيور، والاسماك اضافة الى تدهور خصوبة التربة بسبب قتل المبيدات لبكتيريا تثبيت النتروجين «الازوت» فى التربة، وأثبتت الدراسة أن النتريت يتفاعل مع المبيدات وينتج عن هذا التفاعل مركب «النتيروز أمينات» وهو مادة سامة تسبب السرطان تعمل على تلوث التربة، والمياه الجوفية، وتمتص بواسطة عصارة النبات، ويخزن فى أنسجته.
وتعتبر الدورة الزراعية، وعمليات المقاومة الحيوية، إحدى الوسائل الأكثر امانا فى الزراعة من مخاطر المبيدات. إلا انها لا تعد بدائل عن المبيدات الكيماوية، ومن الممكن ان تقلل استخدام المبيدات الكيماوية، نظرا لان الزراعة العضوية لا تفى باحتياجات المستهلك، والمقاومة الحيوية تحتاج الى امكانيات كبيرة، وانتاج سلالات مقاومة للآفات عبر مراكز بحثية تفى باحتياجات السوق الزراعى المصرى، وإتباع إرشادات السلامة، والامان بشكل مكثف عبر القنوات الاعلامية العاملة فى المجال الزراعى.
مجهولة المصدر
وتكمن المشكلة فى التجارة غير المشروعة للمبيدات. من خلال تهريب مبيدات محرمة دوليا الى السوق المصرى، أو طرح أنواع غير مصرح بها من إنتاج مصانع «بير السلم» تعمل بدون ترخيص. والمبيدات مجهولة المصدر أكثر ضررا، وتقضى على الحشرات النافعة، والضارة معا. الأمر الذى يتسبب فى إحداث خلل فى التوازن البيئي. نتيجة استخدام الأنواع المجهولة. ويرى المزارع أن استخدام المبيدات يحقق له نتائج ايجابية ملموسة فى القضاء على الآفة. ولكن فى نفس الوقت يفتقد المعرفة الحقيقية بالمخاطر التى تضر الصحة العامة. كما يؤدى خلط نوعين، أو اكثر من المبيدات. ثم رشها دون علم بفترة الامان. يؤدى إلى آثار سيئة على عمليات التلقيح للنحل.
وعن التأثير الصحى للمبيدات يرى بعض خبراء الصحة والبيئة، أن المبيدات الزراعية تندرج تحت قسمين: «مركبات فوسفورية، ومركبات هيدروكربونية»، فالأولى تنتج عن تفاعل حمض الفوسفوريك مع مواد كحولية تنتج أملاح الحمض «كالاسترات» والاميدات، أما المبيدات الهيدروكربونية فتتألف من الهيدروجين، والكربون، وأن الاصابة بالمركبات الفوسفورية تصنف كحالات تسمم كيميائى، وتظهر على المصاب الاعراض باتساع حدقة العين، والقىء المتكرر، والاسهال، والصداع، والغثيان، ويمكن التعامل مع تلك الحالات بحسب تقديرات خبراء الصحة، اما التعرض للاصابة بالمركبات الهيدروكربونية فتصنف كحالات يصعب التعامل معها لانها مركبات تخزن فى النسيج الدهنى للجسم، وتعمل المنظمات الدولية.
وبشكل عام فإن حالات التسمم بالمبيدات أصبحت حالات محدودة. وأغلب الحالات ناتجة عن الاستخدام السيئ اثناء الرش، أو استنشاق المبيدات بكميات كبيرة، ويقع الدور الأكبر على كاهل القطاع الارشادى بوزارة الزراعة لنشر الوعى، وتكثيف الحملات التوعوية حول انواع المبيدات، ونسبة خطورتها طبقا لتقديرات المنظمات الدولية، وتصنيفاتها، وكيفية التعامل معه، وفترة الامان التى سمحت بها لجنة مبيدات الآفات.
