برغم يقيني المسبق عن أن من ترعرع في بيئة إخوانية لابد وأن يكون لديه من التشوهات الفكرية والنفسية ما يكفي لجعله غير سوي في العموم إلا أن ظهورها علي شاشات التليفزيون ولد لدي أملا في أنه من الممكن إصلاحها خاصة وأنها لا تزال طفلة صغيرة لم تتجاوز العشرين بعد.. أتحدث عن مريم الصاوي التي كتبت عنها مقالي السابق قبل إجازتي وطالبت بدعمها حتي تكون نموذجا لغيرها من فتيات وشباب هذه الجماعة الإرهابية ربما استطعنا أن نجعل منهم أفرادا صالحين في المجتمع.. أنا وغيري ممن شاهدوها في الإعلام تفضح أعضاء جماعة الإخوان وممارساتهم الإرهابية وخياناتهم لمصر مددنا لها يد المساعدة علها تصلح من نفسها, وتصبح فردا نافعا لمجتمعها, ولكن للأسف الشديد لم تحاول هي أن تساعد نفسها ولم تقدر مساعدات الآخرين لها الذين كانوا لها ناصحين بأن تحاول أن تجعل من حياتها القادمة نموذجا مشرفا.. وهو الأمر الذي لم تأخذه هي علي محمل الجد ولم تحاوله من الأساس.. نعم هي فضحت الإرهابيين علي شاشات التليفزيون وجعلتنا جميعا نشيد بموقفها الشجاع ولكن الحقيقة المستترة خلف المشهد لم تكن كذلك بالفعل.. وما علمته أنا من حقائق عن كواليس الموضوع بأكمله جعلني أقدم علي كتابة هذا المقال حبا في وطني مصر الذي لا يستحق أن يعيش فوق أرضه أي من عناصر هذه الجماعة الإخوانية الإرهابية.. قد لا أستطيع أن أفصح تفصيليا عما توصلت إليه من معلومات زادتني يقينا بأن شيئا ما يحدث خلف كواليس حكايتها مخالفا لما رأيناه جميعا في القنوات الفضائية, ولكني بعدما تأكدت بالفعل أن لا سبيل في إصلاحها وتغيير حياتها إلي الأفضل لأنها هي لا ترغب في ذلك ولا تسعي إليه قررت مواجهة الأمر بكل شجاعة والاعتذار لكل قاريء أكن له الاحترام والتقدير.. بالرغم من أني لست نادمة علي مساعدتي لها إنسانيا كفتاة بحاجة إلي المساعدة.. والتي جعلتني أتوقف كثيرا عند حقيقة مؤكدة أن البيئة الإخوانية حتي وإن عاش فيها البعض رافضا للإرهاب والدم إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينشأ نشأة سليمة علي الإطلاق.. فالشخصية التي تترعرع في بيئة إخوانية لابد وأن تكبر وبها عيوب سلوكية وفكرية وأخلاقية أيضا.. فالإخوانية في حد ذاتها فكرة غير سوية نشأت في الأساس لهدم الأوطان والمتاجرة بالدين والدم.. ومن هم علي شاكلة هؤلاء لا يمكن أن يربوا أبناء أسوياء.. فإن كنا نرغب في أن نحمي الأطفال من هذا الفكر المشوه لابد أن يتربوا منذ صغرهم في بيئة صحية بعيدا عن ذويهم.. الأمر الذي يبدو مستحيلا في ظل عدم وجود قوانين صارمة ملزمة في هذا الشأن.. مما يعني أن المجتمع سيظل يعاني من وجود أفراد غير أسوياء مثلهم وسنظل ندور في هذه الدائرة المفرغة التي علينا التفكير في كيفية الخروج منها سالمين والقضاء علي هذا الفكر النجس من جذوره وعلي كل من يعتنقونه لكي ننقذ شباب مصر وفتياتها من الوقوع في براثنه.. ولكي نحمي الوطن من غدرهم وإرهابهم.. ربما هذه الفتاة مريم ليست إرهابية, ولكنها أيضا ليست كما ظن البعض أو كما تمنينا جميعا أن تكون.. ولهذا السبب فالدولة لم تقصر في حقها ولم تتخاذل عن حمايتها كما كتبت هي علي فيسبوك لأنها ببساطة ليست صادقة في كل ما روته عن حكايتها.