لصلاة التراويح بمسجد السيدة حورية مذاق آخر في بني سويف منذ مئات السنوات فالمسجد يحمل اسم آل البيت وملحق به ضريح الست حورية وهي أحد أقمار آل البيت, يأتي لزيارتها علي الآلاف من جميع المدن من داخل مصر وخارجها سنويا ويعتبر المسجد تحفة معمارية إسلامية تليق بالمقام وبه قبة خضراء تشبها بمسجد الرسول صلي الله عليه وسلم. وأنشأ علي مكان مرتفع يعلو في بنيانه جميع الأبراج السكنية المحيطة وللمسجد سكينة وراحة يعرفها رواده طوال العام وطقوس روحية فياضة في الشهر الكريم تجذب إليه العديد من الأهالي والمحافظات لإعماره في الشهر الكريم. ويعد المسجد من أقدم المساجد وأشهرها علي الإطلاق.. أنشأ عام1323 ه والسيدة حورية صاحبة أشهر مسجد ومقام علي مستوي محافظة بني سويف واسمها الحقيقي زينب الحسينية نسبة إلي مولانا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما, وسميت زينب نسبة إلي عمتها السيدة زينب الكبري بنت الإمام علي ولقبت بزينب الصغري كما لقبت بالسيدة حورية لجمالها وورعها وتقاها وقد توفيت وهي بكر لم تتزوج ونسبها من جهة الأب فهي زينب بنت أبي عبد الله شرف الدين الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه ونسبها من جهة الأم يعود لكسري ملك الفرس. وللمسجد دور اجتماعي وديني وأخلاقي يمارسه القائمون عليه طيلة العام فهناك تنشيط للدعوة بالمساجد كما أكد الشيخ كمال عبد التواب مرسي إمام وخطيب مسجد السيدة حورية, فالمسجد يشهد عقب صلاة العصر درسا في أمور الدنيا والدين يوميا يعقبها مقرأة وعند وقت الإفطار يقوم المسجد والقائمين علي خدمته بتقديم أكثر من300 وجبة ساخنة علي مائدته لإفطار المسلمين بجانب توزيع وجبات أخري علي الأيتام داخل بيوتهم وتقوم الجمعية الخيرية للمسجد أيضا بتوزيع2000 شنطة رمضانية مع دخول الشهر الكريم علينا وفي نهاية اليوم مع صلاة العشاء هناك خطبة دينية أخري في منتصف صلاة التراويح ومن وقت العصر للمغرب أقوم بالرد علي فتاوي الأهالي. وعن قصة الست حوريه قال إمام المسجد: بخلاف ما اشتهر عنها بين العامة والخاصة أنها كانت تطبب المرضي في كل زمان ومكان فقد كانت في معركة كربلاء المشهودة قائدة للمستشفي الميداني وهي بنت السبعة عشر عاما أو الثامنة عشر.. ورغم كمد الصدمة في مقتل سيد شباب أهل الجنة وما تعرضت له من مذلة ومهانة علي يد حفنة من ملاعين الزمان وما زادها ذلك إلا إعزازا وكرامة. وجاءت إلي مصر مع من جاءوا مع السيدة زينب عقيلة بني هاشم وبصحبة أخيها الأكبر علي الأصغر زين العابدين وفي أحضان أمها فاطمة أم الغلام وبرفقة زوجة أخيها السيدة الحنون الرقيقة فاطمة( زينب) بنت الإمام الحسن إلي أرض الكنانة مصر المحروسة ولكن السيدة زينب الصغري الملقبة بالسيدة حورية لشدة جمالها الذي يضاهي جمال حوريات الجنة كانت محبة للترحال والسفر فكثيرا ما كانت تتنقل بين قري مصر وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين فكانت رحلتها الأخيرة إلي أرض البهنسا ببني مزار بمحافظة المنيا حيث بقيع مصر الكبير وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابي وتابع لرسول الله وأثناء عودتها أصيبت بحمي شديدة توفت علي إثرها ببني سويف وتم تشييد مقامها هناك وظلت معروفة لأهالي بني سويف وقد ذكرهاعلي مباركفي كتابه- الخطط التوفيقية. وجاءت السيدة حورية في رؤية منامية إلي عثمان بك وأخبرته إنشاء مسجد في هذا المكان وشرع علي الفور في بنائه ووافته المنية وأكمل البناء ابنه محمد إسلام باشا وهو من أعيان بني سويف وأنشأ المسجد عام1323 ه.