ويصنف الخبراء المبيدات، إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: مبيدات محرمة دوليا يأتى منعها لاسباب أهمها عدم تسجيلها بالمنظمات الدولية، وعدم اعتمادها فى قائمة المبيدات المعتمدة طبقا لأمان المادة الفعالة، أو لكونها مبيدات «ثابتة» يصعب تحللها فى التربة مثل مادة ال DDT، أو مبيدات لم يتم اعتمادها بمصر، لأنها لم تخضع لسنوات التجريب المقررة على الآفة المستخدمة عليها.
والنوع الثانى: مبيدات مقيدة الاستخدام، لضرورة وجود الية معقدة لاستخدامها بشكل صحيح وآمن، ولاتسمح لجنة مبيدات الآفات باستخدام هذا النوع، الا بموافقة وزارة الزراعة، وبكميات بسيطة جدا تحددها اللجنة المعنية بشأن المبيدات طبقا لاحتياجات المحاصيل الضرورية.
والنوع الثالث: مبيدات مسموح باستخدامها ولا تحتاج الى اشتراطات. سوى تسجيلها بلجنة مبيدات الآفات. نظرا لقلة خطورتها، وعدم الحاجة للحد من انتشارها، وتنقسم المبيدات المستخدمة الى مبيدات جهازية تدخل الى جميع أجزاء النبات، وفترة الامان طويلة، وتأثيرها واسع على انواع كثيرة من الآفات، وغير جاهزية تقتل الآفات بالملامسة، وسريعة التكسر نظرا لتعرضها للعوامل البيئية المختلفة، أى أنها تتمتع بفترة أمان أقل.
وتعد المبيدات الأكثر فاعلية لزيادة انتاج المحاصيل الزراعية، لسد حاجة الناس من الاغذية. ويحذر من المخاطر التى يسببها الاستخدام العشوائى للمبيدات. مثل زيادة الجرعات، أو خلط أكثر من نوع ببعضهما البعض. فضلا عن الأخطار الشديدة التى تنتج عن استخدام مبيدات مهربة أو مجهولة المصدر. إضافة الى انها تلحق الضرر بالبيئة، والتربة اذا لم تتم وفق ضوابط واشتراطات وزارة الزراعة. وطبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية تتسبب المبيدات، فى إصابة ما يقرب من مليون شخص فى العالم بحالات التسمم، ووفاة 220 ألفاً سنويا. نتيجة استخدام المبيدات، وألزمت المنظمات الدولية العالمية منتجى المبيدات بوضع بطاقة استدلالية على العبوات تتضمن تعليمات تحذيرية، وألوان لكل بطاقة حسب درجة السمية، واشارات تحذيرية يجب قراءتها بدقة قبل التداول والاستخدام، وتطبيق تلك التعليمات بعناية لتلافى المخاطر البيئية، او الصحية نتيجة الاستخدام الخاطئ.
حساب الأرباح والخسائر
وتؤكد التقارير الدورية لمنظمة الاغذية والزراعة «الفاو»، أن حجم الطلب العالمى على المبيدات ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة نتيجة زيادة التعداد السكانى، وزيادة الطلب على رفع انتاجية المحاصيل لسد حاجة الناس من الغذاء، وانه من المتوقع ارتفاع حجم الطلب الى 3 أضعاف خلال الفترة القادمة للقضاء على الافات التى تسبب خسائر نتيجة الفاقد من المحاصيل تقدر ب 500 مليار دولار سنويا، وتبلغ تكلفة الاستهلاك العالمى من المبيدات 55 مليار دولار تستهلك منها الدول المتقدمة نحو 75%. وتشير دراسة للدكتور يحيى عبد الحميد استاذ الكيمياء وسمية مبيدات الآفات، إلى أن مبيدات الآفات الزراعية تكبد مصر خسائر بيئية وصحية تقدر بحوالى 800 مليون جنيه سنويا.
ولإصلاح النظام الرقابى يسعى الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات، إلى تنظيم برامج تدريبية، للمساهمة فى مساعدة وتأهيل المزارعين، لتطبيق التوصيات المعتمدة الصادرة عن لجنة مبيدات الآفات للحد من أخطار التلوث. خاصة فى ظل استهلاك ما يزيد على 850 طنا من المادة الفعالة المسموح بتداولها سنويا.
