مذيعة موهوبة. ذات ملامح مصرية مميزة وطلة خاصة علي الشاشة.. لديها حضور طاغ وقبول واضح لدي الجمهور, تدعمه قوة إرادتها ودراستها الاكاديمية للاعلام.. نجحت عبر مشوارها الاعلامي القصير ان تحقق لنفسها مكانة متميزة وسط كم كبير من المذيعات والاعلاميات.. فهي ذات شخصية محبوبة ومثقفة, تستطيع ادارة الحوارات باحتراف لمسه الجميع اخيرا من خلال تغطيتها المتميزة لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الاخير كأول مذيعة للقناة الرسمية للمهرجان علي شبكة الانترنت, حيث حصلت علي إشادة النجوم العالميين وفي مقدمتهم ريتشارد جير وجولييت بينوش وارتورو ريبشتاين وعرفان خان.. وعلي الرغم من انها تخصصت في دراسة الصحافة بالجامعة الامريكية, إلا ان عشقها للعمل التليفزيوني جاء في فترة مبكرة, ليقودها الي تقديم واحد من اشهر برامج المنوعات علي شاشة شبكة تليفزيونART وهو بروباجندا تي في.. إنها الواعدة رانيا الفار, التي كان لنا معا هذا الحوار: * في البداية سألناها: كيف جاء اختيارك لتكوني مذيعة القناة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الاخير الويب تي في؟ ** فأجابت: من خلال ترشيح السيدة سهير عبدالقادر نائبة رئيس المهرجان لي, حيث تجمعني علاقة رائعة بها, بدأت عندما كانت ترصدني اثناء تغطيتي لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي عام2009 لقناةART.. حينها كنت اجري حوارا مع ضيف المهرجان النجم العالمي صامويل إل جاكسون, وفوجئت بها تتابعني اثناء اجرائي للحوار وساعدتني في إطالة زمن الحوار عما كان متفقا عليه, بل واثنت علي وهو ما اعتبره شهادة كبيرة ومهمة من سيدة في قامة سهير عبدالقادر فنيا واعلاميا وانسانيا.. وتوالت مساندتها لي في مهام تغطيتي للمهرجان, وجمعنا لقاء اخر في مدينة كان الفرنسية خلال قيامي بتغطية فعاليات مهرجان كان السينمائي الاخير لشبكةART مع زميلي كريم كوجك. وهناك توطدت علاقة الحب والاحترام بيننا, الي ان فوجئت بترشيحها لي قبل المهرجان بشهرين لاكون مذيعة قناة المهرجان والتي كانت تبث جميع انشطة المهرجان يوميا للعالم كله علي شبكة الانترنت. وهو ما اراه شرفا كبيرا ومهمة صعبة, لم اكن لانجزها بنجاح لولا دعمها لي ولفريق العمل بالكامل. * ماهي اهم واصعب المواقف من وجهة نظرك في هذه التجربة؟ ** كل اللحظات كانت ممتعة مع كل ما حملته من مجهود وسهر وتركيز علي مدار ال24 ساعة طوال فترة المهرجان ولاسابيع قبل انطلاقه, ولكن اهم واسعد اللحظات بالنسبة لي كانت في حواري لنجوم العالم من ضيوف هذه الدورة من المهرجان, وفي مقدمتهم النجم ريتشارد جير والذي اختصنا بمقابلة علي السجادة الحمراء ليلة الافتتاح, تحدثت معه ومع زوجته خلالها عن الكثير من الامور حول مشواره الفني وعلاقتهما الشخصية والاسرية.. وكذلك النجمة الفرنسية جولييت بينوش والتي اختصتنا بثلاثة حوارات, امام الاهرامات وعلي السجادة الحمراء, وحوار خاص علي ضفاف النيل, تحدثت معها فيه عن الكثير من المحطات الفنية والانسانية في مشوارها بالاضافة الي الحديث عن الكثير من افكارها ومواقفها وعن المرأة والامومة بشكل عام في فرنسا ومصر. وقد كنت محظوظة بان حدث قبول وما يسمي بالكيمياء بيننا, مما جعل الحوار بيننا ممتعا وثريا, تخلت فيه بينوش عن شكلها المعتاد كنجمة, لتطلق ضحكاتها وقفشاتها في تلقائية تامة, وابلغني انها اشادت به لادارة المهرجان قبل سفرها. * وكيف بدأت في احتراف العمل الاعلامي؟ ** بدأت العمل بالاعلام منذ ان كنت في سنوات الدراسة الجامعية من خلال برنامج حواري كنت اقدمه علي مسرح البرت هول الشهير بالجامعة الامريكية وهو ما لفت الانظار الي موهبتي في عالم تقديم البرامج واجراء الحوارات, الي ان اتصلت بي إحدي صديقاتي في احد الايام واخبرتني بان قناةMBC تجري إختبار كاميرا لاختيار مذيعات جدد, واتذكر انني ذهبت الي القناة دون حتي وضع ماكياج لتجربة نفسي في هذا الاختبار, وفوجئت بنجاحي واسناد القناة لي مهمة تقديم برنامج بعنوان اهداءاتنا, وهو برنامج كان يعني باكتشاف مواهب المواطنين في الشارع. ورغم ان تقديمي للبرنامج لم يستمر طويلا, إلا أنه كان يمثل المحك الأول مع كاميرات التليفزيون وعالم تقديم البرامج. ثم جاءت مرحلة دخولي عالم الصحافة التي افادتني كثيرا, من خلال تدرجي علي مدار عامين في العمل بمجلة لاونج بدءا من الاشراف علي باب ثابت وحتي كتابة المقالات والاشراف علي الاعداد. وفي هذه الاثناء, تلقيت مكالمة تليفونية من احدي صديقاتي اخبرتني فيها بان شبكةART تجري اختبارا لاختيار مذيعات يتم تدريبهن لانتقاء من يصلح منهن للعمل كمذيعات بالقناة. وعلي الفوز تقدمت, خاصة انني كنت قد اجريت دراسة عملية بالART خلال السنة الدراسية الثانية لي بالجامعة وتربطني بجميع العاملين بها علاقة طيبة, ونجحت في اختبار القناة لاحصل علي اهم دورة تدريبية متخصصة في مجال الاعلام في حياتي علي يد استاذي خبير الاعلام اللبناني انطوان كاسبيان والذي ادين له بالكثير من المعرفة والخبرات, كان في مقدمتها كسر حاجز الخوف من لكاميرا والتواصل بأقصر واسهل الطرق مع المشاهد. لتأتي بعد ذلك خطوة اختياري لتقديم برنامج رمضاني بعنوان مدفع الافطار اضرب مع زميلي ايمن النمر ورضوي الشربيني.. وبعد نجاحي في هذا البرنامة تم ترشيحي لتقديم برنامج اصح يانايم مع زميلتي رضوي الشربيني, ليقودنا نجاحنا الي تقديم برنامج بروباجندا تي في مع المخرج والمعد شريف هشام, وهو البرنامج الذي استمر لمدة سنوات, فاز خلالها في العديد من الاستفتاءات بجائزة افضل برنامج منوعات علي شاشة الفضائيات العربية. * وما هي مواصفات المذيعة الناجحة من وجهة نظرك؟ ** يجب في رأيي ان تتحلي بالذكاء والثقافة الحضور والاجتهاد والتواضع, والسعي لمشاركة الناس مشاكلهم, بالاضافة الي الاهتمام بمظهرها والتحضير الجيد لكل فقرة أو لقاء أو حوار اينما تيسر ذلك. كذلك ان تكون علي طبيعتها الي حد كبير مع الجمهور, لان التصنع يحدث فجوة بين المشاهد أو المتلقي بشكل عام وبين ما يتم تقديمه له. فالمذيعة من وجهة نظري ليست مجرد شكل جميل وانما شخصية وحضور وثقافة وكاريزما, والمذيعة المصرية لها جمالها الخاص الذي يميزها علي جميع الشاشات الفضائية. * بمناسبة الثقافة, ما رأيك فيما يشاع من اتهام كثيرا ما نسمعه يتعلق بتواضع المستوي الثقافي للكثير من المذيعات؟ ** اعتقد ان المذيعة هي المسئولة عن ذلك, فبصرف النظر عن كيفية دخولها المجال, عليها ان تنمي نفسها ثقافيا بالقراءة والاطلاع ولاسيما بالدراسة لو اتاحت الظروف لها ذلك, بالاضافة الي الاجتهاد في تطوير المهارات والتعلم ايمانا بان المذيعة تعد سفيرة لا علام بلادها ولذاتها علي مختلف الشاشات, وهو الامر الذي يحتاجه الكثير من المذيعين والمذيعات ولا يحتمل التقصير في رأيي.