«فادية» فقدت عذريتها.. وتركها خطيبها بعد 5 سنوات.. وأهله يرمونها بالكذب المساكنة قبل الزواج من المواضيع التى يمنع الاقتراب منها، أو حتى التحدث عنها فى مجتمع تحكمه العادات والتقاليد والقيم الدينية، فالأمر فى مجتمعاتنا يجب أن يتم عبر مراحل محددة، العلاقة الحميمة ليست إحداها، لكن ظاهرة جديدة تتبع النمط الغربى للحياة من علاقات تتيح للمخطوبين التعمق فى علاقات مرفوضة دينيًا واجتماعيًا، ظاهرة استطاعت «الصباح » رصدها فى المجتمع المصرى، وهى ازدياد عدد العلاقات الجنسية بين المخطوبين قبل الزواج ظنًا من بعضهم أنه سيجمعهم منزل فى النهاية. «مريم حسن» حكت ل«الصباح» حكايتها، قائلة إنها كانت مخطوبة لخطيبها منذ أكثر من 4 سنوات، على أمل أن يحصل على شقة، كما طلب والدها منه، وفى السنة الثالثة دعاها خطيبها إلى منزل أسرته التى كانت تذهب إليه فى العادة فى زيارات متكررة لتساعد والدة خطيبها فى أعمال المنزل، وتجلس معه قليلًا، وفى أحد الأيام وكعادتها ارتادت منزل خطيبها وذهبت لتجده بمفرده فى المنزل، فجلسا كعادتهما ثم تطور الأمر لمداعبة تطورت مع الأيام بينهما إلى معاشرة واستغلا كل فرصة لم تكن أسرتهما متواجدة فيها، تقول مريم إنه فى أحد الأيام طلب منها أن يتعاشرا معاشرة كاملة فشعرت بالخوف، وأخبرته أن الأمر قد يتسبب فى مشاكل كبيرة، ووجهت إليه العديد من الأسئلة عما إذا لم يتم الزواج بينهما، ماذا سيكون مصيرها فى المستقبل، وأشارت إلى أنه وعدها أنه لن يتخلى عنها أبدا، فقبلت عرض خطيبها واتفقا على أن يتقابلا فى منزله أثناء ذهاب والدته ووالده لبلدهما فى الدقهلية، وتستطرد: «لم أستطع النوم ليلتها وبقيت مستيقظة أفكر: هل أطاوعه أم لا. وماذا إن اكتشفت أسرتها ذلك؟. وتابعت مريم أنها فى صباح اليوم التالى ذهبت لمنزل خطيبها مدعية أمام أسرتها أنها ستذهب معه لمشاهدة معرض للأثاث، الأمر فى البداية كان يملأه الخوف والرهبة لكنه مع الوقت والمداعبة تمت فى النهاية المعاشرة الكاملة التى تخللها وعود «أنتى مراتى، أنتى بتاعتى أنا وبس، ما تخافيش»، فاطمأنت وظلا على هذا الحال سنة كاملة حتى علمت أنها حامل فى 8 أسابيع، فتملكتهما الصدمة والقلق، فما كان منهما سوى سرد الأمر على أسرة الخطيب للإسراع فى إجراءات الزواج، وبالفعل هم الآن متزوجان. قصة أخرى لياسمين. ع، 29 عامًا، فتاة بدت عليها ملامح القلق، حكت حكايتها، قائلة: «لم أخن أسرتى، لم أخن ثقتهم بى، فأنا تربيت جيدًا على المبادئ والدين والأخلاق، لكننى انجرفت مع خطيبى، لا أعلم كيف حدث ما حدث»، وأضافت أنه فى أحد الأيام وهى فى منزل أسرتها ذهبت والدتها للسوق، وكانت تتحدث مع خطيبها على الهاتف، وإذ به يطرق باب المنزل ففتحت له وأدخلته، وهكذا بدأ الأمر يتكرر كلما ذهبت والدة ياسمين للسوق، وتابعت: «نحن الآن زوجين منذ عامين ولى طفلتين وحياتنا سعيدة، وأكدت ياسمين أنها لم تعلم ماذا كان عليها فعله فى البداية لكنها قامت بإخبار والدتها التى أسرعت فى إجراءات الزواج». تشبه قصة فادية سعيد، 23 سنة، القصتين السابقتين، لكن الأمر انتهى بترك خطيبها لها والتبرؤ من فعلته، حكت «فادية» والدموع تسبق كلماتها، أن خطيبها الذى استمرت خطبتهما أكثر من 5 سنوات تركها بعدما عاشرها فى السنة الرابعة من خطبتهما، وتشير فادية أن خطيبها تودد إليها على مدار سنتين انتهتا بفقد عذريتها، وقالت إن الأمر استمر بينهما لمدة عام ثم بدأ يمتنع عن القدوم فى الزيارات العائلية وعلمت أنه على علاقة بفتاة أخرى ومن هنا بدأت المشاكل التى انتهت بتركه لها، وعندها لم تعلم ماذا تفعل توجهت إلى أسرته التى اتهمتها بالكذب. وقالت فادية إنها ظلت تشعر بالرعب حتى تعرفت على خطيبها الحالى، الذى تفهم الأمر وتوجه لخطبتها وسيتم زواجهما فى مايو المقبل، ووجهت «فادية» نصيحة إلى الفتيات تطالبهم بعدم تصديق أى شاب حتى يتم الزواج الشرعى، وقالت إن الله وقف معها لكن فتيات آخريات قد لا يجدن نفس المساعدة لذلك عليهن الحذر. ترى الدكتورة سامية الساعاتى، أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس، فالأمر ليس مرتبطًا بالعادات والتقاليد فقط فى مجتمعاتنا، وإنما أيضًا بالدين والشرع، طالما هناك دين فهناك ضوابط »، وتابعت أن هناك حملات تحاول جعل العلاقات التى تتم خارج إطار الزواج أمرًا مستباحًا. وأشارت الدكتورة سهير لطفى، أستاذة الاجتماع فى المركزى القومى للبحوث الاجتماعية، أن ظاهرة أقامة علاقة جنسية قبل الزواج فى مجتمعنا أصبحت ملفتة للانتباه، فهناك من الشباب من يود إثبات رجولته أمام خطيبته، أما الفتاة فهى تسعى لشراء الحب بتقديم جسدها لمن تظنه حبيبها أو بطلها أو أميرها، والطرفان يسعيان نحو الإثارة بدافع الشهوة ليقعا فريسة الزنا وترى الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر،أن الحل الشرعى لمثل هذه الحالات أن يخبر كلا الطرفان الأسرة لتسريع الزواج الرسمى، لأن الواجب على الإنسان أن يستر نفسه، ولا يذيع مقالة السوء عن نفسه، مؤكدة أنه لابد للفتاة التى فقدت بكارتها قبل الزواج أن تخبر أهلها أولً بأنها ليست عذراء، ليروا الأفضل لها وحمايتها من خطيبها الذى لم يصن الأمانة. يقول الدكتور محمد الهوارى، المحلل النفسى، إن العلاقة خارج الزواج فى المجتمعات العربية تعتبر من المحظورات فكل الدراسات فى هذا الشأن لم تنجز على عينات تمثيلية حقيقية بل تمت بنسب افتراضية، لأن المجتمع لن يتقبل أمرًا كهذا أبدًا، مؤكدًا أن العلاقات الجنسية غير الزوجية أصبحت تتواجد فى المجتمع بنسب أكبر مما كانت عليه قديمًا.