وطبقا للبيانات الرسمية، تستورد مصر احتياجاتها من المبيدات من 27 دولة. ومن بين 23 مصنعاً يعمل فى مجال إنتاج وتعبئة المبيدات، هناك بعض المصانع بدأت بالفعل فى تخليق المبيدات خارج حماية الملكية الفكرية. ويضيف «عبد المجيد» أن المبيدات التى يتم تسجيلها فى مصر لايسمح بتداولها قبل تقديم كافة الدراسات الموثقة عالميا، ومنها دراسات السمية الحادة، والبيئية والمزمنة.
وتنقسم المبيدات بحسب صورها الى 3 صور أولاها: المستحضرات الجافة «مساحيق التعفير، والمساحيق المركزة، والمساحيق القابلة للبلل، والمحببات، والمساحيق الذائبة فى الماء».
المستحضرات السائلة «المركزات الزيتية، والمائية، والقابلة للامتزاج، والقابلة للاستحلاب، ومستحلبة منعكسة، ومستحضرات متدفقة», ومستحضرات خاصة «طعوم سامة» وتشمل إيروسولات، ومبيدات معاملات الجذور، وعجائن، وكبسولات المبيدات، وخلائط المبيدات.
ولتجنب الأمراض التى تصيب النبات، والبيئة، اتخذت لجنة الآفات الزراعية بعض احتياطات الأمان منها:
يشترط قبل تسجيل أى مبيد فى مصر، أو التوصية باستخدامه، أن يكون مصرحا به ومسجلا فى بلده الأصلى, ومرفق تقرير بكافة البيانات والمعلومات الخاصة السمية للثدييات معتمد من هيئة دولية.
يتم استبعاد المبيدات ذات الأثر الباقي الطويل، واستبدالها بأخرى ذات فترة بقاء قصيرة. ولا يتم استخدام شديد السمية (جرعتها القاتلة لنصف المجتمع أقل من 20 مج /كجم وزن جسم) أو المبيدات المسببة لأورام سرطانية أو التي تتراكم أو تخزن في دهن الإنسان والحيوان.
استخدام صور من مستحضرات المبيدات تتصف بالأمان والنوعية والمحافظة على البيئة بدلا من التقليدية، مثل المحببات المنتشرة فى الماء بدلا من المركزات المستحلبة والمعلقات الفردية بدلا من المساحيق المنتشرة فى الماء.
وينصح خبراء المبيدات، بمراعاة عمال الرش الاحتياطات الكافية للسلامة اثناء العمل. باختيار الوقت المناسب للرش بعيدا عن ارتفاع درجة الحرارة، وأثناء الرياح، وحفظ زجاجة المبيد بعد استعمالها، والتخلص منها بشكل آمن وصحيح بعيدا عن الأطفال، وعدم استخدامها فى حفظ أى مواد أخرى حتى لو تم تطهيرها، وغسل اليدين والوجه بالصابون جيدا بعد انتهاء عملية الرش، وتجنب استنشاق المبيدات، والرذاذ المتطاير أثناء الاستخدام بوضع كمامة على الفم والأنف على الأقل اثناء الاستخدام.
كما يجب فتح العبوات تدريجيا حتى لا تندفع الأبخرة، أو الغازات من فتحة العبوات مرة واحدة وتسبب ضررا. ويصب المبيد بعناية من فتحة قمة الوعاء لتجنب تناثر المحتويات. وينصح بعدم خلط المبيدات الا من خلال مهندس الارشاد، لتلافى مخاطر المبيدات المخلوطة على الصحة والبيئة. ويحظر تقليب محلول الرش باليد. والاستعانة بقطعة من الخشب، أو فرع شجرة. ويراعى تجنب الرش عكس اتجاه الريح، وعدم تسليك «بشابير» فوهات معدات الرش عند انسداها بالنفخ. وعدم إلقاء بقايا محلول الرش، أو غسيل المعدات فى الترع أو المصارف لتجنب تسمم الماشية والأسماك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.